الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أوكرانيا والصواريخ الأمريكية.. ميول روسية في شرق ألمانيا

  • مشاركة :
post-title
عضوة البرلمان الألماني سارا فاجينكنيشت زعيمة تحالف (BSW) اليساري

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

بينما حققت الأحزاب المؤيدة لروسيا، على طرفي الطيف السياسي، تقدمًا كبيرًا في الانتخابات الإقليمية التي جرت الأحد الماضي في شرق ألمانيا -الجانب الشيوعي سابقًا- بدا أن النقاش الساخن حول روسيا يعكر صفو السياسة التي تتسم عادة بالطابع الإقليمي في الولايات الشرقية الألمانية.

ومع صعودهم، بدأ قادة هذه الأحزاب في مطالبة القادة الألمان بـ"تغيير جذري في طريقتهم في التعامل مع الكرملين"، كما يشير تقرير للنسخة الأوروبية لصحيفة "بوليتيكو".

وتضم الكتلة المؤيدة لروسيا تحالف عضوة البوندستاج (البرلمان الألماني) سارا فاجينكنيشت (BSW) الشعبوي اليساري، وهو حزب جديد سُميّ على اسم مؤسسه، وهي أيقونة يسارية، بدأت عملها السياسي عضوة في الحزب الشيوعي في ألمانيا الشرقية، والذي احتل المركز الثالث في كل من "تورينجيا" و"ساكسونيا".

ومن بين مطالب الحزب بعد الانتخابات وقف برلين خطة أعلنت عنها في يوليو، لنشر الولايات المتحدة صواريخ بعيدة المدى في ألمانيا، بدءًا من عام 2026 للدفاع عن أراضي حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وسرعان ما هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باتخاذ "تدابير موازية "، متهمًا الولايات المتحدة وحلفاءها بتصعيد التوترات.

وقالت "فاجنكنيشت" على التلفزيون العام الألماني بعد الانتخابات الإقليمية: "كثيرون يخشون أن تسمح ألمانيا لنفسها بالانجرار إلى هذه الحرب، ويرى كثيرون أيضًا المخاطر الكبيرة التي تشكلها خطط الصواريخ الأمريكية".

ومنذ ذلك الحين، أشار أعضاء حزبها، الذين يدعون أيضًا إلى وقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا وإجراء مفاوضات سلام مع بوتين، إلى أنهم لن يشكلوا ائتلافات مع أي حزب يدعم وجود الصواريخ الأمريكية.

بوتين فاز

في الوقت الحالي، يشعر حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ (CDU)، الذي فاز في ولاية "ساكسونيا" وجاء في المركز الثاني في ولاية "تورينجن"، بأنه في موقف صعب مع تعهد جميع الأحزاب بعدم مشاركة الحكم مع حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف على الرغم من صعوده في الانتخابات.

ووفقًا لاستطلاع للرأي أجرته مؤسسة "فورسا" في أواخر يوليو، فإن ما يقرب من ثلاثة من كل أربعة أشخاص في شرق ألمانيا لا يريدون نشر الصواريخ الأمريكية في بلادهم، وعلى الصعيد الوطني، يرفض نصف الألمان الخطة.

يساعد هذا في تفسير سبب تبني رئيس وزراء ولاية ساكسونيا المحافظ مايكل كريتشمر، الذي قاد حزبه -الاتحاد الديمقراطي المسيحي- إلى فوز ضئيل على حزب "البديل من أجل ألمانيا" يوم الأحد، لآراء لا تتفق مع آراء زعماء حزبه على المستوى الوطني عندما يتعلق الأمر بروسيا.

وقال "كريتشمر"، لإحدى وسائل الإعلام الألمانية قبل الانتخابات: "لم يعد بوسعنا توفير الأموال اللازمة لشراء الأسلحة لأوكرانيا فقط لكي تنفد هذه الأسلحة ولا تحقق أي شيء"، كما دعا إلى إجراء استفتاء على نشر الصواريخ الأمريكية.

ولفتت "بوليتيكو" إلى أن صعود الأحزاب المؤيدة لروسيا في ألمانيا الشرقية كان محط اهتمام التلفزيون الحكومي الروسي.

وتضمنت تغطية الانتخابات في برنامج "60 دقيقة" -وهو برنامج سياسي روسي شهير- فقرة تسلط الضوء على نجاح حزب "ألبديل من أجل ألمانيا"، وهو الحزب الذي "تأسس حول مفهوم السلام"، على حد تعبير أحد المعلقين.

وبحسب البرنامج الروسي، "وجدت رسالة الحزب صدى في ألمانيا الشرقية، حيث هناك حنين إلى الماضي الاشتراكي ومقاومة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بشكل قوي للغاية".

وعندما أراد أحد ضيوف البرنامج تحليل نتائج الانتخابات في ألمانيا، تدخل مقدم البرنامج، يفجيني بوبوف -وهو أيضًا عضو في البرلمان الروسي- بطريقة مازحة إلى حد ما، قائلًا: "ما الذي يمكن تحليله؟ إن بوتين فاز".