يواجه الرئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر، انخفاضًا حادًا في شعبيته منذ فوزه في الانتخابات العامة التي أُجريت في يوليو الماضي، وذلك وفق استطلاع رأي جديد يأتي بالتزامن مع بدء مؤتمر "حزب العمال" الأول له في منصب رئيس الوزراء.
وكشف أحدث استطلاع رأي أجرته شركة "أوبنيوم" لأبحاث السوق، لصالح صحيفة "ذي أوبزرفر" البريطانية، أن تصنيف الموافقة على أداء ستارمر انخفض إلى ما دون رئيس الوزراء السابق زعيم حزب المحافظين ريشي سوناك، إذ عانى زعيم العمال من انخفاض كبير بلغ 45 نقطة منذ يوليو.
وبينما يوافق 24% من الناخبين على الوظيفة التي يقوم بها، فإن 50% لا يوافقون، ما يمنحه تصنيفًا صافيًا بنسبة -26%، وأوضحت الصحيفة أن تصنيف سوناك الصافي أفضل بنقطة واحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء ليس وحده الذي يعاني من انخفاض كبير في الدعم الشخصي منذ الانتخابات، إذ شهدت راشيل ريفز، وزيرة الخزانة، التي خفضت مدفوعات الوقود الشتوي لجميع المتقاعدين باستثناء أفقرهم ووعدت باتخاذ قرارات صعبة بشأن الرعاية الاجتماعية والضرائب في الميزانية المقبلة، انخفاضًا بمقدار 36 نقطة في صافي موافقتها منذ يوليو.
بينما يواصل حزب العمال الريادة في معظم القضايا، فقد تقدمه تقريبًا في الاقتصاد، ليصبح متقدمًا بنقطة واحدة فقط في هذه القضية، انخفاضًا من 10 نقاط في يوليو، ويرى الثلث أن الحكومة منفتحة بشأن التحديات التي تواجه البلاد، لكن أكثر من نصفهم يعتقدون أن الحكومة كانت سيئة في بث التفاؤل أو إعادة بناء الثقة في السياسة.
واعتبرت "ذي أوبزرفر" أن هذا يشير إلى أن أي شهر عسل للحكومة الجديدة انتهى، مع انخفاض معدلات الموافقة على جميع الشخصيات البارزة في مجلس الوزراء. وأصبح لدى ما يقرب من نصف الجمهور (45%) الآن وجهة نظر أكثر سلبية تجاه ستارمر وحزب العمال منذ توليهما المنصب، ومع ذلك، لا تزال الحكومة المحافظة الأخيرة ينظر إليها على أنها الأكثر مسئولية عن التحديات التي تواجه الحكومة.
وفي تقييم مثير للقلق للأشهر الأولى من عمل الحكومة، يعتقد 27% فقط أنها كانت ناجحة حتى الآن، بينما يعتقد 57% أنها لم تكن ناجحة، حتى أن نحو ثلث (32%) مَن صوتوا لحزب العمال في الانتخابات الأخيرة يعتقدون أن الحكومة لم تكن ناجحة في أول شهرين من حكمها، ويُنظَر إلى حزب العمال على أنه يُركز كثيرًا على الموقف المالي للحكومة عندما يريد الجمهور منهم التركيز على تنمية الاقتصاد.
وقال جيمس كراوتش، رئيس السياسات والشؤون العامة في "أوبينيوم": "في حين قد يكون لدى رئيس الوزراء خزانة ملابس جديدة غير مسبوقة في العالم، فإن الناخبين يرفضون ارتداء ملابس حملة التقشف التي تقودها حكومته".
وأضاف: "لا يشعر الجمهور بأنه أسوأ حالًا مما كان عليه قبل الانتخابات فحسب، بل إن المخاوف من أن حزب العمال ركز بشكل مفرط على التمويل الحكومي بدلًا من النمو كادت تقضي على تقدمه في الاقتصاد.. ويوجه الكثير من اللوم عن هذه النبرة إلى كير ستارمر وراشيل ريفز، اللذين يتمتعان الآن بنسب تأييد على قدم المساواة مع ريشي سوناك".