في سابقة لم تحدث منذ أكثر من عقدين من الزمن، لم تستطع المرشحة لانتخابات الرئاسة الأمريكية، نائبة الرئيس كامالا هاريس، الحصول على تأييد نقابة سائقي الشاحنات، لتصبح الديمقراطية الأولى التي تفقد هذا التأييد؛ رغم حصولها على دعم جميع النقابات الكبرى الأخرى في البلاد.
وكانت نقابة سائقي الشاحنات، التي تمثل أكثر من 1.3 مليون عامل، تؤيد باستمرار المرشحين الديمقراطيين للرئاسة لأكثر من 20 عامًا.
وفي بيان صدر أمس الأربعاء، قالت النقابة إنها لن تؤيد أي مرشح رئاسي في انتخابات عام 2024، وهي المرة الأولى منذ عام 1996 التي تختار فيها عدم دعم مرشح؛ سواء هاريس أو منافسها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب.
دعم السائقين
قبل عقود من الزمن، أيدت نقابة سائقي الشاحنات الحملات الانتخابية لرؤساء جمهوريين سابقين، هم ريتشارد نيكسون، ورونالد ريجان، وجورج بوش الأب. لكن بعد عام 1996، دعم سائقو الشاحنات المرشحين الديمقراطيين آل جور، وجون كيري، والرئيس باراك أوباما، وهيلاري كلينتون، والرئيس جو بايدن.
وفي بيان أمس، قال رئيس نقابة سائقي الشاحنات، شون أوبراين: "للأسف، لم يتمكن أي من المرشحين الرئيسيين من تقديم التزامات جادة لنقابتنا لضمان وضع مصالح العمال دائمًا قبل مصالح الشركات الكبرى".
وأضاف أوبراين أن النقابة تريد من هاريس وترامب الالتزام بعدم التدخل في "الحملات النقابية المهمة أو الصناعات الأساسية لنقابة سائقي الشاحنات"، وكذلك احترام حق الأعضاء في الإضراب. مشيرًا إلى أن أيًا من المرشحين لم يلتزم بهذا؛ كما نقلت "نيوزويك".
كما حثت النقابة جميع الأعضاء على "التصويت في الانتخابات المقبلة، والبقاء منخرطين في العملية السياسية"، على الرغم من عدم تأييد نقابتهم لأي من المرشحين.
وكان كلًا من هاريس وترامب ينشطان لكسب سائقي الشاحنات، ما يسلط الضوء على الدور البارز الذي تلعبه النقابات في انتخابات عام 2024. حيث يمكن أن تؤثر تأييدات النقابات على تفضيلات التصويت لملايين الأعضاء في جميع أنحاء الولايات المتأرجحة.
ويوم الاثنين، زارت هاريس مقر النقابة، بينما شارك ترامب وبايدن في اجتماعات مستديرة مع قيادات نقابة سائقي الشاحنات، حيث وصف بايدن نفسه بأنه "الرئيس الأكثر تأييدًا للنقابات".
ترامب متشبث
سارعت حملة ترامب إلى التأكيد على أن أغلبية أعضاء نقابة سائقي الشاحنات يفضلون تأييد الرئيس السابق، وفقًا لاستطلاع النقابة الذي صدر أمس الأربعاء.
واعترفت الحملة بأن النقابة لم تقدم تأييدًا رسميًا، مضيفة أن بيانات استطلاعات الرأي التي أجرتها نقابة سائقي الشاحنات في الفترة من 14 يوليو إلى 15 سبتمبر، أظهرت أن 59.6% من أعضائها العاديين يدعمون ترامب، مع دعم 34% لهاريس.
وأظهرت بيانات استطلاع آخر أجري في الفترة من التاسع من أبريل إلى الثالث من يوليو، تقدم بايدن على ترامب بنسبة 44% مقابل 36%.
وقالت حملة المرشح الديمقراطي "إن الرئيس ترامب يقاتل من أجل الرجال والنساء العاملين في أمريكا"؛ وأضافت أن أجندة الرئيس ترامب "ستؤدي إلى تخفيف الضرائب وعكس التضخم الذي يضر بالأسر العاملة أكثر من غيره".
وفي مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأربعاء، قال ترامب: "إن سائقي الشاحنات يحملون الكثير من الثقل. لا يستطيع الديمقراطيون أن يصدقوا. كان من الطبيعي دائمًا أن يحصل الديمقراطيون على سائقي الشاحنات، وقالوا إنهم لن يؤيدوا الديمقراطيين هذا العام، لذلك كان هذا شرفًا لي".