الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سموم ومسيرات مفخخة.. تاريخ دموي فى قائمة الاغتيالات الإسرائيلية

  • مشاركة :
post-title
رئيس وزراء الاحتلال الأسبق ديفيد بن جوريون مع العصابات الصهيونية

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

رغم إقرار مسؤولين غربيين وضباط استخبارات سابقين بأن الهجمات الإسرائيلية على حزب الله، والتي انفجرت فيها آلاف من أجهزة النداء الآلي وأجهزة الاتصال اللاسلكية على مدى يومين، كانت بمثابة ضربة قوية لوكالات الاستخبارات الإسرائيلية، لكنها ليست سوى الأحدث في تاريخ طويل من العمليات السريّة التي طاردت فيها إسرائيل رجال المقاومة الفلسطينية من خلال مزيج من الأدوات عالية التقنية والتجسس القديم.

فعبر السموم، والفخاخ، والطائرات بدون طيار المسلحة، والرشاشات الآلية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، طاردت أجهزة الأمن الإسرائيلية خصومها، حتى قبل تأسيس دولة الاحتلال في عام 1948، عندما اغتالت الحركة الصهيونية ضباط الجيش والشرطة البريطانيين، واعتبرتهم عقبات أمام إنشاء دولة الاحتلال.

وعلى مر السنين، نظرت إسرائيل إلى "القتل المستهدف" كوسيلة لتأجيج الخوف والانتقام، لكن رغم هذا، غالبًا ما كانت هذه العمليات تنتج نجاحات مؤقتة فقط دون آثار دائمة، كما يشير تقرير لشبكة NBC News الأمريكية.

ونقل التقرير عن بروس ريدل، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية إن تأثير الاغتيالات قصير الأمد لأن "حماس وحزب الله والإيرانيين سريعون في اختيار خلفاء لمن يتم اغتيالهم".

وأضاف ضابط الاستخبارات الذي خدم في الشرق الأوسط: "يبدو هذا في البرنامج النووي الإيراني، الذي أصبح أقرب إلى بناء القنبلة من أي وقت مضى، حتى بعد مقتل العديد من العلماء النوويين".

لقطات فيديو تظهر اثنين من المشتبه بهم في اغتيال محمود المبحوح في دبي 2010
فضيحة عالمية للاستخبارات الإسرائيلية

بعد أن اختطف عدد من رجال المقاومة الفلسطينية 11 رياضيًا إسرائيليًا وقتلوهم خلال دورة الألعاب الأولمبية في ميونخ عام 1972، أطلقت إسرائيل "عملية غضب الرب" لملاحقة المسؤولين عن العملية.

وتضمنت الحملة غارة ليلية لقوات الكوماندوز على بيروت لملاحقة ثلاثة من أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية، حيث وصلت الفرق إلى الشاطئ بالقوارب، وقاد الغارة إيهود باراك -الذي أصبح فيما بعد رئيسًا للوزراء- متنكرًا في هيئة امرأة ترتدي شعرًا مستعارًا بني اللون.

لكن، فشلت بعض عمليات الاغتيال الإسرائيلية فشلًا ذريعًا، أو أدت إلى أخطاء مأساوية. ففي عام 1973، اعتقد القتلة الإسرائيليون أنهم يستهدفون أحد الشخصيات الرئيسية وراء عملية أولمبياد ميونخ، لكنهم أخطأوا في تحديد هوية النادل المغربي أحمد بوشيخي باعتباره علي حسن سلامة، وهو مساعد أمني للزعيم الراحل ياسر عرفات. فقتلوا "بوشيخي" في منتجع ليلهامر للتزلج في النرويج؛ وسرعان ما علمت السلطات النرويجية أن إسرائيل كانت وراء عملية القتل، وتم الكشف عن شبكة التجسس الإسرائيلية في جميع أنحاء أوروبا، بحسب الشبكة الأمريكية. 

وبعد أربعة عقود تقريبًا، في عام 2010، اغتالت إسرائيل مسؤولًا كبيرًا في حماس، هو محمود المبحوح، في فندق بدبي في مؤامرة معقدة شارك فيها أكثر من 20 عميلًا للموساد. ولكن بعد ذلك ساعات، باستخدام من لقطات كاميرات المراقبة الأمنية، تمكنت الشرطة الإماراتية من إعادة بناء تحركات أعضاء الفريق منذ دخولهم البلاد بجوازات سفر مزورة حتى مغادرتهم، ونشرت صور جوازات سفرهم في وسائل الإعلام في فضيحة عالمية لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.

تفجير الهواتف

في عملية نُفِذَت في عام 1988 لاغتيال أحمد جبريل، وهو ناشط فلسطيني يعمل مع حزب الله، استخدم فريق عسكري إسرائيلي كلبًا مدربًا محملاً بالمتفجرات كجزء من جهد لتعقب هدفه في مجموعة من الكهوف على ساحل لبنان.

كان من المقرر التفجير عن بعد، لكن العملية عانت من سلسلة من الإخفاقات، وفقًا لكتاب "انهض واقتل أولًا" للصحفي رونين بيرجمان، وخاف الكلب المدرب من إطلاق النار وهرب، وعثر رجال حزب الله لاحقًا على الكلب، وتبين أن جبريل لم يكن موجودًا في الموقع وقت الغارة، وفقًا للشبكة الأمريكية. 

كما اغتالت إسرائيل صانع القنابل في حماس، يحيى عياش، في عام 1996 باستخدام هاتف محمول مزود بالمتفجرات. وعندما ردّ على الهاتف وتحدث إلى والده، كان الإسرائيليون ينصتون، وتأكد خبير التعرف على الأصوات من أن المتحدث هو عياش، وتم تفجير المتفجرات عن بعد.

مُسيّرات ودراجات

أدى ظهور الطائرات بدون طيار المفخخة، والتي بدأت إسرائيل في استخدامها في تسعينيات القرن العشرين، إلى توسيع نطاق عمليات الاغتيال بشكل كبير، دون الحاجة إلى المخاطرة بحياة الجواسيس الإسرائيليين.

ومع تقدم البرنامج النووي الإيراني في أوائل العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، ركز الموساد الإسرائيلي جهوده على استهداف العلماء المشرفين على الجهود، وفقًا لمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين سابقين.

وتم اغتيال العديد من العلماء على يد راكبي الدراجات النارية، الذين ربطوا قنابل مغناطيسية بالسيارات. ثم في سبتمبر 2021، اُغتيل محسن فخري زاده، الذي كان يُعتبر الأكثر أهمية في برنامج الأسلحة النووية الإيراني، عندما أصيبت سيارته بالرصاص في بلدة آبساد شرقي طهران.

لاحقًا، تبين أن فخري زاده اغتيل بمدفع رشاش يتم التحكم فيه عن بعد بمساعدة الذكاء الاصطناعي، وفقًا لتقارير إعلامية إيرانية، وتقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".

ومنذ اندلاع عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر الماضي، صعّدت إسرائيل من عملياتها السريّة باغتيال شخصيات بارزة من حماس وحزب الله، فضلاً عن جنرالات إيرانيين كانوا يزورون سوريا، بضربات بطائرات بدون طيار، أبرزهم الزعيم السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في تفجير في العاصمة الإيرانية طهران.