الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

فايق جرادة: "بعيدا عن الشمس" يطرح آلام المعتقلين داخل سجون الاحتلال

  • مشاركة :
post-title
المخرج الفلسطيني فايق جرادة

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

تظل قضية الأسرى أحد أهم القضايا التي تشغل المجتمع الفلسطيني، الأمر الذي يدفع المبدعين لطرحها في أعمال فنية بشكل واقعي، وكان آخر هذه الأعمال فيلم "بعيدًا عن الشمس"، المشارك ضمن فعاليات النسخة الـ40 لمهرجان الإسكندرية السينمائي الذي يقام في الفترة من 1 حتى 6 أكتوبر المقبل، إذ يستعرض العمل قصص المعتقلين داخل سجون الاحتلال.

يؤكد المخرج الفلسطيني فايق جرادة، خلال حواره لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن فكرة "بعيدًا عن الشمس"، كانت تحتل حيزًا كبيرًا في المجتمع الفلسطيني وهذا ما دفعه لتقديمها في عمل فني، إذ يقول: "إحدى أهم الثوابت الفلسطينية هي قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال التي تأخذ حيزًا كبيرًا في المجتمع الفلسطيني، فلا يوجد منزل فلسطيني لا يوجد فيه أسير أو أسير محرر، ولا أبالغ إذا قلت إن أكثر من مليون أسير سُجِنوا في سجون الاحتلال من عام 1968 حتى اليوم". 

ويضيف: "قضية الأسرى هى قضية إنسانية بامتياز، وهى جوهرية وليست قضية خبر أو مشروع موسمي، فلابد علينا نحن العاملين في السينما طرح هذه القضية الإنسانية، خاصة إذا علمنا أن هناك أكثر من 45 نوعًا من أنواع التعذيب في سجون الاحتلال مورست على الأسرى بلا استثناء، فكان هذا الفيلم الوثائقي الذي يجسد أنواع التعذيب ومن خلاله تم تمثيل بعض أنواع التعذيب دراميًا ووثائقيًا".

مشاهد درامية واقعية

يشير الفلسطيني فايق جرادة إلى أن العمل كان بالتعاون مع وزارة الأسرى والمحررين، إذ يقول: "العمل كان بالتعاون مع وزارة الأسرى والمحررين وقد ساهموا في تذليل العقبات وخاصة أن التصوير للمشاهد الدرامية كانت داخل سجون الاحتلال بعد خروجهم من غزة ومجيء السلطة الوطنية الفلسطينية، وإحدى أهم ما يميز الفيلم أن بطل الفيلم هو السجان نفسه من تعذب بنفس الزنزانة لذلك أعطى بشكل مميز مشاهد درامية وبشكل تفصيلي".

ويضيف: "عند تنفيذ أي فكرة بشكل إنساني خاصة أن تصويرها مرئيًا تبرز تحديات أو نستطيع تسميتها إصرار بأن تخرج بشكل يؤثر وأن تكون رسالة، حيث نسعى دائمًا لتجسيد معاناتهم وآلامهم اليومية عبر الصورة المرئية وأفلام روائية قصيرة ووثائقية، فهذه دعوة بأننا بحاجة إلى أفلام ذات شكل، ومضمون، لتوصيل رسالتنا التي هي بالضرورة قضية رسالة الأسرى خاصة في ظل حرب الإبادة في غزة والضفة والقدس، إذ تمارس إسرائيل أبشع أنواع القتل والتعذيب على كل الشعب الفلسطيني".

الصورة لغة الشعوب

أوضح فايق جرادة أن هدفه من الفيلم توثيق ما يحدث مع الشعب الفلسطيني، إذ يقول: "الصورة سوءا كانت وثائقية أو روائية، فتفاصيلها المختلفة وهى بالتأكيد رسالة فنية وجمالية وإنسانية، وهدفي توصيل رسالة الأسرى وكيف يتم تعذيبهم هناك في سجون الاحتلال، حيث أجزم أن القضية الفلسطينية يجب أن تتعامل مع الصورة لأنني مؤمن بها وبتوثيقها، فالمجتمع الذي لا يوثق تاريخه مجتمع قابل للانقراض خاصة أن الصورة الآن أصبحت لغة الشعوب".

ويضيف: "الصورة اليوم شكل من أشكال المقاومة وإحدى أدوات النضال ويجب الاعتماد عليها، لشرح القضية الفلسطينية، لذلك هدفي هو توضيح ظاهرة الاعتقال وربطها بالعمل البصري لشرح هذا الظلم الواقع على الأسرى، وأجزم أن الصورة بكل تكويناتها هي بوابة من الممكن الاعتماد عليها".

فضح ممارسات الاحتلال

وحول أهمية الفن في دعم القضية الفلسطينية، يقول:" الفن يستطيع فضح كل ممارسات الاحتلال، فالصورة من أهم روادف الثقافة وهي خطاب من نوع خاص إذ أحسنا المعالجة و التصرف بالكاميرا والممثل أو المشهد لأنه له القدرة على الوصول بسرعة للملتقي".

جائزة باسم القدس

وعن مشاركة فيلم "بعيدًا عن الشمس" في مهرجان الإسكندرية السينمائي، يقول: "مهرجان الإسكندرية من المهرجانات العريقة في مصر والوطن العربي وهو يعطي فرصة لكل صنّاع الأفلام، فقد عملت بالمهرجان منذ 2016 والآن هو في نسخته الأربعين يقيم برنامجًا خاصًا عن فلسطين يتضمن أفلامًا ومعرض صور وأمسية موسيقية وطنية فلسطينية مصرية".

ويضيف: "هناك 9 أفلام مشاركة في هذا البرنامج منها 5 أفلام من فلسطين تجسد كل أنواع المعاناة من قِبل الاحتلال خاصة في حرب الإبادة، لذا أوجه الشكر للناقد والكاتب أمير أباظة رئيس المهرجان ولكل العاملين في المهرجان على إعطاء فلسطين هذه الفرصة من خلال المهرجان كي يكون المواطن المصري على اطلاع بكل ما يحدث داخل فلسطين، وعلى مدار سنوات كانت بعض المهرجانات وخاصة مهرجان الإسكندرية يعطي جائزة باسم القدس".