الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الأكثر ولاء.. خدعة الخلاف بين نتنياهو وسيموتريتش وبن جفير

  • مشاركة :
post-title
علاقة نتنياهو وحليفيه يبدو في ظاهرها الخلاف وفي باطنها الولاء الشديد لكرسي السلطة

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

عندما تكون السلطة هي الهدف الوحيد، تصبح الغاية تبرر الوسيلة. ربما هذا هو الوصف الأدق للعلاقة التي تربط بين رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وحليفيه المثيرين للجدل، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، وهي علاقة يبدو في ظاهرها الخلاف، وفي باطنها الولاء الشديد لكرسي السلطة، قبل أن يكون لنتنياهو نفسه.

عند تخطيطه للتغلب على خصومه السياسيين داخل دولة الاحتلال، أدرك نتنياهو أنه بحاجة إلى يمين متطرف قوي إلى جانبه. وبدلًا من حزبين كان من الصعب أن يمر كل منهما على حدة، أجبر سموتريتش وبن جفير على الرضوخ لتفاهمات الرجلين اللذين لا يحبان بعضهما البعض.

في الواقع، فإن العلاقة التي وصفها موقع "والا" العبري بأنها "من أنجح الخطوات التكتيكية لنتنياهو طوال حياته السياسية الطويلة"، كانت أكثر نجاحًا مما كان متوقعًا؛ لكنه -نتنياهو- أدرك أنه كان عليه أن يدفع ثمنها، بعد أن دفع بقائمة واحدة للكنيست تتكون من فصيلين، كان الفصيل الأصغر والأكثر تطرفًا منهما هو الأقوى.

استغلال الحلفاء

يشير "والا" إلى أنه لهذا الاستغلال عدة جوانب. ففي وزارة المالية، يُستخدم سموتريتش كدمية مطاطية لتحويل الأموال لأغراض التحالف، بعد ما صارت الأموال تتدفق إلى الأرثوذكس المتطرفين المثيرين للمشكلات. وكان يبذل جهدًا لحجب الأموال عن الكيانات العربية داخل إسرائيل، أو أموال السلطة الفلسطينية.

أما بن جفير، فقد صارت الشرطة الإسرائيلية، كل يوم سبت تقريبًا، تصعّد نشاطها ضد المتظاهرين، بينما تتهرب من تحقيقات الفساد.

ويلفت التقرير إلى أن "الضرر أكبر بكثير من تحويل الميزانيات المطلوبة في أماكن مثل التعليم والرعاية الاجتماعية نحو المتطرفين، فهنا نتعامل مع تدمير هيئة حيوية للسلام العام. صارت المنظمات الإجرامية تزدهر، وجرائم القتل تتضاعف، وجرائم الملكية بالكاد يتم التحقيق فيها، وأكثر من ذلك".

هكذا، يبني رئيس الوزراء الإسرائيلي قواعده على أحزاب مثل "الصهيونية الدينية" و"القوة اليهودية"، التي تجعله قويًا في السلطة "وهذه أحزاب طفيلية، من النوع الذي يحتاج إلى هيئة داعمة، على شاكلة حكومة نتنياهو".

لكن حتى اليهود المتطرفين، عندما تصبح قضية الميزانية أكثر حدة بالنسبة لهم، فقد يستمرون في بيع نتنياهو من أجل الاستمرار في تمويل قواعد دعمهم "بعد كل شيء، جانتس وحتى لابيد وليبرمان، اللذين يكرهان نفسيهما، سيجدان بالفعل حلًا مبتكرًا. إذا -وعندما- تكون الإطاحة بنتنياهو على جدول الأعمال"، حسب "والا".

لا بديل

ظاهريًا، يبدو أن سموتريتش، الذي يتأرجح بحسب كل استطلاعات الرأي، هو من يجب أن يخاف من الانتخابات، التي قد تحوله من وزير مالية إلى عاطل عن العمل بين عشية وضحاها.

لكن حتى بن جفير، الذي يحسّن مراكزه في استطلاعات الرأي، يدرك أن أفضل طريقة لتعظيم تأثيره هو تجنب الانتخابات " لكنه يدرك أنه لا يمكن أن يكون جزءًا من أي ائتلاف بديل لنتنياهو، في أي سيناريو، حتى لو نجح في زيادة قوته في الانتخابات. ومن منصبه كوزير يمكنه قيادة التحركات في الشرطة الإسرائيلية -خاصة تلك التي تتماشى مع خطة نتنياهو الرئيسية لتدمير الآليات القانونية الديمقراطية وآليات التنفيذ في إسرائيل- لكن في حال فقد المنصب، سيعود إلى كونه قائد عصابة شوارع، وله أصابع أكثر في الكنيست، ولكن دون تحرك مؤثر واحد داخل الحكومة".

ويؤكد التقرير أن "بن جفير يعيش حلم قد يكون كابوسًا للكثيرين، لكنه بالنسبة له هو الجنة. وهذا صحيح أيضًا على المستوى الأيديولوجي، عندما أصبح فجأة بيانه العنصري البغيض، الذي جعله هدفًا للاشمئزاز من نتنياهو نفسه، جزءًا من السياسة الرسمية للحكومة الإسرائيلية".

وعلى المستوى العملي، يسيطر وزير الأمن القومي المتطرف على ميزانيات تبلغ عدة مليارات، ويوجه كبار الضباط في شرطة إسرائيل حسب مدى قربهم منه، واستعدادهم لتنفيذ بعض السياسات المستمدة من أيديولوجية التدمير الذاتي للقانون.

خدعة الأزمات

يؤكد "والا" أنه يجب التوقف عن افتراض أن هناك أزمات بين الوزيرين سموتريتش وبن جفير ورئيسهما نتنياهو، وأن هناك تهديدات بحل الحكومة في حال التوصل إلى "صفقة غير شرعية" على حد تعبير سموتريتش.

وشدد التقرير على أنه "قد يكون الصوت هو صوتهم، لكن الأيدي المحركة هي يدي نتنياهو. لذلك، في المرة المقبلة التي تسمع فيها عن معارضة صفقة قد تعرّض الائتلاف للخطر، فاعلم أن هذا كذب. نتنياهو نفسه هو الذي يلفق هذه الرسائل، التي لا يستطيع التعبير عنها بصوته ووجهه علانية".

وأشار "والا" إلى حقيقة أن الأمريكيين "يقعون أحيانًا في هذا الفخ". مؤكدًا: "بينما يسمعون صوتين، هناك في الواقع جوقة منسقة بشكل جيد هنا".

واختتم التقرير بأنه "حتى أولئك الذين يعتقدون أننا نسير نحو الكارثة، لا يمكنهم إلا أن يعجبوا ببراعة نتنياهو"، الموهوب الذي قرر تسخير براعته من أجل الحفاظ على حكمه فقط".