عبرت جمهورية الصين الشعبية عن غضبها، إزاء القرار الأمريكي بتوجيه استراتيجية الردع النووي الخاصة بها ناحية بكين، وهي الخطوة التي عسكت تصاعد التوترات بين البلدين، متهمين واشنطن بأنها تسعى فقط للهيمنة المطلقة والتهرب من التزاماتها.
وفي مارس الماضي، وافق الرئيس الأمريكي جو بايدن، على تحديث خطة الولايات المتحدة الاستراتيجية النووية، التي يتم تحديثها كل أربع سنوات، لكن هذه المرة تم توجيه استراتيجية الردع الأمريكية نحو الصين، بحسب صحيفة نيويورك بوست الأمريكية.
إرشادات التوظيف النووي
وفي أول رد صريح على تلك التسريبات الإعلامية الأمريكية، شددت ماو نينج، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، على أن حجم الترسانة النووية الصينية لا يتساوى بأي حال من الأحوال مع حجم الترسانة النووية الأمريكية، مؤكدة أن بكين تتبع سياسة عدم الاستخدام الأول، بحسب صحيفة ذا هيل.
ويطلق على الاستراتيجية الأمريكية النووية مسمى "إرشادات التوظيف النووي"، التي تعتبر شديدة السرية، حتى البيت الأبيض لم يعلن عن قرار بايدن، وكشفت الصحيفة أن السبب وراء التحديث الجديد يعود إلى قيام بكين بتطوير وتوسيع ترسانتها النووية.
ذريعة للتهرب من الالتزامات
وترى بكين أن الولايات المتحدة تستخدم الصين كحجة باعتبارها تهديدًا نوويًا، كذريعة سهلة أمام العالم من أجل التهرب من التزامها بنزع السلاح النووي وتوسيع ترسانتها النووية، بل اتهمتها بالسعي الدائم إلى الهيمنة الاستراتيجية المطلقة.
وتصاعدت التوترات بين البلدين خلال الأشهر الماضية، عقب إعلان بكين، يوليو الماضي، تعليقها جولة المحادثات بين البلدين والمتعلقة بالحد من الأسلحة النووية، وأرجعت ذلك إلى استمرار واشنطن في تزويد تايوان بالأسلحة واتهمتها بتقويض الأجواء السياسية بينهما بسبب سياساتها.
دولة معتدية
ومن المنتظر أن يتم إرسال النسخة الجديدة من الاستراتيجية إلى الكونجرس الأمريكي قبل أن يغادر بايدن منصبه، وأشارت الصحيفة إلى أن اثنين فقط من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية تم السماح لهم بالتحدث عن طريق التلميح فقط خلال خطاباتهم، حول المراجعة الاستراتيجية التي أجرتها الولايات المتحدة.
وتشعر الصين بقلق بالغ إزاء تلك التحركات الأمريكية، وتعتبر ها الدولة المعتدية كونها تمتلك أكبر ترسانة نووية وأكثرها تقدمًا في العالم، كما تسعى إلى تحديث أسلحتها بسرعة، متهمين إياها بأنها تتبع سياسة الاستخدام الأول للسلاح النووي.
قدرات دفاعية
وفي العام الماضي، ذكر تقرير للبنتاجون أن بكين تمتلك أكثر من 500 رأس نووي في وضع تشغيلي، وستتوسع إلى أكثر من ألف رأس بحلول عام 2030، وأكد معهد ستوكهولم الدولي للأبحاث أنه في نهاية 2023، كان لدى الولايات المتحدة 3748 رأسًا نوويًا جاهزًا للتشغيل، بجانب 4380 رأسًا حربيًا تمتلكها روسيا.
ونفت الصين وجود أي نية لديها للدخول في أي شكل من أشكال سباق التسلح النووي مع أي دولة، معتبرين الولايات المتحدة بأنها المصدر الرئيسي للتهديدات النووية والمخاطر الاستراتيجية بالعالم، مؤكدين أن استراتيجية بكين تعتمد في المقام الأول على الدفاع عن النفس، وتحافظ على قدراتها النووية عن الحد الأدنى للأمن القومي.
وسجلت الصين رسميًا دخولها للنادي النووي عام 1964، عقب نجاحها في تفجير أولى قنابلها النووية، إذ أطلقت عليها اسم "المشروع 596"، ومنذ ذلك الوقت، أصبحت واشنطن ترى في بكين خطرًا كبيرًا على سيادتها العالمية، وبات سباق تطوير أسلحة الدمار الشامل أمرًا معهودًا بين البلدين.