حذرت منظمة الصحة العالمية، من أن السودان بحاجة ضرورية لمساعدة ملايين من الأشخاص في مواجهة انتشار الأمراض والأوبئة، في ظل دخول البلاد على أعتاب أول مجاعة مؤكدة بالعالم منذ 2017، وفق برنامج الأغذية العالمي.
ضرورة توفير اللقاحات
قال الدكتور تيدروس أدهانوم جبريسيوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، في مؤتمر صحفي خلال زيارته السودان، اليوم الأحد، إن الصراع في السودان تسبب في مقتل 20 ألف شخص ونزوح ملايين الأشخاص في أكبر عملية نزوح في العالم، مشيرًا إلى أن هناك 25 مليون شخص بحاجة الى مساعدات إنسانية.
وذكر "جبريسيوس": "إننا نطالب بوقف فورى لإطلاق النار وحماية المؤسسات الصحية لنتمكن من تقديم المساعدات الانسانية، والاستجابة للأوبئة وزيادة التغطية التحصينية باللقاحات لمواجهة الكوليرا وشلل الأطفال والحصبة، وجدري القرود وحمى الضنك"، مضيفًا: "نحن لا نستطيع أن نخذل السودانيين".
وقال: "إننا ندعو العالم إلى تقديم المساعدات إلى السودان والانتباه إلى هذا البلد الذي هو بحاجة إلى المساعدات الإنسانية العاجلة"، مشيرًا إلى حاجة البلاد لمبلغ يقدر بـ 2 مليار و700 مليون دولار، وأنه لم يصل إليها سوى نصف هذا الرقم.
وتابع: "نناشد العالم أن يساعد السودان وأن ينقذه من هذا الكابوس، حتى نستطيع مواجهة تفشى الأمراض المنتشرة"، مشيرًا إلى هدفهم في حماية ملايين الأرواح.
وصرح: "لقد زرت بنفسي مستشفى للأطفال السودانيين والذين يعانون من الهزال الشديد وتحدثت إلى الأمهات، ووصفوا لي ما يعانون منه من عدم توافر الأدوية والرعاية الصحية الأساسية".
وأضاف: "أشعر بالحزن بسبب الوضع في السودان، وخاصة أنه لا يلقى الاهتمام الدولي"، موضحًا أن ملايين من السودانيين يعانون من المجاعة وتفشى الأمراض مثل الكوليرا وحمى الضنك والحصبة وجدري القرود والملاريا.
وأوضح: "زرت اليوم مركزًا للنازحين وشاهدت مدى صعوبة الوصول للخدمات الصحية الأولية، مضيفًا أن البلاد تعاني من أزمات متتالية بعد 500 يوم من الحرب، مؤكدًا أنها تعاني من أكبر عدد من النزوح في العالم، حيث نزح أكثر من 10 ملايين شخص داخليًا، وأكثر من 2 مليون خارج السودان.
مجاعة مؤكدة
وفي سياق متصل، قال برنامج الأغذية العالمي، أمس السبت، في منشور على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" إن استمرار حرب السودان لأكثر من 500 يوم يُعرض نصف السكان للجوع الشديد، في أول مجاعة مؤكدة بالعالم منذ 2017.
وفق أحدث التقديرات غير الرسمية، يبلغ عدد سكان السودان نحو 49.5 مليون نسمة، وأوضح البرنامج أنه "ليس هناك وقت لنضيعه، ولا يزال الوصول الإنساني والتمويل أمرين بالغي الأهمية".
ومنتصف أبريل 2023 اندلعت الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع، ما خلّف نحو 18 ألفًا و800 قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء هذه الحرب، بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.