تشعر إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بقلق بالغ من أن يفصل وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش البنوك الفلسطينية عن النظام المالي الإسرائيلي الشهر المقبل، ما قد يسبب انهيارًا اقتصاديًا في الضفة الغربية المحتلة، بحسب ما قاله مسؤولان أمريكيان لموقع "أكسيوس".
ولفت التقرير إلى أن انهيار النظام المصرفي الفلسطيني قد يؤدي إلى تعثر كبير للسلطة الفلسطينية، ما يخلق مشكلات من شأنها أن تدفع الضفة الغربية إلى الفوضى ويؤدي إلى تفاقم الصراع في المنطقة.
وأشار "أكسيوس" إلى أن وزير المالية الإسرائيلي، وهو مستوطن متطرف معادٍ للفلسطينيين "اتخذ العديد من الخطوات على مدى العامين الماضيين لإضعاف السلطة الفلسطينية كجزء من أيديولوجيته في ضم الضفة الغربية".
وفي الماضي، وصف "سموتريتش" السلطة الفلسطينية بأنها "تهديد لإسرائيل"، فيما تمنحه مناصبه كوزير للمالية ومسؤول عن الشؤون المدنية في الضفة الغربية نفوذًا كبيرًا على سياسة الحكومة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
وقال مسؤول مجموعة الدول السبع إن الولايات المتحدة -ودول أخرى في المجموعة- لا تتواصل مع سموتريتش بشكل مباشر بسبب آرائه المتطرفة؛ وأن واشنطن فكرت في فرض عقوبات عليه بسبب أفعاله المزعزعة للاستقرار في الضفة الغربية.
ويملك "سموتريتش" سلطة تفويض البنوك الإسرائيلية بإجراء معاملات مالية مع البنوك الفلسطينية دون المخاطرة باتهامها بغسل الأموال وتمويل الإرهاب. وبدون هذه الموافقة، فإن البنوك الفلسطينية سوف تنفصل عن النظام المالي الإسرائيلي، وسوف تنهار.
تصعيد محتمل
في يونيو الماضي، هدد وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بعدم تمديد الترخيص للبنوك الإسرائيلية التي تعمل مع البنوك الفلسطينية "وقد سمح له التهديد بالضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للموافقة على بناء آلاف الوحدات السكنية الجديدة في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة، وإضفاء الشرعية على خمس بؤر استيطانية غير قانونية"، كما ذكر التقرير.
وفي المقابل، مدد سموتريتش تفويض البنوك لمدة أربعة أشهر، بدلًا من عام واحد كما كان يفعل أسلافه، إذ من المقرر أن تنتهي صلاحية المراسلات المصرفية في 31 أكتوبر.
وأكد التقرير أن الولايات المتحدة والعديد من حلفائها "يشعرون بالقلق" من أن سموتريتش لن يمددها، بحسب مسؤولين أمريكيين.
وخلال اجتماع عُقِد في الأسابيع الأخيرة لمسؤولي الخزانة والمالية من حكومات دول مجموعة السبع، أثارت الولايات المتحدة مخاوفها بشأن سموتريتش والبنوك الفلسطينية، بحسب مسؤول من إحدى دول مجموعة السبع.
وقال المسؤول إن الولايات المتحدة حذرت من أنه إذا تم فصل البنوك الفلسطينية عن البنوك الإسرائيلية، فإن ذلك قد يؤدي إلى زعزعة استقرار الضفة الغربية بشكل كبير، ويخلق تصعيدًا عنيفًا قد يمتد إلى إسرائيل.
وأضاف المسؤول في مجموعة الدول السبع أن انهيار النظام المصرفي "سيكون مدمرًا للمجتمع الفلسطيني بأكمله، وسيقلل من قدرة المدنيين الفلسطينيين على الوصول إلى الغذاء والخدمات الأساسية".
ونقل "أكسيوس" عن مسؤول أمريكي أن إدارة بايدن وحلفاءها في المجموعة "أعربوا في الأسابيع التي تلت الاجتماع عن مخاوفهم للحكومة الإسرائيلية"؛ وقالت مصادر إن الرسالة نقلت إلى وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.