في شوارع تل أبيب المتوهجة بالأمل والغضب من تعنت رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو في إبرام صفقة المحتجزبن، تجمعت حشود عارمة في مسيرة تطالب بإنقاذ المحتجزين الذين يقبعون في غزة منذ ما يقارب العام.
حشود في تل أبيب
منذ 344 يومًا، والمحتجزون الإسرائيليون يقبعون في غزة، دون بوادر على نهاية قريبة، حيث خرجت مساء اليوم السبت حشود غفيرة من الإسرائيليين إلى شوارع تل أبيب، يطالبون بصفقة تنقذ المحتجزين.
وتجمع المتظاهرون في العديد من المناطق المحورية في دولة الاحتلال مع وجود مظاهرة مركزية في طريق بيجن بمنطقة كيريا في تل أبيب، حيث تداخلت تلك المظاهرة مع أخرى ضد الحكومة الإسرائيلية في تقاطع كابلان.
صرخة ألم وأمل
في مظاهرة بيجن، تحدثت ميشال لوبانوف، أرملة أليكس لوبانوف الذي قُتل في نفق برفح الفلسطينية الشهر الماضي، حيث عبرت عن حزنها العميق، وناشدت دولة الاحتلال قائلة: "لقد تحمّل المحتجزون ظروفًا قاسية لا يمكن تخيلها، لقد ناضلوا من أجل البقاء، فلماذا لم تفعل الدولة كل شيء لإنقاذهم؟".
وذكرت "عنات"، والدة الجندي المحتجز ماتان أنجريست، أن هناك مقطع فيديو لابنها وهو يناشد نتنياهو بالتفاوض لإطلاق سراحه، مشيرة إلى أن كلماته في مقطع الفيديو المسجل ربما أُملِيَت عليه لكنها كانت رسالة صادقة وهو "أريد رؤية عائلتي وأصدقائي"، فيما ناشدت والدته الحكومة والمجتمع للعمل على إطلاق سراح ابنها وكل المحتجزين.
الاحتجاجات تتسع
وامتدت المظاهرات إلى أماكن أخرى من المدن المحتلة، مثل القدس وكروم جات وتقاطع شير هنيجف، حيث استمرت العائلات في مطالبة الحكومة بالتوصل إلى اتفاق مع حماس لإنقاذ أبنائهم.
ورفع المتظاهرون لافتات صادمة، تعبّر عن معاناة المحتجزين في الأنفاق التي قُتل فيها العديد منهم، بما في ذلك مظاهرات استعراضية في ساحة باريس بالقدس المحتلة، حيث ارتدى البعض ملابس ملطخة باللون الأحمر، تمثيلًا لما عاشه المحتجزون.
أولوية لصفقة المحتجزين
مع تزايد الضغط العام والسياسي، طالبت العائلات الحكومة بإعطاء الأولوية لصفقة إنقاذ المحتجزين قبل التصعيد العسكري مع حزب الله في الشمال.
وناشدت ميراف صابرسكي، التي فقدت شقيقها إيتاي، الولايات المتحدة لممارسة الضغط على الحكومة الإسرائيلية للتوصل إلى حل سريع، وسط هذه المشاعر المختلطة، ترتفع الأصوات المطالبة بعودة المحتجزين إلى ديارهم.
نتنياهو يجب إزاحته
وقالت عائلات المحتجزين، في بيان لهم، إن "نتنياهو ينقل مركز الثقل للجبهة الشمالية ويترك مصير المحتجزين إلى الموت، لذلك يجب إزاحته من الحكم من أجل إنقاذ أبنائهم"، مشيرين إلى أن توسيع العملية العسكرية بالشمال دون التوصل إلى صفقة تبادل، يعد بمثابة حكم بالإعدام على أبنائهم.
وأشاروا إلى أن تمسك نتنياهو بمحور فيلادلفيا يعرقل صفقة تبادل المحتجزين، ويحاول إفشالها بسياسته التي ستؤدي لمقتل أبنائهم، مؤكدين أن استمرار نتنياهو في سُدة الحكم بإسرائيل يعني أن الحرب لن تنتهي.
إجهاض صفقة التبادل
وفي وقت سابق، قالت عائلات المحتجزين الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، إنه يمكن إنقاذ المحتجزين من خلال التوصل إلى اتفاق بشأن قطاع غزة خلال مفاوضات القاهرة، التي يرونها الفرصة الأخيرة لعودة ذويهم.
وأضافت العائلات في مظاهرة نظموها بتل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة التبادل، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعرقل الصفقة بشكل ممنهج ويتصرف وفق مصالح سياسية.
وتابعوا: "نقول للرئيس الأمريكي جو بايدن إن نتنياهو يخدعكم ويفعل عكس ما يقول ويجب ألا تثقوا به"، مؤكدين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي مستمر في إجهاض صفقة التبادل بسبب شروطه، خاصة ما يتعلق بمحور فيلادلفيا.