انخفضت أعداد الخفافيش على مدى عدة سنوات، إذ تمكنت فطريات مدمرة من القضاء عليها، وهو الأمر الذي انعكس بنتائج سلبية على البشر، فعلى الرغم من الإشارة إليها بناقلة للأمراض والفيروسات، تعد الخفافيش أداة طبيعية لمكافحة الآفات، إذ تتغذى على الحشرات التي تهاجم المحاصيل المختلفة.
ووفق دراسة نشرت في مجلة "سينس" العلمية، فإن تراجع أعداد الخفافيش دفع المزارعين إلى زيادة استخدام المبيدات الحشرية في المحاصيل من أجل التخلص من الآفات والحشرات.
وتسبب ذلك في وفاة أكثر من 1000 رضيع بشري، بسبب التسمم بالمواد الكيميائية، بحسب تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وربطت الدراسة بين تراجع أعداد الخفافيش في الولايات المتحدة، والتكلفة المميتة التي يتحملها البشر عند فقدان التنوع البيولوجي.
وبرزت مشكلة انخفاض أعداد الخفافيش في المملكة المتحدة، إذ شهدت جماعات الحفاظ على البيئة زيادة في أعداد بعض الأنواع التي تعاني سوء التغذية، وحذّر خبراء الحياة البرية من أن فصل الصيف يؤدي إلى انخفاض أعداد الحشرات والفراشات والعث التي تتغذى عليها.
ونقلت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، عن جمعيات لرعاية الخفافيش أن هناك زيادة في عدد الخفافيش الجائعة أو ناقصة الوزن، وغالبًا ما تكون صغيرة، وهي تحتاج إلى الإنقاذ والرعاية من قبل المتطوعين.
وقال نونيز مينو، المتحدث باسم صندوق حماية الخفافيش، إن كل هذه العوامل تؤثر على الخفافيش والحشرات التي تتغذى عليها.
وفي العام الماضي، وجدت المؤسسة الخيرية أن أعداد نوعين من الخفافيش قد شهدت انخفاضًا كبيرًا في المملكة المتحدة، هما الخفاش البني طويل الأذن وخفاش حدوة الحصان، بنسبة تزيد على 10% على مدى السنوات الخمس الماضية، وتجري المؤسسة دراسة طويلة الأجل لفهم تأثير حالة الطوارئ المناخية على أنواع الخفافيش.
وبدأت مشكلة الخفافيش قبل نحول عقدين، عندما اكتشف علماء أحياء كهفًا في شمال نيويورك مليئًا بجثثها وأنوفهم مغطاة بالزغب الأبيض، ورجحوا أن السبب في ذلك نوع من الفطريات من أوروبا أو آسيا، يهاجم الخفافيش خلال سباتها الشتوي، ويتسبب بموتها.
وأطلق على المرض اسم "متلازمة الأنف الأبيض"، ورُصد انتشاره في نحو 40 ولاية أمريكية، في 90% من بعض أنواع الخفافيش، ما ترك أثرًا واضحًا على انتشار الحشرات في النظام البيئي.