في تطور دراماتيكي للأزمة الدولية، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، رسميًا أن روسيا تلقت صواريخ باليستية قصيرة المدى من إيران، فيما نفت طهران ذلك واصفة إياه بأنه دعاية قبيحة لمحاولة إخفاء الدعم العسكري الغربي لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
تحذير من تصعيد دراماتيكي
في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البريطاني ديفيد لامي في لندن، قال بلينكن إن واشنطن حذرت إيران مرارًا وتكرارًا من تسليم الصواريخ إلى روسيا، معتبرةً أن ذلك يعد "تصعيدًا دراماتيكيًا".
وذكر بلينكن أن الولايات المتحدة ستعلن عن عقوبات جديدة ضد إيران، تشمل صناعات الطيران الإيرانية، وردًا على ذلك، أعلنت دول مثل فرنسا، ألمانيا، والمملكة المتحدة عن إلغاء اتفاقيات الطيران الثنائية مع إيران وفرض المزيد من العقوبات على قطاع الطيران.
عقوبات جديدة على إيران
وبعد إعلان بلينكن، أعلنت فرنسا، ألمانيا والمملكة المتحدة عن خطوات فورية لتعليق الاتفاقيات الثنائية مع إيران، مع تعزيز العقوبات على شركات وأشخاص مرتبطين بنقل الصواريخ الباليستية، وردًا على التصعيد، شدد الاتحاد الأوروبي على أنه سيرد بحزم على "الانتهاك الخطير لميثاق الأمم المتحدة" من قبل إيران، حيث اقترح وزير الخارجية الأوروبي، جوزيف بوريل، سلسلة من الإجراءات المستهدفة ضد طهران.
نفي إيراني
في المقابل، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، التقارير الغربية بأنها "دعاية قبيحة" تهدف إلى التغطية على الدعم العسكري الغربي لإسرائيل.
وكتب "كنعاني" في منشور على منصة "إكس" دون أن يذكر العقوبات الجديدة: "نشر تقارير كاذبة ومضللة عن نقل أسلحة إيرانية إلى بعض الدول ما هو إلا دعاية قبيحة لإخفاء الدعم الكبير غير المشروع بالأسلحة الذي تقدمه الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية للإبادة الجماعية في غزة".
تداعيات التعاون الروسي-الإيراني
وأوضح بلينكن أن نقل الصواريخ الباليستية من إيران لروسيا سيسمح لموسكو بإعادة توجيه ترسانتها لاستهداف مواقع أوكرانية بعيدة عن خط المواجهة.
وأكد أن هذا التعاون يمثل خطرًا كبيرًا على الأمن الأوروبي، مشيرًا إلى أن روسيا بدورها توفر تكنولوجيا متطورة لإيران، تشمل المجالات النووية.
الضغط الأوكراني
من جانبه، ضغط الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، على حلفائه في الغرب للسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ غربية لمهاجمة مواقع روسية أعمق داخل الأراضي الروسية.
واستدعت وزارة الخارجية الأوكرانية القائم بالأعمال الإيراني شهريار أموزيجار، للتعبير عن قلقها البالغ إزاء التقارير التي تفيد بأن طهران تعتزم تزويد روسيا بصواريخ باليستية، بحسب وكالات.
وقالت الخارجية الأوكرانية على تطبيق "تليجرام"، إن القائم بالأعمال تلقى تحذيرًا شديدًا بأن تأكيد عمليات تسليم الصواريخ ستكون له "عواقب مدمرة ولا يمكن إصلاحها" على العلاقات الثنائية.
وأضافت كييف أنها أسقطت مئات "الطائرات المُسيّرة إيرانية الصنع"، ووجهت اتهامًا ضد أحد قادة الحرس الثوري الإيراني بارتكاب "جرائم حرب" ضد الشعب الأوكراني.
مناورات عسكرية
في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر الدولي حول أوكرانيا، أطلقت روسيا أكبر مناورة عسكرية بحرية منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، بمشاركة 90 ألف جندي وأكثر من 400 سفينة وغواصة.
تهدف هذه المناورات، التي تشمل مواقع متعددة مثل المحيط الهادئ والبحر الأبيض المتوسط، إلى إظهار القوة العسكرية الروسية المتزايدة. كما شاركت الصين في المناورات بإرسال أربع سفن حربية، مما يعزز التحالف العسكري المتزايد بين موسكو وبكين.
تحالفات جديدة
يشير التعاون المتزايد بين روسيا وإيران، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات العسكرية بين موسكو وبكين، إلى تحول استراتيجي في موازين القوى العالمية. هذا التحالف يهدف إلى تقويض الهيمنة الغربية وتقليص نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة.
وفي ظل تصاعد التوترات الدولية، يبقى العالم في ترقب حذر لما قد ينتج عن هذه التحالفات من تداعيات على الاستقرار والأمن العالميين.