الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

5 أيام من التدريب المكثف.. كيف حسمت هاريس مناظرة ترامب؟

  • مشاركة :
post-title
هاريس وترامب

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

 بعد أيام من التحضير والتدريبات المكثفة، كانت هاريس تستعد لمواجهة واحدة من أهم لحظاتها السياسية، مُسلحةً بخطط دقيقة وأسلوب يعتمد على الابتسامة والتعليق اللاذع، خلال المناظرة الرئاسية، بينما كان الجميع يترقب كيف ستؤدي نائبة الرئيس كامالا هاريس في مواجهتها الحاسمة مع دونالد ترامب. وفق تقرير وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.

تحذير قبل المناظرة

قبل أقل من ساعة من مغادرة هاريس فندقها في فيلادلفيا، تلقت إحاطة غير عادية من فريقها حول شائعة جديدة نشرها ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مُفادها أن المهاجرين الهايتيين في سبرينجفيلد، أوهايو، يأكلون الحيوانات الأليفة، ورغم تأكيدات الفريق بأن الشائعة كاذبة، توقعت هاريس أنها ستكون جزءًا من حديث ترامب في المناظرة.

وخلال المناظرة، جاء الوقت المتوقع، حيث كرر ترامب الشائعة قائلًا إن المهاجرين "يأكلون الكلاب والقطط"، وردت هاريس بتعبير وجه ساخر وضحكة متهكمة، وعلقت: "تحدث عن التطرف". كانت تلك اللحظة الأكثر غرابة في المناظرة، ما أثار موجة من المقاطع الساخرة عبر الإنترنت.

تأثير المناظرة على الرأي العام

رغم الأداء القوي لهاريس، أظهر استطلاع سريع للرأي أجرته شبكة CNN بعد المناظرة أن آراء المشاهدين حول ترامب ظلت ثابتة، بينما ارتفعت نسبة تأييد هاريس بشكل طفيف، ومع ذلك، استغل فريق هاريس أداءها في المناظرة لتحويل اللحظات الرئيسية إلى إعلانات تلفزيونية ومقاطع عبر الإنترنت.

واستعدت هاريس للمناظرة بتكثيف تدريباتها لمدة خمسة أيام في فندق بمدينة بيتسبرج، حيث أعاد فريقها إنشاء مسرح المناظرة لمحاكاة أجواء الليلة الكبيرة، وشارك في التدريبات فيليب رينس، مستشار هيلاري كلينتون السابق، لتأدية دور ترامب في التمارين، حيث ارتدى بدلة داكنة وربطة عنق حمراء لتقمص شخصية الرئيس السابق.

التحديات التقنية

كان التحدي الأكبر الذي واجه فريق هاريس هو ضبط استخدام الميكروفونات، على عكس المناظرات السابقة، أراد فريق هاريس أن تكون الميكروفونات مشغلة طوال الوقت لتمكينها من التدخل والرد السريع، وعلى الرغم من عدم التوصل لاتفاق بهذا الشأن، استغلت هاريس تنسيق الشاشة المنقسمة لتوجيه تعابير وجهها اللاذعة وضحكاتها الساخرة ضد ترامب.

وقررت هاريس عدم التمرن على تعابير الوجه أو التحركات الشخصية التي يمكن أن تستخدمها في المناظرة، وفضلت الاعتماد على ردود أفعالها الطبيعية، وقدمت خلال المناظرة ردودًا صامتة ومؤثرة عبر الضحك ورفع الحاجبين، ما جعلها تبدو واثقة وأكثر تفاعلًا مع الأحداث.

رؤيتان مختلفتان تمامًا

وأنهت هاريس المناظرة ببيان ختامي ركز على الفرق بين رؤيتها المستقبلية للبلاد ورؤية ترامب المتمحورة حول الماضي، وقالت: "أعتقد أنكم سمعتم الليلة رؤيتين مختلفتين للغاية لبلدنا"، في المقابل، وصفها ترامب بأنها "أسوأ نائبة رئيس في تاريخ الولايات المتحدة".

وبعد انتهاء المناظرة، كان أول سؤال طرحته هاريس على فريقها هو: "كيف فعلت؟"، وكان ذلك يعكس مدى رغبتها في تقديم أفضل أداء ممكن أمام الجمهور، مع العلم أن هذه المناظرة قد تكون الفرصة الوحيدة التي سيرى فيها الناخبون المرشحين جنبًا إلى جنب قبل انتخابات نوفمبر.

وبحسب تقرير "أسوشيتد برس"، قدمت كامالا هاريس في هذه المناظرة أداءً قويًا ومدروسًا، معتمدة على الاستعداد الجيد والحفاظ على هدوئها أمام استفزازات ترامب. وبينما قد لا تؤثر المناظرة بشكل حاسم على نتائج الانتخابات، فإنها بلا شك عززت مكانة هاريس وسلطت الضوء على قدرتها على قيادة البلاد في المرحلة المقبلة.