"لم يبق لدى نصر الله أهم شخصين يجلسان إلى جانبه في أي تقييم للوضع.. عندما نتحدث عن مرحلة جديدة في الحرب.. هذا بالضبط ما نعنيه، لقد كانت بيروت بمثابة الخط الأحمر، أما الآن فلم تعد هناك خطوط حمراء"، هكذا نقلت صحيفة "معاريف" العبرية عن مسؤولين أمنيين في إسرائيل في أعقاب الغارة الجوية التي نجحت في اغتيال عدد من قادة حزب الله في الضاحية الجنوبية بالعاصمة بيروت، بينهم إبراهيم عقيل، رئيس فريق العمليات في حزب الله، القائم بأعمال قائد قوة "الرضوان" إلى جانب 10 آخرين.
حسب "معاريف"، استهدفت الغارة الإسرائيلية 20 قياديًا من قيادة قوة "الرضوان"، كانوا مجتمعين في مرآب للسيارات في الطابق الثاني تحت الأرض، ونُفِذَت بأربعة صواريخ أدت إلى انهيار المبنى، ووصلت إلى الطابق الذي تم فيه الاجتماع.
ونقلت الصحيفة عن مصادر بجيش الاحتلال الإسرائيلي، أن الأمر برمته لم يستمر سوى بضع ساعات "هذه ليست عملية اغتيال تم التخطيط لها منذ فترة طويلة، بل هي استغلال فرصة عملية".
وأضاف التقرير: "وصلت معلومات استخباراتية عن عقيل وكبار المسؤولين يتجمعون داخل شقة عملياتية تحت الأرض.. على الرغم من تعقيد مهاجمة شقة تحت الأرض، لكن منذ لحظة ورود المعلومات الاستخبارية، خططت القوات الجوية للعملية بسرعة".
أضافت الصحيفة العبرية: "سرعان ما لفتت عملية الاغتيال انتباه رئيس الأركان، الذي كان في زيارة إلى الشمال في ذلك الوقت، ووافق على الهجوم، ورفعه إلى المستوى السياسي للموافقة عليه.. وعندما تم تعريف الهجوم بأنه "فرصة ضرورية للتنفيذ"، وافق المستوى السياسي، وتم تنفيذ الهجوم".
وخرج إبراهيم عقيل من مستشفى في بيروت صباح اليوم، بعد إصابته هذا الأسبوع جراء انفجار أحد أجهزة "بيجر" التابعة لحزب الله التي فجرتها إسرائيل، بحسب تقرير نشرته وكالة الأنباء الألمانية.
نداء الحرب
بعد الهجوم، وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطابًا قال فيه: "أهدافنا واضحة، وأفعالنا تتحدث عن نفسها"، مضيفًا أن دولة الاحتلال دخلت مرحلة جديدة من الحرب، وأنهم بدأوا للتو وسيعملون على تغيير الشرق الأوسط.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن نتنياهو تحدث مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، والذي اتهم إسرائيل بدفع المنطقة إلى الحرب، وردّ نتنياهو بأنه "بدلًا من الضغط على إسرائيل، حان الوقت لفرنسا لزيادة الضغط على حزب الله".
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي فرنسي أنه "من الواضح أن هناك خلافات مستمرة بين حكومتينا في المستقبل.. ونحن ندعو جميع الأطراف في المنطقة إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس من أجل إغلاق المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة وتسهيل التوصل إلى اتفاق من خلال التفاوض على تسوية للوضع على الحدود الشمالية لإسرائيل".
وأضاف: "نعتقد أن التطورات الأمنية الأخيرة في لبنان زادت من احتمالات الحرب، في حين أننا مقتنعون بأن المسار الدبلوماسي لا يزال قائمًا.. سنواصل العمل لتحقيق هذا الأخير".