الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحول يخفي مخاطر كبيرة.. أسواق المراهنات الانتخابية تعود للواجهة في أمريكا

  • مشاركة :
post-title
أسواق المراهنات الانتخابية تعود للواجهة في أمريكا

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في خضم العالم الرقمي الذي يتغير بوتيرة سريعة، عادت ظاهرة قديمة بشكل جديد، تعيد للأذهان فكرة المراهنات على نتائج الانتخابات، وهي ظاهرة تحمل في طياتها آمالاً واسعة للمستثمرين ومخاوف عميقة حول نزاهة العمليات الانتخابية.

ووفق تقرير لموقع "أكسيوس" الأمريكي، فقد شهد العالم أخيرًا، عودة قوية لفكرة المراهنات على نتائج الانتخابات مع منصة "كالشي" التي أعلنت أن أسواق الانتخابات أصبحت قانونية لأول مرة منذ 100 عام، لكن، في ظل هذا التطور، تبرز تساؤلات حول تأثير هذه الأسواق على العملية الديمقراطية.

عودة المراهنات بعد 100 عام

أعلنت منصة "كالشي" في بيان لها، اليوم الثلاثاء، أن أسواق التنبؤات الانتخابية أصبحت الآن قانونية لأول مرة منذ قرن كامل، ويمثل هذا الإعلان نقطة تحول كبيرة، حيث تسمح هذه الأسواق للناس بالاستفادة من الرهانات على نتائج الانتخابات.

من جهة أخرى، تثير هذه الخطوة قلقًا عميقًا لدى العديد من الجهات الحكومية المعنية بنزاهة الانتخابات الأمريكية، وفقًا للجنة تداول السلع الآجلة (CFTC)، فإن السماح لعامة الناس بالمراهنة على نتائج الانتخابات قد يهدد الثقة في هذه الانتخابات ويؤثر على نزاهتها.

ما هي منصات سوق تداول التنبؤات؟

المنصات المتخصصة في سوق تداول التنبؤات مثل "كالشي" هي فكرة فريدة من نوعها تسمح للمستخدمين بالتداول على نتائج أحداث مستقبلية، وتداول عقود مشتقة ترتبط بنتائج أحداث سياسية، أو اقتصادية، أو حتى رياضية، وتهدف إلى جعل التنبؤ بالأحداث المستقبلية متاحًا للجميع، وليس فقط للمحترفين والمؤسسات المالية.

وتخلق هذه المنصات سوقًا مفتوحة يمكن للمشاركين شراء أو بيع العقود بناءً على معتقداتهم حول نتائج الأحداث، حيث يمثل كل عقد احتمالًا محددًا لنتيجة حدث معين، فعلى سبيل المثال، قد يكون هناك عقد يمثل احتمال فوز مرشح معين في انتخابات، وعقد آخر يمثل احتمال حدوث ارتفاع في أسعار النفط، يمكن للمتداولين شراء أو بيع هذه العقود، وعندما يتم تحديد نتيجة الحدث، يتم تحديد قيمة العقد.

مخاوف بنزاهة الانتخابات

وذكرت لجنة تداول السلع الآجلة أن أسواق الانتخابات يمكن أن تُستخدم بطرق تؤثر سلبًا على نزاهة العملية الانتخابية، وقدمت اللجنة اقتراحًا الجمعة الماضي يشير إلى أن حتى قائمة مختصرة لعقود الانتخابات قد تؤدي إلى زعزعة الثقة في النظام الانتخابي، بحسب موقع "أكسيوس". 

وتأتي هذه المخاوف في وقت يزداد فيه الاهتمام بأسواق التنبؤات، وخاصة في الولايات المتحدة، حيث تُعد الانتخابات من أهم الأحداث التي تجذب انتباه العالم بأسره.

دور العملات المشفرة

في ظل هذا الجدل، تبرز منصات مثل Polymarket، وهي منصة قائمة على العملات المشفرة التي شهدت رهانات بمئات الملايين من الدولارات على السياسة الأمريكية هذا العام.

ورغم أن المنصة تحظر المستخدمين من الولايات المتحدة، إلا أن أسواقها شهدت اهتمامًا كبيرًا من المراهنين حول العالم، وتشير الإحصائيات إلى أن المنصة حققت رهانات بقيمة 1.1 مليار دولار منذ يونيو الماضي، منها 88% مرتبطة بالانتخابات الأمريكية، ومع ذلك، يواجه المستخدمون عقبات عديدة بسبب الحاجة إلى العملات المشفرة والتحديات التقنية المتعلقة بها.

خلافات قانونية

وفي سياق هذا التطور، فإن شركة "كالشي" فازت بمعركتها القضائية ضد لجنة تداول السلع الآجلة (وكالة CFTC) التي منعتها من تقديم رهانات على الحزب الذي سيسيطر على الكونجرس في عام 2025.

وتحدي الشركة لقرار منعها، قد يدفع لتطلع شركات أخرى للدخول إلى هذا السوق الواعد، بشرط وضوح القانون المتعلق بالمراهنات الانتخابية.

هل تؤثر المراهنات على مستقبل الانتخابات؟

تظل الأسئلة الكبرى حول تأثير هذه الأسواق على نزاهة الانتخابات قائمة، ومع زيادة الطلب على العملات المشفرة واستخدامها في المراهنات، يبدو أن هذا المجال سيشهد توسعًا كبيرًا في المستقبل.

لكن، يبقى التساؤل: هل ستكون هذه الأسواق قادرة على الحفاظ على نزاهة العملية الانتخابية أم أنها ستؤدي إلى مزيد من الشكوك حول مستقبل الديمقراطية؟