على الرغم من كون هذه هي المناظرة السابعة التي يقوم بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على شاشات التلفزيون منذ عام 2016، فإن المناظرة التي ستجمعه بمنافسته الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس، في التاسعة مساء بالتوقيت المحلي -الرابعة بتوقيت القاهرة والواحدة بتوقيت جرينتش صباح الأربعاء- وتستضيفها شبكة "إيه. بي. سي نيوز"، قد تكون الأخيرة بينهما، مع اقتراب يوم الحسم في نوفمبر.
ويكمن جزء من صعوبة المناظرة، وأهميتها في الوقت نفسه، في أن هاريس خصم أكثر قدرة على مواجهة ترامب مقارنة بالرئيس جو بايدن، كما أن ترامب نفسه خصم غير تقليدي، ومن المعروف أنه لا يمكن التنبؤ بتصرفاته.
والليلة، سوف يسعى كل منهما لاستخدام استراتيجيات حادة، والتقاط نقاط ضعف خصمه، مثيرًا الانتقادات حوله، فكما يحاول الرئيس السابق إبقاء القوميين البيض في صفه مقابل الملونين الذين قد تصعد هاريس على أصواتهم، تسعى نائبة الرئيس لاستخدام رجال ترامب وحلفائه السابقين لتأكيد عدم صلاحيته للحكم.
الهوية
في تقرير لـ "بوليتيكو"، حذّر عدد من الخبراء أن يستخدم ترامب في استراتيجية المناظرة "الهوية" كأداة ضد منافسته -في إشارة إلى أصل هاريس كامرأة سوداء من أصل جنوب آسيوي- فقد تأتي هذه الخطوة بنتائج عكسية، حتى وإن كانت قد تلقى استحسانًا من قاعدته الانتخابية.
في المقابل، تتنافس هاريس، التي صاغت أسلوبها الثاقب والعدواني في المناظرات على مدار سنوات عملها كمدعية عامة، على تحقيق العديد من الإنجازات الأولى إذا فازت بالرئاسة؛ لتصبح أول امرأة، وأول شخص من أصل أسود وهندي، وأول خريجة من كلية وجامعة تاريخية سوداء، يحكم الولايات المتحدة.
ويراهن بعض من تحدثوا في التقرير على عدم قدرة ترامب على قمع غرائزه في مهاجمة منافسه، وخاصة هاريس، التي سرقت الأضواء منه وهيمنت على عناوين الأخبار خلال الأسابيع السبعة التي قضتها على رأس القائمة.
وهذا هو السبب، كما يقولون، الذي دفعه إلى نطق اسمها بشكل خاطئ عمدًا، وسؤال حشد من الصحفيين: "هل هي هندية أم سوداء؟" وردًا على ذلك، قالت هاريس في ساحة مليئة بالجمهور في أتلانتا هذا الصيف: "إذا كان لديك شيء لتقوله، فقل ذلك في وجهي".
تقول "بوليتيكو": "الآن بعد أن أصبحت -هاريس- على وشك مواجهة ترامب وجهًا لوجه، لا يعتقد الاستراتيجيون أنه من الحكمة خوضه هذا".
مع هذا، قد يترك هذا ترامب أيضًا فريسة لهاريس لتناول تاريخه من الهجمات العنصرية، فقد اكتسب ترامب شهرة كشخصية سياسية من خلال تأجيج الأكاذيب حول أصل سلفه.
ودعا إلى عقوبة الإعدام لخمسة من المراهقين السود في سنترال بارك، الذين اتُهموا ظلمًا بالاعتداء على امرأة بيضاء في عام 1989، كما وصف المهاجرين المكسيكيين بـ "المغتصبين"، وتصادق مع القوميين البيض، وأشار إلى أن هاريس "تحولت إلى سوداء مؤخرًا فقط".
استخدام الحلفاء
ضمن الجهود المستمرة لحملة هاريس لاستخدام حلفاء ترامب ضده، تستضيف هاريس "اثنين من الضيوف غير العاديين" في مناظرة فيلادلفيا، وهما مسؤولان سابقان في إدارة منافسها.
وبحسب مسؤول في حملة هاريس، سيحضر مدير الاتصالات السابق في البيت الأبيض أنتوني سكاراموتشي -الذي خدم لمدة 10 أيام فقط قبل إقالته- ومسؤولة الأمن القومي السابقة في إدارة ترامب أوليفيا تروي، كضيوف ونائبين لنائب الرئيس، ومن المتوقع أن يحذر الاثنان من مخاطر رئاسة ترامب الثانية ولماذا يعتقدان أنه لا ينبغي له العودة إلى منصبه في مؤتمر صحفي في موقع المناظرة؛ كما ذكرت "بوليتيكو".
ولترويج ضيوفه، قال مايكل تايلر، مدير الاتصالات في حملة هاريس، في بيان: "لا تصدقونا: صدق الذين يعرفون دونالد ترامب جيدًا، والذين يخبرون الشعب الأمريكي تمامًا بمدى عدم صلاحية ترامب لشغل منصب الرئيس".
وأضاف: "الآن، بينما يستعد الأمريكيون لمتابعة مناظرة الليلة، يحذر هؤلاء الموظفون السابقون لترامب من أن رئاسته الثانية ستكون أكثر خطورة وتطرفًا من الأولى".
ورد المتحدث باسم حملة ترامب، ستيفن تشيونج، في بيان قائلًا: "لن يستمع أحد إلى موظفة كانت منخفضة المستوى ولم يعمل حتى مع الرئيس ترامب، وشخص لم يستمر في منصبه كمدير للاتصالات في البيت الأبيض أكثر من وقت التهام شطيرة منتهية الصلاحية".
وجاء الإعلان عن الضيفين بعد إصدار إعلان جديد على قناة "فوكس نيوز"، الاثنين، يضم مقاطع لمسؤولين سابقين في إدارة ترامب، نائب الرئيس السابق مايك بنس، ووزير الدفاع مارك إسبر، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي؛ يتحدثون عن مخاوفهم بشأن ولاية ترامب الثانية، أو قرارهم بعدم تأييده.
ومع ذلك، فإن عددًا قليلا فقط من الجمهوريين يتجهون بالفعل نحو هاريس. فقد وجد استطلاع للرأي أجرته شبكة "إيه بي سي نيوز" أن 93% من الناخبين الجمهوريين المحتملين ما زالوا يفضلون ترامب على هاريس، وهو ما يشبه موقف ترامب في عام 2020.