صرّح سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، بأن الغرب يستخدم الدولار كسلاح، ويفرض العقوبات والحصار على الدول التي لا تروق له كما يشاء.
وأضاف "لافروف" خلال مؤتمر صحفي بالرياض، في إطار اجتماع الحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون الخليجي وروسيا على مستوى وزراء الخارجية، "نسعى كي تكون القارة الأوراسية الغنية بالقدرات والموارد قادرة على تقرير مصيرها بنفسها، ونسعى إلى ذلك من خلال منظمات "شنجهاي للتعاون" وغيرها من المنظمات".
وتابع: "نرى الاهتمام المتزايد بأنشطة مجموعة "بريكس" التي توسعت من 5 أعضاء إلى 10، وتلقت طلبات من دول أخرى، وهي عملية بمثابة قوة محركة أساسية للتوسع والسعي لإنهاء الهيمنة الغربية".
وأكد وزير الخارجية الروسية بحثه مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لتنفيذ الاتفاقيات على أعلى مستوى.
وبشأن تطورات الأوضاع بين موسكو وكييف، قال "إن إنذار زيلينسكي أدى إلى حالة من البلبلة وروسيا لم تأخذه يومًا على محمل الجد، والمبادرات الغربية لا تراعي ضمان حقوق الإنسان"، لافتًا إلى "أنه من المهم في التسوية بأوكرانيا ليس تبادل الأراضي، وإنما حماية حقوق المواطنين، ويجب على الجميع أن يفهموا ذلك".
وأشار لترحيب بلاده بمبادرة الرئيس الصيني شي جين بينج، بشأن ضرورة حل السبب الجذري للأزمة الأوكرانية، مشيرًا إلى أنه من السهل الاتفاق على مكان وزمان المفاوضات بشأن أوكرانيا، لكن المفروض أولًا هو تفهم ما يتعين مناقشته.
وذكر أن "الولايات المتحدة تسعى إلى تأكيد هيمنتها على الشرق الأوسط، وهو نهج فاشل، تأكدنا من فشله بالحديث مع شركائنا وأصدقائنا العرب، والمبادرات التي قدمتها روسيا تم عرقلتها من قبل الولايات المتحدة".
وتحدث لافروف بشأن تطورات الأوضاع في قطاع غزة، لافتًا إلى أن "الخطة الثلاثية التي قدمها الرئيس الأمريكي جو بايدن يتم تجاهلها من قبل إسرائيل، وعندما يعمل الوسطاء الخارجيين ومن بينهم مصر وقطر، ويقدمون شروطًا ومبادرات عقلانية، تقوم السلطات الإسرائيلية بتقديم شروط تعجيزية في المقابل.
وطالب بضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري، لافتًا إلى أن جذور المشكلة هي عدم تسوية الصراع على مدى 80 عامًا، وعدم السماح بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
وتابع: "كان لدينا محاولات للحصول على قرارات بهذا الشأن إلا أن عرقلة الولايات المتحدة والدول الغربية لعمل الرباعية الدولية دائمًا ما كان يقف في الطريق، نعمل مع جميع الأطراف، مع كل القوى الفلسطينية، وكذلك مع إسرائيل، ومع إيران، ومع اليمن، لأن الأزمة الفلسطينية تطورت إلى صراعات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وكذلك في البحر الأحمر، بالتالي هناك من يرغب في إثارة حرب إقليمية أوسع، وهو ما يجب التصدي له".
وأشار إلى أن "موسكو دعت جميع الأطراف الفلسطينية إليها، إيمانًا منا بأن الوحدة الفلسطينية لا يصنعها سوى الفلسطينيون أنفسهم، وتم إصدار بيان مشترك من جميع الأطراف الفلسطينية: فتح و"حماس" و"الجهاد الإسلامي" كي ينضموا تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، لكن البيان لم يتم تنفيذه حتى الآن".