في ظل اشتداد التوترات واستمرار حرب الإبادة، التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي، مع احتجاز عشرات من الإسرائيليين في قطاع غزة، لا تزال الحشود الإسرائيلية الغاضبة تخرج إلى الشوارع تطالب بتحرك فوري لإبرام صفقة تبادل لتحرير المحتجزين.
ومع تزايد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تتعالى أصوات عائلات المحتجزين في غزة لتندد بالمماطلة في المفاوضات وتصفها بـ"الخيانة السياسية"، لتصل بمطالبها إلى النداء بسقوط حكومة الاحتلال.
إسقاط نتنياهو
اليوم السبت، شهدت تل أبيب مسيرة حاشدة شارك فيها بحسب تقديرات هيئة عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة أكثر من 400 ألف شخص، مطالبين بتحرير ذويهم المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية في غزة، وأعلنت عائلات المحتجزين أن حركة حماس وافقت على صفقة تبادل في يوليو الماضي، لكن المفاوضات تتعطل بفعل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي وُجهت له اتهامات بالتلاعب بالمفاوضات لتحقيق مكاسب سياسية، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وعبّرت العائلات الإسرائيلية عن إحباطها من عدم إحراز أي تقدم، مشيرة إلى أن نتنياهو يضحي بأبنائهم من أجل البقاء السياسي، وطالبت العائلات الإدارة الأمريكية بالتدخل ومنع نتنياهو من التلاعب بالمفاوضات، ولفتت إلى أن الشارع الإسرائيلي لم يعد يصدّق ما يُروج له بشأن "محور فيلادلفيا"، واصفينه بـ"الخدعة".
شهادة أقارب الضحايا
في المظاهرة، تحدث شاي ديكمان، ابن عم كرمل جات، التي وُجدت جثته الأسبوع الماضي في أحد أنفاق غزة، وقال ديكمان: "منذ 11 شهرًا، كنت أعلم أن كرمل على قيد الحياة، لكنه لم يعد بعد"، وأضاف أن "كرمل قُتل باسم السياسة الرخيصة، وأن الخاطفين قاموا بدورهم، لكن الحكومة الإسرائيلية خانتهم"، وفق "يديعوت أحرونوت".
أما إيلا ميتسجر، زوجة ابن يورام ميتسجر الذي قُتل في أحد أنفاق غزة، فقد أعربت عن غضبها قائلة: "تركوا والد زوجي حتى الموت في الأسر، ويجب علينا إنقاذ الباقين قبل أن يكون مصيرهم مماثلًا".
على مدار المظاهرة، طالبت عائلات المحتجزين بإسقاط حكومة نتنياهو، معتبرين أن بقاءه في السلطة يعني استمرار المأساة وعودة الجثث في أكياس.
وأكدت والدة ماتان تسينجوكر، أحد المحتجزين أن "نتنياهو مستعد للتضحية بابنها وجميع المحتجزين من أجل مصالحه السياسية"، ودعت الشعب الإسرائيلي للتحرك لإسقاط نتنياهو وإنقاذ حياة المختطفين.
تحذير من انهيار إسرائيل
وفي بيان صارم، حذّر مقر العائلات من أن تجاهل الصفقة سيؤدي إلى تفكك المجتمع الإسرائيلي، وطالبت العائلات أعضاء الكنيست والوزراء بكسر صمتهم والتدخل لوقف هذا "التخلي الإجرامي" عن المحتجزين، وأشارت إلى أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى فقدان الثقة بين الإسرائيليين وحكومتهم.
ومع تصاعد الغضب، شهدت عدة مدن إسرائيلية مظاهرات تضامنية مع أهالي المختطفين، في تل أبيب، تظاهرت الحشود تحت شعار "أوقفوا العالم - لا تتركوهم هناك"، بينما قاد يهودا كوهين، والد الجندي المختطف نمرود كوهين، المسيرة الرئيسية في حديقة العلوم، وخاطب المتظاهرين، مشيرًا إلى أن "نتنياهو هو الجلاد الحقيقي المحتجزين".
كما انطلقت تظاهرات أخرى في المدن المحتلة حيفا وكفار سابا ونتانيا، حيث احتشد المئات رافعين لافتات كتب عليها: "من يهجر نفسًا واحدة فكأنما هجر العالم كله".