الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

استراتيجية ديمقراطية.. هاريس تستهدف معاقل الجمهوريين في الريف

  • مشاركة :
post-title
كامالا هاريس

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

تستهدف كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس الأمريكي، في حملتها الانتخابية الحالية، المناطق التي طالما اعتبرت معاقل تقليدية للحزب الجمهوري، وفقًا لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.

وذكرت الصحيفة أن نائبة الرئيس الأمريكي لا تركز فقط على المناطق الديمقراطية الكبرى، مثل ميلووكي وأتلانتا وفيلادلفيا، بل تسافر أيضًا إلى مدن أصغر مثل أو كلير في ويسكونسن وسافانا في جورجيا، بهدف توسيع قاعدة الناخبين الديمقراطيين وتقليص الفجوة في المناطق التي كانت تقليديًا تصوت للجمهوريين.

ووضع الديمقراطيون الاستراتيجية الجديدة بعد الخسارة أمام الرئيس السابق دونالد ترامب، في انتخابات 2016، لمحاولة الحد من هزائمهم في المناطق التي تميل إلى الجمهوريين.

ويكشف تحليل حديث أجرته "بوليتيكو"، عن أن هاريس توجه اهتمامها نحو "المناطق الجمهورية"، سواء في جولاتها الميدانية أو حملاتها الإعلانية، في تحول استراتيجي يسلط الضوء على نقاط قوتها الفريدة، ويبرز التحديات التي تواجهها.

ويظهر أن حملة هاريس أصبحت أقل تركيزًا على تعزيز قاعدتها الديمقراطية التقليدية، متجاوزة الحاجة للانشغال بشكل مكثف بالمراكز الليبرالية الكبرى، مثل فيلادلفيا، التي طالما شكلت محور الحملات الديمقراطية السابقة.

الضواحي والمناطق الريفية

ويرى فريق هاريس أن الفرصة سانحة للتوسع بين شرائح متنوعة من الناخبين في البلدات الصغيرة والضواحي والمناطق الريفية التي تزورها حاليًا، خاصة بين الناخبين البيض الأكبر سنًا، الذين يفتقر معظمهم للتعليم الجامعي.

ونقلت "بوليتيكو" عن دان كانينين، مدير الولايات المتأرجحة في حملة هاريس: "هناك شريحة من الناخبين تحتاج لمعرفة المزيد عن نائبة الرئيس، فهم لا يعرفونها كما عرفوا جو بايدن، مهمتنا هي سد هذه الفجوة المعرفية، وضمان فهمهم لشخصيتها، ومبادئها، وإدراكهم أنها تناضل من أجل جميع الأمريكيين".

وتبرز استراتيجية هاريس الجديدة بوضوح في بنسلفانيا، إذ كثفت جهودها بشكل ملحوظ. وفي جولة حافلة قبل المؤتمر الوطني الديمقراطي، زارت مناطق محافظة وريفية، بينما جال المرشح الديمقراطي لنائب الرئيس تيم والز، في مقاطعات تقليدية جمهورية ومتأرجحة، وفقًا لـ"بوليتيكو".

ووسعت هاريس نطاق نشاطاتها متجاوزة المناطق المفضلة لبايدن في فيلادلفيا، موجهة قدرًا كبيرًا من مواردها نحو مناطق أخرى في الولاية، إذ فاق عدد زياراتها لغرب بنسلفانيا، خلال الأسابيع الستة الأولى، من حملتها ما قام به بايدن، طوال الأشهر الستة السابقة.

الولايات المتأرجحة

غير أن "بوليتيكو" لفتت إلى أنه كان لهاريس - الأصغر من بايدن بأكثر من عقدين - الطاقة للحفاظ على جدول أعمال أكثر نشاطًا يجوب الولايات المتأرجحة.

ويراهن فريق هاريس على كسب أصوات في المناطق المتأرجحة والريفية، من خلال التركيز على قضايا مثل مكافحة التلاعب بالأسعار وخفض تكاليف الأدوية وقضايا الحقوق الإنجابية.

ويرى خبير استطلاعات الرأي بيروود يوست، أن هاريس عززت دعمها في المراكز الحضرية، لكنها تواجه تحديات في الضواحي، خاصة في المناطق التي يقطنها ناخبون بيض أكبر سنًا.

محاولات متأخرة

وتقلل حملة المرشح الجمهوري الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، من أهمية استراتيجية هاريس، مركزة على تعزيز دعمها في المناطق الريفية، مؤكدين سياسات المرشح الجمهوري الداعمة للمزارعين وموقفه من الصين والتجارة كعوامل جذب للناخبين الريفيين والعمال.

وتعتبر آنا كيلي، المتحدثة باسم اللجنة الوطنية الجمهورية، أن محاولات هاريس "متأخرة"، مشيرة إلى أن الناخبين الريفيين "تعبوا من خذلان الديمقراطيين لهم، وهم يصطفون لدعم الرئيس ترامب".

ورغم ذلك، توضح "بوليتيكو" أن الاستراتيجية التي تعتمدها هاريس أظهرت نجاعتها، مشيرة إلى تجربة فوز ديمقراطيين آخرين باستخدام نهج مماثل في انتخابات سابقة، إذ إن حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو، والسيناتور جون فيترمان، اعتمدا نفس المقاربة في انتخابات 2022، مع شعار "كل مقاطعة، كل صوت".