قال بسام مولوي، وزير الداخلية اللبناني، إن بلاده تعيش ظروفًا دقيقة وخطيرة بسبب الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي وصلت إلى الضاحية الجنوبية بالعاصمة بيروت، مشيرًا إلى أن "لبنان قد يكون في مرحلة مصيرية تتطلّب وعيًا وتضامنًا ويقظة".
وأضاف "مولوي"، خلال لقاء خاص مع قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الشرطة اللبنانية تقوم بجهد مضاعف من أجل تأمين احتياجات المواطنين ومتابعة التحقيقات تقنيًا وفنيًا، مشددًا على تنسيق كل الأجهزة لخدمة المواطنين وتسهيل فرق عمل الإسعاف والإنقاذ.
وأوضح أن الشرطة اللبنانية تقوم بجهد استخباراتي وأمني استباقي لكشف أي عميل أو خرق، طالبًا من القوى الأمنية والعسكرية متابعة التحرّكات المشبوهة لتفادي أي خروقات أو اعتداءات على الأحياء السكنية.
وأكد وزير الداخلية اللبناني، ضرورة العمل على منع أي استغلال للظروف الحالية لإحداث أي خرق أمني، ودراسة كل الأمور التي قد تؤدي في هذه الظروف إلى إحداث أي فلتان أمني داخلي.
وذكر أن الحكومة اللبنانية تقوم بجهد كبير في إطار دبلوماسي لاحتواء الوضع وإبعاد شبح الحرب، موضحًا أن المرحلة الحالية تطلب دقة في التعامل سواءً أمنيًا أو استخباريًا، والبقاء على درجة كبيرة من اليقظة.
وعقد مجلس الأمن الداخلي المركزي اللبناني اجتماعًا استثنائيًا، اليوم السبت، لبحث تطوّرات الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية ببيروت بالأمس.
وقال "مولوي" عقب الاجتماع: "نحن أمام هول وخطورة الأحداث العسكرية والأمنية والحربية التي تحصل في لبنان.. كان من الضروري اجتماع مجلس الأمن المركزي بشكل استثنائي لدراسة ومعالجة واتخاذ التدابير اللازمة على صعيد الأمن الداخلي في هذه الظروف والبداية هي بالتعزية للبنانيين"، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام.
وتابع وزير الداخلية اللبناني:" كلّنا نعلم أنّ هناك خرقًا وأنّ إسرائيل تستخدم تقنيّات جديدة والأجهزة الأمنية تقوم بدراستها بالتوازي مع عملها في الداخل.. لذلك علينا مراقبة المخيّمات الفلسطينية ومخيّمات النازحين السوريين وحركة المطار والفنادق".
وتتصاعد التوترات يومًا بعد يوم بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله، بعد مقتل العشرات هذا الأسبوع وإصابة الآلاف في هجوم متطور استهدف أجهزة اتصالات يستخدمها أعضاء في جماعة حزب الله.
ومن جهته، أعلن جيش الاحتلال، في بيان، أمس الجمعة، أن طائرات حربية أغارت بشكل دقيق على منطقة بيروت، وبتوجيه استخباري لهيئة الاستخبارات العسكرية وقضت على إبراهيم عقيل رئيس منظومة العمليات في حزب الله والقائد الفعلي لقوة الرضوان في حزب الله"، مضيفًا: "في الغارة، تمّ القضاء مع عقيل على قادة كبار في قيادة منظومة العمليات وقوة الرضوان".
وتوتّر الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ الثامن من أكتوبر، غداة اندلاع الحرب على قطاع غزة، بعدما أعلن حزب الله بدء شنّ هجمات ضد إسرائيل من جنوب لبنان "دعمًا لغزة وإسنادًا لمقاومتها"، وترد إسرائيل بقصف أهداف تابعة لحزب الله وتحركات مقاتليه خصوصًا في جنوب لبنان، ما أدى إلى نزوح عشرات آلاف المدنيين في كلا الجانبين.