الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"ستورم شادو" خارج المعادلة.. واشنطن تحبط آمال كييف لضرب روسيا

  • مشاركة :
post-title
صواريخ "ستورم شادو" طويلة المدى

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في تطور دبلوماسي مهم، غادر كير ستارمر، رئيس الوزراء البريطاني، العاصمة الأمريكية واشنطن، دون الحصول على موافقة لاستخدام أوكرانيا صواريخ "ستورم شادو" طويلة المدى ضد الأراضي الروسية، في حين أن هذه الزيارة، التي كانت محط أنظار العالم، أثارت تساؤلات حول مستقبل الدعم الغربي لأوكرانيا وحدود هذا الدعم في مواجهة التهديدات الروسية.

صواريخ" ستورم شادو"

شكلت نتيجة زيارة كير ستارمر، رئيس الوزراء البريطاني، لواشنطن خيبة أمل للجانب الأوكراني والداعمين لتزويد كييف بأسلحة متطورة، فقد غادر ستارمر، العاصمة الأمريكية، دون الحصول على الموافقة المنشودة لاستخدام أوكرانيا صواريخ "ستورم شادو" طويلة المدى ضد الأراضي الروسية.

ووفقًا لما أوردته صحيفة التليجراف البريطانية، فإن عدم صدور إعلان رسمي بهذا الشأن يعتبر رفضًا ضمنيًا لهذا الطلب في الوقت الحالي.

ويبدو أن المخاوف من تصعيد الصراع مع روسيا، إضافة إلى التحذيرات الروسية الصريحة، لعبت دورًا في هذا القرار، هذا الموقف يعكس الحذر الشديد الذي تتبناه الدول الغربية في توسيع نطاق الدعم العسكري لأوكرانيا، خاصة فيما يتعلق بالأسلحة القادرة على ضرب العمق الروسي.

محادثات البيت الأبيض

عقد ستارمر اجتماعًا مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، في البيت الأبيض، لمناقشة طلبات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، المتعلقة باستخدام صواريخ "ستورم شادو" طويلة المدى، ووفقًا لما ذكرته صحيفة التليجراف البريطانية، كان الهدف الرئيسي من هذه المحادثات هو الحصول على موافقة أمريكية لاستخدام هذه الصواريخ ضد أهداف داخل الأراضي الروسية.

بعد الاجتماع، صرّح ستارمر: "اليوم كان فرصة للحديث ليس فقط عن خطوة أو تكتيك معين، بل عن الاستراتيجية المتعلقة بأوكرانيا".

وأضاف: "إنها مناسبة مهمة حقًا بالنسبة لنا لنتمكن من مناقشة هذا الأمر مع حلفائنا".

أكد جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، أنه لن يكون هناك إعلان بشأن الصواريخ طويلة المدى بعد الاجتماع.

ومع ذلك، لم يستبعد إمكان صدور قرار في وقت لاحق، وهذا الموقف الأمريكي الحذر يعكس التوازن الدقيق الذي تحاول واشنطن الحفاظ عليه بين دعم أوكرانيا وتجنب التصعيد المباشر مع روسيا.

تحذير بوتين

في المقابل، كان رد فعل الكرملين حازمًا، إذ حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من أن السماح باستخدام صواريخ غربية الصنع لضرب روسيا سيعني أن حلف الناتو منخرط في "حرب" مع روسيا.

وأكد ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، أن رسالة بوتين بشأن "الخط الأحمر" كانت واضحة، مضيفًا: "ليس لدينا شك في أن هذا البيان قد وصل إلى متلقيه".

اجتماع رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر والرئيس الأمريكي جو بايدن

يبدو أن الرئيس بايدن يتردد في توريد صواريخ ATACMS الأمريكية الصنع، وهي ما يعادل "ستورم شادو"، خوفًا من تصعيد الحرب، ما يعكس المخاوف الأمريكية من توسيع نطاق الصراع وجره إلى مواجهة مباشرة مع روسيا.

ومع ذلك، فإن بايدن على استعداد للموافقة على استخدام أنظمة الاستخبارات والاستهداف الأمريكية لمرافقة "ستورم شادو"، التي تنتجها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا بشكل مشترك.

ضغوط بريطانية

دعا عدد من السياسيين البريطانيين البارزين إلى السماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ طويلة المدى، إذ صرّح بوريس جونسون، رئيس الوزراء السابق، بعد لقائه مع زيلينسكي في كييف، بأنه من "الحيوي" أن يسمح الغرب باستخدام الصواريخ طويلة المدى حتى تتمكن أوكرانيا من "الدفاع عن نفسها بشكل صحيح".

وأضاف جونسون: "من الواضح أنه يجب أن يكونوا قادرين على استخدام ستورم شادو وATACMS في أسرع وقت ممكن ضد أهداف داخل روسيا نفسها، كل يوم يمر يعني المزيد من الخسائر الأوكرانية المأساوية التي لا طائل منها".

إ حباط أوكراني

عبّر الرئيس الأوكراني زيلينسكي، عن إحباطه من التأخير في توفير القدرات طويلة المدى.

وقال في بيان على منصة "إكس"، "تويتر" سابقًا: "عندما نطلب هذه الأنظمة، نسمع مرارًا وتكرارًا نحن نعمل على ذلك، أنا ممتن لمن قدموا الالتزامات ويفون بها، لكننا ما زلنا بعيدين عن التنفيذ الكامل لما تم الاتفاق عليه".

وأضاف زيلينسكي: "من الصعب أن نسمع مرارًا نحن نعمل على هذا، بينما يستمر بوتين في حرق مدننا وقرانا"، هذه التصريحات تعكس الإحباط المتزايد لدى القيادة الأوكرانية من وتيرة الدعم الغربي وحدوده.

الدعم المالي الغربي لأوكرانيا

رغم عدم التوصل إلى اتفاق بشأن الصواريخ طويلة المدى، فإن الدعم المالي الغربي لأوكرانيا مستمر، إذ أعلن ديفيد لامي، وزير الخارجية البريطاني، ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، عن حزم دعم مالي إضافية.

وتشمل هذه الحزم 600 مليون جنيه إسترليني من المملكة المتحدة و717 مليون دولار من الولايات المتحدة، لتلبية الاحتياجات الإنسانية والطاقة والاستقرار الفورية.

هذا الدعم المالي يهدف إلى مساعدة أوكرانيا في مواجهة التحديات الاقتصادية والإنسانية الناجمة عن الحرب، لكنه لا يلبي الطلبات الأوكرانية للحصول على أسلحة متطورة قادرة على تغيير مسار المعركة.