الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

معظمهم من الشباب.. ارتفاع كبير في ظاهرة الهجرة من إسرائيل

  • مشاركة :
post-title
ارتفاع نسبة الهجرة من إسرائيل وانخفاض نسبة العائدين إليها

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في ظل التوترات العسكرية والأمنية والسياسية والاجتماعية التي تعصف بدولة الاحتلال الإسرائيلي، منذ بدء الحرب على غزة منذ نحو 10 أشهر، يشهد المجتمع الإسرائيلي ظاهرة تزايد الهجرة إلى الخارج.

ووفق القناة الـ12 العبرية، أظهرت البيانات الصادرة مؤخرًا توجهًا مثيرًا للقلق يتمثل في زيادة عدد الإسرائيليين المغادرين لدولة الاحتلال، تزامنًا مع تغييرات جذرية في الساحة القانونية والسياسية، فهل تعكس هذه الظاهرة مجرد استجابة للأوضاع الراهنة، أم أنها مؤشر على تغييرات أعمق في المجتمع الإسرائيلي؟

زيادة كبيرة في الهجرة

كشفت بيانات صادرة عن مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، أن الأشهر السبعة الأولى من عام 2023 شهدت قفزة ملحوظة في أعداد الإسرائيليين، الذين غادروا البلاد مقارنة بنفس الفترة من العام السابق.

وفي الفترة الممتدة بين يناير ويوليو 2023، هاجر ما يقارب 41 ألف إسرائيلي، بزيادة نسبتها 59% مقارنة بـ26 ألف آخرين غادروا، خلال الفترة نفسها من عام 2022، وتوضح البيانات أن عام 2022 شهد زيادة ملحوظة في الهجرة، إذ غادر 55 ألف إسرائيلي البلاد، بزيادة نسبتها 46% مقارنة بعام 2021.

ثورة قانونية

تزامنت هذه الزيادة في الهجرة مع إعلان ياريف ليفين، وزير العدل الإسرائيلي، عن ما يُسمى بـ"الثورة القانونية"، يناير 2023، وهي سلسلة من التعديلات التي أثارت جدلًا واسعًا داخل وخارج إسرائيل.

ورغم أن البيانات تشير إلى أن زيادة الهجرة قد تتزامن مع هذه الأحداث، فإنه من غير الواضح ما إذا كانت الثورة القانونية هي السبب المباشر لهذه الهجرة، أم الحرب الدائرة في الشمال والجنوب ومع ذلك، لا يمكن تجاهل أن هذه التغييرات القانونية أثرت بشكل ما على مزاج المجتمع الإسرائيلي وأسهمت في زيادة معدلات المغادرة.

تراجع أعداد العائدين

ولم تقتصر الظاهرة على ارتفاع أعداد المغادرين فقط، بل شملت أيضًا انخفاضًا طفيفًا في أعداد الإسرائيليين العائدين للعيش في البلاد، فقد شهدت الأشهر السبعة الأولى من عام 2023 عودة 11.600 إسرائيلي فقط، مقارنة بـ14.400 إسرائيلي عادوا في نفس الفترة من العام السابق، ما يشير إلى انخفاض بنسبة 19%.

ويرى الخبراء أن هذا الارتفاع يعزى إلى موجة الهجرة الكبيرة التي وصلت إسرائيل بعد الحرب في أوكرانيا وروسيا، إذ إن جزءًا كبيرًا من المهاجرين قرر مغادرة إسرائيل بعد وصولهم إليها.

تحليل اتجاهات الهجرة

وفقًا للبيانات الصادرة، يظهر أن الفئة العمرية الأكثر هجرة من إسرائيل هي بين 25 و44 عامًا، وهي الفئة العمرية الأساسية في سوق العمل، ويلاحظ أيضًا أن معظم المغادرين هم من العازبين، رغم وجود نسبة من المتزوجين والمطلقين أيضًا.

من ناحية أخرى، تشير الإحصاءات إلى أن المغادرين يحملون شهادات أكاديمية بنسبة مرتفعة، خاصة في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد.

نتائج متوقعة

توقعت بيانات مكتب الإحصاء أن الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023، تعزز من اتجاه الهجرة في العام المقبل، ما يعني أن 2024 قد يشهد ارتفاعًا أكبر في أعداد الإسرائيليين الذين يغادرون البلاد لفترات طويلة.

ومن المنتظر أن تُظهر البيانات المستقبلية ما إذا كان هذا التوجه سيستمر، وكيف ستتأثر أنماط الهجرة بتبعات هذه الحرب، وفي الوقت الذي تشهد فيه إسرائيل تغيرات سياسية واجتماعية هائلة، يبدو أن ظاهرة الهجرة إلى الخارج قد تكون إحدى أبرز المؤشرات على تأثير هذه التغيرات.

ومع استمرار الحرب وتداعيات الثورة القانونية، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ستستمر هذه الظاهرة في التصاعد، أم أن الأحداث المقبلة قد تدفع باتجاه عودة الاستقرار والهجرة العكسية؟ البيانات المستقبلية وحدها ستكشف الإجابة.