في تطور مفاجئ يعكس عمق الانقسامات داخل الحزب الجمهوري، أعلن ديك تشيني، نائب الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش الابن، أنه سيصوت للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، في الانتخابات الرئاسية المقبلة، رافضًا دعم المرشح الجمهوري دونالد ترامب، ما يثير الجدل في وقت حرج مع اقتراب موعد الانتخابات في نوفمبر المقبل.
تحذير تشيني
في بيانٍ أدلى به وصف تشيني الرئيس السابق دونالد ترامب بأنه "أكبر تهديد لجمهوريتنا" في تاريخ الولايات المتحدة الممتد لـ 248 عامًا.
وأضاف تشيني، وفقًا لما نقلته شبكة "بي بي سي"، قائلًا: "لقد حاول سرقة الانتخابات الماضية مستخدمًا الأكاذيب والعنف للبقاء في السلطة بعد أن رفضه الناخبون، لا يمكن الوثوق به مجددًا بالسلطة".
واجب وطني
شدد تشيني على أهمية تغليب المصلحة الوطنية على الانتماءات الحزبية، مؤكدًا أن "علينا كمواطنين واجب وضع الوطن فوق الحزبية للدفاع عن دستورنا، لهذا السبب سأدلي بصوتي لصالح نائبة الرئيس كامالا هاريس"، ما يعكس تحولًا كبيرًا في المشهد السياسي الأمريكي، خاصة أن تشيني يعد من أبرز الشخصيات المحافظة في الحزب الجمهوري.
ردود الفعل
أشارت بي بي سي إلى أن حملة هاريس رحبت بدعم تشيني، حيث صرحت رئيسة الحملة جين أومالي ديلون بأن هاريس "فخورة بتلقي دعم تشيني وتحترم بعمق شجاعته في وضع الوطن فوق الحزب".
في المقابل، رد ترامب بحدة على موقف تشيني، واصفًا إياه بأنه "جمهوري بالاسم فقط وغير ذي صلة".
كانت ابنة ديك تشيني، النائبة السابقة ليز تشيني، كشفت في وقت سابق عن نية والدها التصويت للمرشحة الديمقراطية.
وأضافت ليز، خلال مهرجان تكساس تريبيون في أوستن، أن والدها يعتقد أنه "لم يكن هناك فرد في بلادنا يشكل تهديدًا خطيرًا لديمقراطيتنا مثل دونالد ترامب."
يأتي موقف تشيني كجزء من سلسلة انتقادات وجهها للرئيس السابق، خاصة في أعقاب أحداث 6 يناير 2021، إذ وصف تشيني ترامب في إعلانات سابقة بأنه "تهديد لجمهوريتنا" و"جبان".
كما أن ابنته ليز خسرت موقعها القيادي في الحزب الجمهوري؛ بسبب معارضتها لترامب ودعمها لمساءلته.
تداعيات على المشهد السياسي
يرى محللون، وفقًا لتقرير بي بي سي، أن دعم شخصية بارزة مثل ديك تشيني للمرشحة الديمقراطية قد يؤثر على قرارات الناخبين المحافظين المترددين، كما يسلط الضوء على حجم الانقسامات داخل الحزب الجمهوري حول شخصية ترامب وسياساته.
وأعلنت ليز تشيني عن نيتها المشاركة في الحملة ضد ترامب في الولايات المتأرجحة خلال الخريف المقبل.
وأضافت أنها، رغم خلافاتها السياسية مع هاريس، تؤمن بأن "أولئك الذين يؤمنون بالدفاع عن ديمقراطيتنا ودستورنا وبقاء جمهوريتنا لديهم واجب في هذه الدورة الانتخابية للاجتماع ووضع هذه الأمور فوق السياسة."