تأتي نوايا الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، بتعيين قطب التكنولوجيا إيلون ماسك على رأس لجنة كفاءة الحكومة، في حال عودته إلى البيت الأبيض، كخطوة من شأنها أن ترفع أغنى رجل في العالم إلى دور غير مسبوق، وهو "الأوليجارشي الأمريكي"، وفق تعبير صحيفة "بوليتيكو".
كان "ماسك" وصف نفسه في الماضي بأنه معتدل، لكنه حوّل ولاءه إلى ترامب، حيث أيده رسميًا عقب محاولة الاغتيال في يوليو الماضي، وكتب على منصته "إكس": "أتطلع إلى خدمة أمريكا إذا سنحت الفرصة. لا يوجد أجر، ولا لقب، ولا حاجة إلى التقدير".
تقول الصحيفة إنه حتى الآن، لا تزال تفاصيل اللجنة أو مشاركة ماسك غامضة "ولكن أي دور رسمي في الحكومة من شأنه أن يعطي نفوذًا أكبر للملياردير مالك شركات تسلا، وسبيس إكس، وشركة الأقمار الصناعية ستارلينك، ومنصة التواصل الاجتماعي "إكس"، وهي مشاريع مميزة استفادت من العقود الفيدرالية والائتمانات الضريبية والحوافز الحكومية".
ونقل التقرير عن دانييل برايان، رئيسة مشروع الرقابة الحكومية: "هذا الأمر يشبه إطلاق الأضواء الحمراء، وكل أنواع تضارب المصالح".
مع ترامب
بعيدًا عن المصالح المتنافسة المحتملة، فإن دخول "ماسك" المحتمل إلى الحكومة من شأنه أن يمثل تطورًا مذهلًا لعملاق التكنولوجيا، الذي سيكون له دور أساسي على أعلى مستويات الأعمال والتصنيع والإعلام في واشنطن.
في الوقت نفسه، فإن منح "ماسك" منصبًا في إدارة دونالد ترامب المحتملة من شأنه أن يتناسب تمامًا مع نهج ترامب في التعامل مع الحكومة "فقد استعان الرئيس السابق بالمليارديرين ويلبر روس وستيفن منوشين للعمل في حكومته، على الرغم من أن شخصيتهما العامة كانت أقل بكثير من ماسك، وأقل استفادة مباشرة من مشاركتهما"، حسب التقرير.
وينقل التقرير عن بيتر ليدن، مؤسس شركة الاستشراف الاستراتيجي Reinvent Futures "ماسك هو أحدث مثال على رجل وادي السيليكون المهووس بالهندسة، الذي ينظر إلى الحكومة ويقول: ما مدى صعوبة الأمر؟ دعني أتولى الأمر وسأتمكن من حله لك. لقد كان هناك العديد من هذه الشخصيات من قبل، وهو أحدثهم".
وتشير "بوليتيكو" إلى أن ترسيخ ماسك لنفسه بقوة في عالم السياسة ليس مفاجئًا للذين شاهدوه ينتقل من مبتكر السيارات الكهربائية إلى رائد أعمال في مجال الفضاء إلى مالك "إكس". لكن خبراء التكنولوجيا يقولون إن واشنطن قد تكون أرضًا صعبة لرجل أعمال من وادي السيليكون "غير معتاد على تعقيدات البيروقراطية الفيدرالية".
وقال ويل راينهارت، وهو زميل بارز في معهد أميركان إنتربرايز: "لقد كان دائمًا -ماسك- معارضًا. لقد عمل على السيارات الكهربائية عندما لم يكن أحد يهتم بالسيارات الكهربائية، وعمل في مجال الفضاء عندما لم يكن أحد يهتم بالفضاء".
عدو الرقابة
على غرار ترامب، أعرب ماسك عن عدائه للرقابة الحكومية ــ وخاصة في كاليفورنيا. فقد كان للملياردير خلافات طويلة الأمد مع حكومة الولاية، وكثيرًا ما كان يتصارع مع مصالح العمالة. وفي وقت مبكر من الوباء، تحدى أوامر الصحة العامة المحلية واستمر في تصنيع السيارات في مصنع تسلا في فريمونت على الرغم من تهديد كوفيد-19. ثم رفع دعوى قضائية لمنع ما أسماه "القيود الفاشية"، وهدّد بنقل المقر الرئيسي خارج الولاية".
وبالفعل، انتهى به الأمر بنقل بعض عمليات الشركة إلى تكساس في وقت لاحق من ذلك العام، لكنه استمر في توسيع بصمة تسلا في كاليفورنيا.
كما واجه ماسك تدقيقًا قانونيًا بسبب ممارساته العمالية في كل من شركتي "تسلا" و"إكس". فقد وجد قاضٍ في كاليفورنيا أنه -وغيره من المسؤولين التنفيذيين في تسلا- انتهكوا قوانين العمل في عامي 2017 و2018 من خلال تخريب محاولات تنظيم العمال.
أيضًا، رفع مئات الموظفين السابقين في "تويتر" دعوى قضائية ضده بعد استحواذه على منصة التواصل الاجتماعي مقابل 44 مليار دولار في عام 2022، متهمين إياه بالفشل في دفع مكافأة نهاية الخدمة.
وقد تزايدت جهود ماسك في السياسة الأمريكية بشرائه لمنصة التواصل الاجتماعي "تويتر" في عام 2022، التي أعاد تسميتها لاحقًا بـ"إكس"، حيث نفّذ رؤية جديدة لتعزيز حرية التعبير، وإصلاحات جلبت انتقادات حزبية بأنه كان يمكّن المعلومات المضللة على المنصة.
وتحت قيادة ماسك، انخفضت قيمة "إكس"، وخسر المستثمرون أكثر من 24 مليار دولار.