الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

علينا احترام قدرة حماس.. قائد إسرائيلي يروي تفاصيل أعقد معركة في الأنفاق

  • مشاركة :
post-title
قائد إسرائيلي يروي تفاصيل أعقد معركة في الأنفاق

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في مقابلة مليئة بالتفاصيل المروعة، يكشف قائد الأسطول الثالث عشر في جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن مشاهد صادمة وتجارب قاسية خلال العمليات العسكرية في قطاع غزة، وخاصة خلال عملية العثور على جثث المحتجزين والمعارك الصعبة داخل أنفاق حماس، مؤكدًا أن الهدف الذي لا يفارق ذهنه هو قائد حركة حماس يحيى السنوار، مضيفًا "علينا أن نحترم القدرة القتالية لحماس، لأنهم عدو منظم"، وذلك وفق حوار نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت".

لحظات لا تُنسى

وبدأ قائد الأسطول الثالث عشر في جيش الاحتلال الإسرائيلي حديثه عن التجربة الأشد تأثيرًا في مسيرته العسكرية، وهي تحديد مكان جثث المحتجزين الستة، في مخيم تل السلطان بمحافظة رفح الفلسطينية، وأن صورهم ستظل عالقة في ذاكرته إلى الأبد.

وتابع: "إنه يجب أن نحترم قدرة حماس القتالية، لأنه لديها قوة عسكرية كبيرة للغاية وأساليب قتالية معدة وفق التدريبات المطلوبة للعمليات، فهم لن يتزحزحوا لأنهم عدو منظم".

وأضاف أن القتال تحت الأرض يعد من أصعب التجارب التي واجهها، نظرًا لطبيعة البيئة الغامضة والمعقدة، حيث يصعب التخطيط والتحكم فيها، وأوضح أن هذه المواجهات تتطلب تقنيات جديدة وأساليب مبتكرة للقتال في أنفاق ضيقة ومظلمة.

عمليات معقدة وسرية

ووصف أحداث 7 أكتوبر التي شكلت منعطفًا حاسمًا في مسيرته، بأنها "وظيفة حياته" وأنها كانت تمثل ذروة خبرته العسكرية، مشيرًا إلى أن العديد من العمليات التي قادها كانت معقدة وسرية ولم تُنشر للعالم، ما زاد من عبء المسؤولية الذي كان يتحمله.

وفي يوم 7 أكتوبر، كان قائد الأسطول الثالث عشر في جيش الاحتلال الإسرائيلي يقضي إجازته مع عائلته، إلا أن الأحداث المفاجئة جعلته يعود بسرعة لتنظيم القوات العسكرية، وتحدث عن لحظة إدراكه أن "الحرب قد بدأت" وكيفية نقل الوحدات وتجهيز المقاتلين في غضون ساعات قليلة للمشاركة في القتال.

ولفت إلى أنه خلال تلك الساعات كانت الفوضى تعج في جيش الاحتلال بالاحتفالات، ولم يكن أحد يعرف على يمينه أو على يساره أن غزو الآلاف من حماس جعل القيادة العليا في حالة ذهول وغير مستعدة لمثل هذا الوضع.

حماس تعيد بناء كتائبها

وحطمت دراسة استقصائية آمال دولة الاحتلال الإسرائيلي في القضاء على الكتائب العسكرية في حركة حماس الفلسطينية، مؤكدة أن تلك الكتائب أعادت بناء قدراتها من جديد، رغم تأكيد قيادات إسرائيلية اقتراب القضاء على الحركة بعد 10 أشهر من القتال العنيف بكل الأسلحة والمعدات المستخدمة في الحروب الواسعة.

وبحسب دراسة استقصائية أجرتها شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، بالتعاون مع مشروع التهديدات الحرجة التابع لمعهد أمريكان إنتربرايز، ومعهد دراسة الحرب، نُشرت في أغسطس الماضي، فإن ما يقرب من نصف الكتائب العسكرية لحركة حماس في شمال ووسط قطاع غزة أعادت بناء قدراتها القتالية.

بينما وجّهت إسرائيل ضربات لحماس، وقتلت العديد من مقاتليها واغتالت كبار القادة فيها، فإن العديد من الوحدات استعادت قدراتها القتالية في المناطق التي زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي في السابق أنه طهّرها، بحسب "سي إن إن".

24 كتيبة

ويتألف الجناح العسكري لحركة حماس، المعروف بـ"كتائب القسام"، من 24 كتيبة منتشرة في مختلف أنحاء قطاع غزة، وفي بداية يوليو الماضي، لم ينجح جيش الاحتلال إلا في تدمير ثلاث كتائب فقط من أصل 24 كتيبة، وفقًا للتقييمات التي أجراها مركز دراسات الحرب والسلام ومعهد دراسات الحرب الأمريكيين.

وتابعت شبكة "سي إن إن" أن "تدمير وحدة ما تابعة لـ"حماس" يتطلب منها أن تكون غير قادرة على تحقيق أهدافها"، لكن من بين 24 وحدة، لا تزال 8 وحدات فعّالة بل ويمكنها القتال ضد قوات الاحتلال، وصُنّفت هذه الوحدات على أنها فعّالة في القتال عندما كانت قادرة على الدفاع عن الأرض باستخدام أساليب وأسلحة متطورة.

أسوأ وضع لإسرائيل

ووجّه عوفر وينتر، الضابط في جيش الاحتلال والسكرتير العسكري السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، انتقادات حادة لسلوك الجهاز الأمني الإسرائيلي ​​في الحرب على غزة، مهاجمًا جميع سياستها خلال تلك الحرب المستمرة.

وقال "وينتر"، في مقال نُشر يوليو الماضي في مجلة "الأنظمة" الإسرائيلية المتخصصة في نشر مقالات خاصة بجيش الاحتلال الإسرائيلي، أن "نظام الأمن الإسرائيلي أخطأ في تشخيص المشكلة الاستراتيجية التي تواجهها إسرائيل في الحرب، وأن طريقة التعامل مع هذه المشكلة لم تحل المشكلة فحسب، بل جعلت وضع إسرائيل أسوأ بكثير مما كان عليه عندما اندلعت الحرب".