الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وسط حرب غزة.. الحياد تحد جديد يواجه المؤسسات الكبرى الأمريكية

  • مشاركة :
post-title
الحياد تحد جديد يواجه المؤسسات الكبرى الأمريكية

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

أصبحت المؤسسات الكبرى الأمريكية من شركات متعددة الجنسيات إلى جامعات مرموقة محركًا رئيسيًا للتغيير المجتمعي والسياسي، لكن في السنوات الأخيرة، شهدت تلك المؤسسات تحولاً جذريًا في نهجها إزاء القضايا الاجتماعية والسياسية، وخاصة ما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على غزة.

فبينما كانت تلك المؤسسات سابقًا جزءًا نشطًا في النقاشات الدائرة حول العدالة الاجتماعية، اليوم نجد أن العديد منها يتبنى الحياد بشكل متزايد، فما الذي دفع بهذا التحول؟.. وما تداعياته؟

قوة المؤسسات وتأثيرها

ووفق تقرير لموقع "أكسيوس" الأمريكي، تمتلك المؤسسات الكبيرة في الولايات المتحدة تأثيرًا قويًا على الرأي العام، إذ يمكنها تشكيل السياسات وتحقيق تغييرات جوهرية، لكن، في ظل المشهد السياسي والاجتماعي الحالي، اختارت العديد من المؤسسات الابتعاد عن المناقشات العامة، متجنبة الغضب الذي يمكن أن يثيره التحدث في تلك القضايا.

وفي خضم الاحتجاجات التي اندلعت في الربيع الماضي بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، بدأت الجامعات الأمريكية في تبني سياسات الحياد المؤسسي.

فجامعات مثل بنسلفانيا، وستانفورد، وولاية واشنطن وبرنارد أعلنت عن سياسات جديدة تؤكد عدم تدخل قادتها في القضايا السياسية أو الأحداث العالمية.

تغيرات في السياسات

تشير تلك السياسات إلى اختلاف في تفاصيل ونطاق التنفيذ بين الجامعات، فبينما تتخذ بعض المؤسسات نهجًا بسيطًا كجامعة ولاية واشنطن التي تقرر أن المؤسسة لن تتدخل في القضايا، تتبع جامعات أخرى سياسات أكثر تفصيلًا مثل جامعة هارفارد، حيث يشمل الحياد الإداريين والعمداء ورؤساء الأقسام.

وكما هو الحال في الجامعات، شهدت الشركات الكبرى تغييرًا في نهجها تجاه القضايا الاجتماعية والسياسية، فقد دعمت سابقًا الاحتجاجات المطالبة بالعدالة العرقية، مثل ما حدث بعد مقتل جورج فلويد، ولكن الآن، تجد الشركات نفسها في مفترق طرق بين الانخراط في النقاشات أو الابتعاد عنها.

وتظهر استطلاعات الرأي أن نسبة الأمريكيين الذين يرون أن الشركات يجب أن تتحدث عن القضايا الاجتماعية والسياسية انخفضت من 48% في عام 2021 إلى 41% في عام 2023، وفقًا لمؤسسة جالوب.

الجامعات في مواجهة الحياد

بالرغم من أن الحياد قد يساعد المؤسسات على الابتعاد عن الصراعات، إلا أن عواقبه قد تكون أشد وطأة في الجامعات منها في الشركات، فحسب بول أرجينتي، أستاذ الاتصالات في كلية إدارة الأعمال بجامعة دارتموث، الحياد يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الاحتجاجات بدلاً من تهدئتها في الحرم الجامعي.

بينما يبدو الحياد المؤسسي خيارًا عمليًا في ظل الأجواء المشحونة، إلا أنه يظل موضع تساؤل. فهل سيكون هذا النهج هو الحل الأمثل لمؤسسات اليوم أم سيزيد من تعقيد الموقف؟ الأيام القادمة ستكشف لنا المزيد.