شهدت المناظرة الرئاسية الأولى بين الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس كامالا هاريس، في فيلادلفيا تبادلاً حادًا للهجمات الشخصية والسياسية، وتطرقت المواجهة إلى قضايا ملحة مثل الهجرة، الإجهاض، وتمرد السادس من يناير، حيث سعى كل مرشح لإبراز نقاط قوته والتهجم على خصمه.
ويبدو أن ترامب قد وقع مرارًا وتكرارًا في فخ هاريس، حيث قدم إجابات عدوانية ومربكة في بعض الأحيان حول قضايا مثل الإجهاض وحجم حشوده.
تراشق الاتهامات
خلال المناظرة، قدمت هاريس صورة لترامب على أنه "خطير ومرتبك"، متهمة إياه بالأنانية وعدم القدرة على التمييز بين الحقيقة والخيال، خاصة فيما يتعلق بخسارته في انتخابات 2020.
من جانب آخر، وصف ترامب هاريس بأنها شخصية "مزيفة" تفتقر إلى السياسات أو السجل الذي يمكن الاعتماد عليه، وواجه ترامب صعوبة في تقديم إجابات متماسكة حول بعض القضايا، مما أعطى هاريس فرصة لتكون أكثر حزمًا مع استمرار النقاش.
الأسلحة النارية
في لحظة بارزة من المناظرة، أكدت هاريس أنها تمتلك سلاحاً ناريًا، وأشارت إلى أن شريكها في الترشح، تيم والز، يمتلك سلاحًا أيضًا، وهذه التصريحات جاءت ردًا على الانتقادات الموجهة لها بشأن تأييدها لقوانين السيطرة على الأسلحة، مشيرة إلى أن القضية لا تتعلق بسحب الأسلحة من الجميع، بل بتطبيق قوانين أكثر صرامة.
وأكدت هاريس دعمها لقوانين العلم الأحمر والتحقق الشامل من الخلفيات عند شراء الأسلحة، مشددة على أهمية الحقيقة في النقاش حول هذه القضية.
الرد على اتهامات ترامب العنصرية
خلال المناظرة، عادت هاريس للرد على تصريحات ترامب العنصرية التي أثارها في مناسبات سابقة، ووجهت هاريس انتقادات حادة لترامب، مشيرة إلى أن استخدامه للعرق لتقسيم الشعب الأمريكي هو نهج غير مقبول.
وأكدت أن الشعب الأمريكي يتشارك الكثير من القيم المشتركة، وأن الانقسام على أساس العرق ليس ما يحتاجه البلد.
تصريحات ترامب المثيرة للجدل
وتناولت هاريس أيضًا تعليق ترامب الذي أدلى به في مؤتمر الجمعية الوطنية للصحفيين السود في يوليو، حينما شكك في عرقها وصرح بأنه "لا يهمه ما تكون فهو مقبول بالنسبة لي، قرأت أنها ليست سوداء، ثم قرأت أنها سوداء، الأمر متروك لها".
ردت هاريس على هذا التصريح بقولها إنه من "المأساوي" أن يكون لدى الولايات المتحدة شخص يسعى للرئاسة ويستخدم العرق كأداة لتقسيم الأمة.
وفي ختام المناظرة، أصبح من الواضح أن هذه المواجهة كانت نقطة تحول في مسار الحملة الانتخابية، فبينما سعت هاريس لتعزيز موقعها بين الناخبين من خلال التركيز على القضايا الاجتماعية والسياسية المهمة، حاول ترامب تشويه صورتها بالهجمات الشخصية.
تبقى هذه المناظرة بمثابة اختبار حاسم لرؤية المرشحين حول مستقبل أمريكا في ظل التحديات المعقدة التي تواجهها البلاد.