إضراب تلو الآخر، واحتجاج يعقبه آخر جديد، هكذا أصبحت السمة الغالبة في العديد من دول العالم، جعلت من الممكن أن يحمل العام الحالي شعار "عام الاحتجاجات" عن جدارة.
من عمال السكك الحديدية وسائقي القطارات إلى رجال الإسعاف وغيرهم، تتزايد وتيرة الاحتجاجات، الأمر الذي يصيب حياة الكثير بالشلل.
تسونامي احتجاجات عالمية أشعلت الحرب الروسية الأوكرانية فتيله، منذ 24 فبراير من العام الجاري، أي منذ ما يقرب من 300 يوم، خلّفت وراءها أزمات اقتصادية، وأزمات في الطاقة، مع موجة غير مسبوقة من التضخم.
وامتدت الاحتجاجات ضد ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء إلى جميع مناطق العالم، بحسب صحيفة "دي تسايت".
أرقام غير مسبوقة.. احتجاجات في 148 دولة
خلال الفترة بين نوفمبر 2021 وحتى أكتوبر من العام الجاري، تم تنظيم أكثر من اثنى عشر ألف وخمسمائة احتجاجًا في أكثر من 148 حول العالم.
وكان المحرك الرئيسي وراء الاحتجاجات هو زيادة معدلات التضخم ونقص السلع اليومية، بغض النظر عن كون المجتمعات متوسطة الدخل أو منخفضة الدخل.
ارتفاع تكاليف المعيشة والطاقة
وبحسب الدراسة، كانت هناك احتجاجات على ارتفاع تكاليف المعيشة في 4630 مرة.
وكان لأوروبا النصيب الأكبر من الاحتجاجات داخل أوروبا، خاصة في ألمانيا وفرنسا بين سبتمبر وأكتوبر من هذا العام.
وفي فرنسا جرى 265 احتجاجًا على ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، أما ألمانيا فقد شهدت 395 احتجاجًا.
إضراب القطاع الصحي في بريطانيا.. الأحدث
وعلى سبيل المثال بدأت طواقم التمريض في المملكة المتحدة، تنظيم إضراب واسع، تسبب في اضطراب كبير بالقطاع الصحي بالبلاد، مع وعد بتجديد إضرابهم اليوم مرة أخرى.
ذكرت صحيفة" الجارديان" البريطانية، أن أكثر من 100 ألف ممرض وممرضة يشاركون في الإضراب، في 76 مستشفى، مطالبين برفع الأجور بنسبة 19%، الأمر الذي قُوبل بالرفض من ريشي سوناك، رئيس الوزراء، الذي وصف المطالب بـ"غير المعقولة".
وفي أمريكا هددت النقابات البالغ عددها 12، بالإضراب عن العمل، بدءًا من 9 يناير المقبل، بعد رفضها المصادقة على الاتفاق المبدئي مع أرباب الأعمال، بسبب بعض الموضوعات المتعلقة بالإجازات المرضية.