الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الكونجرس الأمريكي وحكام الولايات.. قرارات مصيرية ومستقبل مجهول

  • مشاركة :
post-title
الانتخابات الأمريكية تحدد من سيتحكم في الكونجرس

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

مع اقتراب يوم الانتخابات في الولايات المتحدة، لا تتوجه الأنظار فقط نحو السباق الرئاسي المثير، بل أيضًا نحو سلسلة من الانتخابات والقرارات المحلية التي قد تغير ملامح الحياة اليومية للأمريكيين.

في هذا اليوم الموافق 5 نوفمبر المقبل، لا يُطلب من الناخبين اختيار الرئيس فحسب، بل تحديد من سيقود حكومات الولايات، ومن سيتحكم في الكونجرس، إضافة إلى قرارات محورية قد تمتد آثارها لعقود، مثل إضفاء الشرعية على المخدرات وتحديد الحد الأدنى للأجور.

"الشيوخ".. ومعركة الأغلبية

يعد مجلس الشيوخ الأمريكي أحد أهم ركائز السلطة في الولايات المتحدة، إذ يتمتع بسلطة التصديق على تعيينات الرئيس، بدءًا من الوزراء وحتى القضاة، وحاليًا يسيطر الديمقراطيون على مجلس الشيوخ بأغلبية طفيفة بـ51 مقعدًا مقابل 49 للجمهوريين.

وفي الانتخابات المقبلة، سيتعين على الديمقراطيين الدفاع عن 23 مقعدًا من أصل 34، وهو ما يجعلهم في موقف صعب، وإذا نجح الجمهوريون في الفوز بمقعدين إضافيين فقط سيصبحون الأغلبية في مجلس الشيوخ، ما يمنحهم قوة سياسية كبيرة، خاصة إذا فاز مرشحهم الرئاسي.

النواب.. سباق على الأغلبية

في المقابل، جميع مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435 ستكون على المحك، فبعد انتخابات التجديد النصفي لعام 2022، حقق الجمهوريون انقلابًا بفوزهم بأغلبية 222 مقعدًا مقابل 213 للديمقراطيين.

وللحفاظ على هذه الأغلبية، سيحتاج الجمهوريون إلى الحفاظ على تقدمهم في انتخابات نوفمبر، ويمثل مجلس النواب الركيزة الثانية في الكونجرس، إذ يجب أن تُقر القوانين فيه أولًا قبل أن يتم تمريرها إلى مجلس الشيوخ والرئيس.

الانتخابات المحلية

إلى جانب الانتخابات الفيدرالية، ستجرى أيضًا انتخابات لمناصب حكام 11 ولاية، من بينها واشنطن ويوتا وإنديانا، كما ستشهد العديد من الولايات انتخاب المجالس التشريعية المحلية.

ويُعد هذا النوع من الانتخابات محوريًا لتحديد القوانين المحلية التي قد تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين في الولايات المتحدة.

الاستفتاءات.. قرارات شعبية حاسمة

يوم الانتخابات هو أيضًا فرصة للناخبين للإدلاء برأيهم في سلسلة من الاستفتاءات المحلية التي تتعلق بقضايا حساسة، فعلى سبيل المثال، سيصوت الناخبون في ولاية كاليفورنيا على رفع الحد الأدنى للأجور إلى 18 دولارًا في الساعة، بينما سيقرر ناخبو داكوتا الجنوبية ما إذا كانوا سيوافقون على إضفاء الشرعية على استخدام الماريجوانا لأغراض ترفيهية، وفي نيفادا، سيتم التصويت على إعفاء الحفاضات للأطفال وكبار السن من الضرائب، وهي مسألة تؤثر بشكل مباشر على تكلفة المعيشة.

وتنتظر 11 ولاية أمريكية تحديد هوية حكامها الجدد، وهي المناصب التي تؤثر على سياسات التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية في كل ولاية، وهذه الانتخابات قد تكون أقل إثارة على الصعيد الوطني، لكنها تحمل تأثيرات مباشرة على حياة سكان الولايات.

ويوم الانتخابات في الولايات المتحدة ليس مجرد سباق نحو الرئاسة، بل هو يوم حافل بالقرارات المصيرية التي قد تحدد مسار الولايات المتحدة لعقود قادمة، فمن مجلس الشيوخ إلى الاستفتاءات المحلية، يحمل الناخبون على عاتقهم مسؤولية اتخاذ قرارات ستغير شكل الحياة السياسية والاجتماعية في البلاد.