تتسارع وتيرة الحملة الانتخابية الأمريكية، حيث تواجه نائبة الرئيس كامالا هاريس منافسها الرئيس السابق دونالد ترامب في مناظرات سياسية ساخنة، ففي أول مقابلة منفردة لها كمرشحة رئاسية، كان ترامب هدفًا سهلًا لهاريس، بتأكيدها أن الأمريكيين يحتاجون زعيمًا يجمعهم وليس من يثير بينهم الاتهامات، في إشارة إلى الرئيس السابق.
ولم تخل هذه التوترات من تراشق الاتهامات بين المرشحين، وهو ما قد يعيد رسم ملامح المنافسة على رئاسة الولايات المتحدة.
مقابلة منفردة لهاريس
وأجرت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي ومرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة، أول مقابلة فردية رسمية لها كمرشحة رئاسية مع محطة تلفزيونية محلية في فيلادلفيا.
وخلال المقابلة التي بثتها شبكة Action News 6 ABC، شدّدت هاريس على أنها تمثل "جيلًا جديدًا من القيادة" الذي يسعى إلى خلق فرص جديدة للأمريكيين من خلال دعم الصناعات الصغيرة وتوفير الائتمان الضريبي.
هاريس والاقتصاد
أثناء المقابلة، أكدت "هاريس" أن خطتها الاقتصادية تستهدف تقديم المساعدة لرواد الأعمال الصغار، وتعهدت بتوفير ائتمانات ضريبية لدعم الشركات الناشئة، كما أعلنت عن نيتها مساعدة مشتري المنازل للمرة الأولى عبر تقديم الدعم اللازم للدفعة الأولى، مشيرة إلى أن "بناء اقتصاد الفرص" هو هدف رئيسي في برنامجها الانتخابي.
الهجوم على ترامب
وفي مؤتمر انتخابي في كارولاينا الشمالية، هاجمت هاريس دونالد ترامب متهمة إياه بعدم وجود خطة له لحل مشكلات الأمريكيين، وأوضحت أن ترامب يسعى إلى إعادة الولايات المتحدة للوراء في وقت تحتاج فيه البلاد إلى التقدم نحو المستقبل بقيادة جديدة قادرة على تحقيق إنجازات ملموسة، مثل بناء 3 ملايين وحدة سكنية ودعم الصناعات الصغيرة.
وفي مناظرة رئاسية مثيرة شهدتها مدينة فيلادلفيا، دخلت هاريس وترامب في تبادل للاتهامات الشخصية والسياسية، تناولت المناظرة قضايا مهمة مثل الهجرة والإجهاض والتمرد الذي وقع في السادس من يناير الماضي، وحاول ترامب التشكيك في مصداقية هاريس واصفًا إياها بالشخصية "المزيفة"، بينما اتهمته هاريس بأنه "خطير ومرتبك" ولا يستطيع التمييز بين الحقيقة والخيال.
قضية الأسلحة النارية
وتطرقت "هاريس" خلال المناظرة إلى قضية الأسلحة النارية، مؤكدة امتلاكها لسلاح ناري وكذلك شريكها في الترشح، تيم والز، وأوضحت أن دعمها لقوانين السيطرة على الأسلحة يهدف إلى تطبيق قوانين أكثر صرامة دون سحب الأسلحة من المواطنين، مع التأكيد على أهمية قوانين "العلم الأحمر" والتحقق من خلفيات المشترين.
ولم تفوّت "هاريس" فرصة الرد على تصريحات ترامب العنصرية، مشيرة إلى أن استخدامه للعرق لتقسيم الشعب الأمريكي أمر غير مقبول، مؤكدة أن الأمريكيين يتشاركون في الكثير من القيم المشتركة وأن التفرقة على أساس العرق ليست ما تحتاجه البلد في هذه الفترة الحساسة.
تصريحات مثيرة للجدل
وفي تصريحات سابقة، شكّك ترامب في عِرق هاريس، ما دفعها إلى الرد بقوة واعتبار تصريحاته "مأساوية"، وأكدت أن هذه التصريحات ليست سوى أداة يستخدمها ترامب لتقسيم الأمة وتوجيه انتباه الشعب بعيدًا عن القضايا المهمة التي تواجهها الولايات المتحدة.
وبينما تواصل كامالا هاريس تعزيز صورتها كقائدة تسعى لتوحيد الأمة وبناء مستقبل أفضل، يحاول دونالد ترامب إلقاء ظلال من الشك حول مصداقيتها، لتبقى هذه المناظرات بمثابة اختبار حاسم لرؤية المرشحين حول مستقبل الولايات المتحدة، في وقت تواجه فيه البلاد تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية معقدة.