في ظل تصاعد التوترات بين حركة حماس الفلسطينية ودولة الاحتلال الإسرائيلية، بات البيت الأبيض يعيد التفكير في استراتيجيته الخاصة بصفقة إطلاق سراح المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة.
وبينما تتزايد المخاوف من تعثر المفاوضات، يتساءل كبار مساعدي الرئيس الأمريكي جو بايدن عما إذا كان هناك جدوى من تقديم مقترحات جديدة وسط التشدد الإسرائيلي في مواقفهم.
النظر في الاستراتيجية الأمريكية
على الرغم من أن الرئيس الأمريكي جو بايدن شخصيًا يشارك في رسم الاستراتيجية الأمريكية ويضغط من أجل التوصل إلى اتفاق، إلا أن مستشاريه يعبّرون عن تشاؤمهم بشأن تقديم اقتراح جديد، وفق موقع "أكسيوس" الأمريكي.
وأكد مسؤولون أمريكيون أن الوضع الراهن لا يوفر فرصًا كبيرة لتحقيق تقدم، ما يجعل البيت الأبيض يتردد في اتخاذ خطوة جديدة في الوقت الحالي، فيما أشار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ومدير وكالة الاستخبارات المركزية بيل بيرنز إلى إمكانية تقديم اقتراح محدّث، لكن مسؤولين آخرين يؤكدون أن هذه الخطوة ليست وشيكة بسبب تعقيدات الوضع الحالي.
تشدد في المواقف
وتواجه مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة عوائق كبيرة، إذ أشارت مصادر أمريكية إلى أن قتل المحتجزين الستة، بينهم المواطن الأمريكي هيرش جولبرج بولين، وطرح حماس مطالب جديدة، مثل الإفراج عن 100 معتقل فلسطيني، زاد من حالة التشاؤم في البيت الأبيض.
من جهة أخرى، جاء تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي حول مطلبه بالحفاظ على السيطرة العسكرية الإسرائيلية على ممر فيلادلفيا الحدودي ليزيد من تعقيد الأمور، وعندما سُئل بايدن عن جهود نتنياهو، قال بصراحة "إنه لا يعتقد أن رئيس الوزراء يبذل جهدًا كافيًا".
المعضلة الأمريكية
ويواجه البيت الأبيض معضلة كبيرة، فعلى الرغم من أن زعيم حماس يحيى السنوار يُظهر تمسكًا بموقفه الحالي، إلا أن بايدن لا يرغب في تقديم مزيد من التنازلات لحماس، خاصة بعد تصعيدها للمطالب وقتل المحتجزين، ووفق "أكسيوس"، فإن هذا يجعل الولايات المتحدة في موقف حرج حيث تواصل العمل مع مصر وقطر لمحاولة التوصل إلى حل وسط.
وبينما يستمر التركيز على دور الوسطاء الإقليميين مثل مصر وقطر، لا يزال هناك شكوك حول على إمكانية الضغط على السنوار لتقديم تنازلات، فيما أكد مسؤولون أمريكيون أن التقدم في المفاوضات كان محدودًا في الأيام الأخيرة، ما يزيد من حالة الإحباط في البيت الأبيض.
تحديات سياسية
وأوضح مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بيل بيرنز وفق صحيفة "فاينانشال تايمز" أن التحدي الأكبر يكمن في الإرادة السياسية لدى الطرفين، مؤكدًا أن كلاً من نتنياهو والسنوار بحاجة إلى اتخاذ قرارات صعبة وتقديم تنازلات للوصول إلى اتفاق.
وأشار "بيرنز" إلى أن المفاوضات لا تزال معقدة، لكنه أعرب عن أمله في أن يدرك الطرفان خطورة الوضع ويتفقان على ضرورة التقدم في المحادثات.
وفي الوقت الذي يعمل فيه الوسطاء جاهدين على إيجاد حلول إبداعية، تظل قضية وقف إطلاق النار وأرواح المدنيين في غزة والمحتجزين الإسرائيليين على المحك، ورغم تعقيدات المشهد السياسي والعسكري، يأمل البيت الأبيض في أن يكون هناك تقدم حقيقي في المفاوضات لتحقيق وقف إطلاق النار.