تتعمد كل من أوكرانيا وروسيا، التزام الصمت بشأن الجنود الذين قتلوا أو جرحوا في صفوفهم، خلال الحرب الدائرة بينهما والتي تجاوزت عامها الثاني، غير أن تقرير أمريكي كشف أن الخسائر البشرية ربما تجاوزت المليون، وهو ما يترتب عليه آثار ديموغرافية خطيرة.
وأصيب مئات الآلاف من الجنود من الجانبين وقتلوا في الهجوم الروسي على أوكرانيا، بحسب بحث أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وذكرت الصحيفة نقلًا عن تقديرات أوكرانية سرية، أن القوات الأوكرانية تكبدت نحو 80 ألف قتيل و400 ألف جريح، ووفقًا لتقديرات الاستخبارات الغربية، خسرت روسيا، من ناحية أخرى، 600 ألف جندي، 200 ألف قتيل و400 ألف جريح".
وتتطابق معلومات الصحيفة مع تقديرات وزارة الدفاع البريطانية لخسائر موسكو في الحرب، ووفقًا لهذا فقد قُتل 610.000 جندي روسي أو أصيبوا بجروح بالغة، منذ بداية الحرب لدرجة أنهم لم يعودوا مؤهلين للخدمة.
وقالت الوزارة على منصة "إكس"، إن التكتيك القائم على موجات هائلة من المشاة أجبر روسيا على تجديد قوات الخطوط الأمامية بتدفق مستمر من المجندين الجدد، وبناءً على ذلك، تجد موسكو الآن صعوبة أكبر في جذب المتطوعين.
وذكرت الصحيفة أن الخسائر الباهظة التي يدفعها الطرفان المتحاربان لها آثار قاتلة على المدى الطويل، وحتى قبل اندلاع النزاع المسلح، كانت روسيا وأوكرانيا تعانيان من تقلص عدد السكان.
بالنسبة لأوكرانيا، التي لا يتجاوز عدد سكانها ربع سكان روسيا، وبينما تستطيع روسيا تعويض خسائرها على الجبهة جزئيًا على الأقل من خلال احتلال الأراضي الأوكرانية واستيعاب السكان الذين يعيشون هناك، يتعين على كييف أيضًا أن تتعامل مع نزوح جماعي إلى الخارج.
من ناحية أخرى؛ وافقت أوكرانيا على ميزانية تكميلية تتضمن إنفاقًا إضافيًا بشكل أساسي على الجيش، بعد أن صوّتت أغلبية واضحة من أعضاء البرلمان لصالح الحزمة التي تزيد قيمتها على 10 مليارات يورو، ما يعني أن إنفاق الأسر سيرتفع بنحو 13% ليعادل أكثر من 81 مليار يورو، وهي قيمة قياسية بالنسبة لأوكرانيا، بحسب الصحيفة الأمريكية.
وكانت التغييرات في الميزانية ضرورية حتى تتمكن أوكرانيا، من بين أمور أخرى، من دفع الرسوم الإضافية لجنودها في الخطوط الأمامية عن شهر سبتمبر، ووفقًا لرئيس الوزراء دينيس شميهال، فإن التخطيط الأصلي للميزانية لعام 2024، يفترض القتال حتى نهاية أغسطس.
وسيتم تمويل النفقات الإضافية من خلال زيادة عائدات الضرائب والقروض، من بين أمور أخرى من الاتحاد الأوروبي، وينبغي أن يكون هناك أيضًا وفورات في القطاع الاجتماعي.
ومنذ بداية العام، انخفضت قيمة العملة الوطنية الأوكرانية، الهريفنيا، بنسبة كبيرة بلغت 8% مقابل الدولار الأمريكي وما يقرب من 10% مقابل اليورو.