في أول مواجهة رئاسية بينهما، التقت كامالا هاريس ودونالد ترامب الليلة الأربعاء، في مواجهة متلفزة حاسمة، بهدف كسر التعادل شبه الكامل في استطلاعات الرأي قبل 55 يوم فقط من الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ويأمل كلا المرشحين في استمالة الناخبين المترددين وتوليد الزخم نحو المرحلة الأخيرة من الحملة الانتخابية.
بداية مشحونة وهجوم على الاقتصاد
بدأت المواجهة بلمسة رسمية بالمصافحة، لكنها سرعان ما اشتعلت بالهجوم اللفظي، وافتتحت هاريس النقاش باتهام ترامب بترك البلاد في حالة من الفوضى الاقتصادية، مشيرة إلى أن "أعلى معدل بطالة منذ الكساد الكبير" هو نتيجة سياساته.
وأضافت هاريس أن "ترامب ليس لديه خطة اقتصادية سوى تخفيض الضرائب للأغنياء"، بينما رد ترامب بالقول إن هاريس تكرر أجندة الرئيس جو بايدن، مضيفاً: "إنها ماركسية، والجميع يعرف ذلك".
الإجهاض تحت المجهر
فيما يتعلق بقضية الإجهاض، هاجمت هاريس موقف ترامب المتعلق بإلغاء الحكم التاريخي في قضية "رو ضد وايد"، مؤكدة أن معظم الأمريكيين يدعمون حق المرأة في اتخاذ القرار بشأن جسدها.
ومن جهته أشاد ترامب، بإلغاء الحكم، واصفاً إياه بأنه "احترام كبير" للمحكمة العليا، ومع ذلك، تجنب ترامب توضيح ما إذا كان سيدعم حظرًا فيدراليًا على الإجهاض.
"فنزويلا بالمنشطات"
على صعيد الهجرة، اتهم ترامب إدارة بايدن وهاريس بفتح الأبواب أمام "المجرمين والإرهابيين"، قائلاً إن هاريس "ستحول أمريكا إلى فنزويلا بالمنشطات"، وبدورها، سخرت هاريس من تصريحات ترامب ووصفتها بـ"التصريحات المتطرفة".
الحرب في غزة.. من يدعم إسرائيل؟
عندما سُئلت هاريس عن الحرب في غزة، أعربت عن تأييدها لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنها شددت على ضرورة إنهاء الحرب من خلال وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين، وأكدت دعمها لحل الدولتين.
بينما هاجمها ترامب بشدة، مدعياً أنها "تكره إسرائيل" وأنها لم تكن مستعدة لمقابلة نتنياهو عندما تحدث أمام الكونجرس، وردت هاريس قائلة: "دعمت إسرائيل طوال حياتي المهنية"، متهمةً ترامب بالكذب المتعمد.
السياسة الخارجية وأوكرانيا
فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، هاجم ترامب إدارة بايدن وهاريس، قائلاً إن سياساتهما تقود العالم إلى حرب عالمية ثالثة".
وردت هاريس بأن ترامب كان سيمنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيطرة كاملة على كييف إذا كان لا يزال رئيسًا، واصفة بوتين بأنه "سيأكل ترامب على الإفطار".
اختبار حاسم لهاريس
المواجهة بين هاريس وترامب تأتي بعد أسابيع من الهجمات الشخصية المتبادلة، وبحسب استطلاع نيويورك تايمز، يشعر 28% من الناخبين بأنهم لا يعرفون ما يكفي عن هاريس، ما يجعل هذه المواجهة فرصة حاسمة لها لتقديم نفسها بشكل أوضح وإقناع الناخبين المترددين.
وعلى الرغم من خبرة هاريس وترامب في المواجهات الانتخابية السابقة، تبقى هذه المواجهة الأولى بينهما محورية لتحديد مسار الانتخابات المقبلة.
استراتيجية ترامب.. "دعها تتحدث"
استعدادًا للمواجهة، أعلن ترامب أنه سيسمح لهاريس بالتحدث قدر الإمكان، زاعمًا أن أسلوبها في الحديث قد يُظهر ضعفها.
وبينما حاول مستشارو هاريس وضع استراتيجيات لتجنب الوقوع في فخاخ ترامب، محذرين من أن "ترامب سيكذب"، وأنه ليس هناك مستوى لن ينحدر إليه.
وفي النهاية، قد تحدد هذه المواجهة مسار الانتخابات الرئاسية لعام 2024، بينما تسعى هاريس لإقناع الناخبين بخططها لخفض تكاليف المعيشة وحماية حقوق المرأة، سيحاول ترامب تقديمها كسياسية يسارية متطرفة تخفي أجندة راديكالية.