الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

التسوية في غزة.. اتفاق على 14 بندا وتعثر في تبادل الأسرى وفيلادلفيا

  • مشاركة :
post-title
قوات الاحتلال الإسرائيلي دمرت قطاع غزة

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

وسط توترات متصاعدة وأمل بالتوصل إلى تسوية قريبة، تظل المفاوضات بين إسرائيل وحماس بشأن صفقة المحتجزين عالقة في دوامة من العقبات المستعصية، وتتكشف تفاصيل هذه الصفقة وسط تصريحات إسرائيلية متناقضة وتشاؤم يسيطر على الأطراف المتفاوضة.

وبينما يرى البعض أن الاتفاق وشيك، يشير آخرون إلى أن المسائل الأساسية لا تزال بعيدة عن الحل، فما هي تفاصيل هذه الصفقة المعقدة؟ وكيف تلعب القوى الدولية دورًا في محاولة الوصول إلى حل وسط؟

%90 من الصفقة جاهزة

وقال مسؤول أمريكي، حسب صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، "إن 90% من تفاصيل صفقة المحتجزين بين إسرائيل وحماس تم الاتفاق عليها، إلا أن هناك شكوكًا حول ما إذا كان سيتم تقديم عرض رسمي للتسوية"، وفي إسرائيل، يتزايد التشاؤم حول فرص التوصل إلى صفقة في ظل استمرار الجمود حول محور فيلادلفيا، بالإضافة إلى إصرار حماس على مطالبها.

وتتضمن الصفقة 17 بندًا، تم الاتفاق على 14 منها حتى الآن، إلا أن الخلافات تتركز حول محور فيلادلفيا والإفراج عن الأسرى مقابل المحتجزين، ومن غير المستبعد أن يؤثر مقتل ستة من المحتجزين مؤخرًا في تفاصيل الصفقة، ومن جهتها تصر حماس على الإفراج عن 800 أسير، وهو العدد المتفق عليه قبل الحادثة.

المساعدات الإنسانية

إلى جانب التفاوض على صفقة المحتجزين، تعهدت الولايات المتحدة بزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة، وصرح مسؤول أمريكي بأنه سيتم يوميًا إدخال 600 شاحنة مساعدات إلى القطاع، من بينها 50 شاحنة وقود.

من المتوقع أن تستمر المرحلة الأولى من الصفقة لمدة 42 يومًا، وخلالها سيتم إدخال أكثر من 2100 شاحنة وقود و25 ألف شاحنة مساعدات، وتتضمن المساعدات أيضًا توفير المعدات اللازمة لإزالة الأنقاض وإعادة بناء البنية التحتية وتقديم المأوى للنازحين، بما في ذلك بناء 6000 منزل مؤقت وآلاف الخيام.

موقف الولايات المتحدة

في الولايات المتحدة، جرى التخطيط لوضع الخطوط العريضة للوساطة خلال عطلة نهاية الأسبوع، ورغم أن المحادثات لا تزال بعيدة عن النضوج، حسب تصريحات المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، فإن الجهود مستمرة في محاولة للوصول إلى اتفاق يخفف المعاناة الإنسانية في غزة. 

ورغم عدم تحديد موعد لعقد قمة جديدة في القاهرة أو الدوحة، إلا أن الولايات المتحدة تستمر في الضغط على الأطراف للتوصل إلى حل.

في المقابل، ألقى "كيربي" باللوم على قائد حركة حماس يحيى السنوار، معتبرًا أن العقبة الرئيسية في التفاوض تتمثل في تعنته، ورغم الصعوبات، أشار كيربي إلى أن هناك اتفاقًا على الإطار الأساسي للصفقة، إلا أن تنفيذ تفاصيل التبادل بين الأسرى أصبح أكثر تعقيدًا بعد الأحداث الأخيرة.

نتنياهو ومحور فيلادلفيا

على الجانب الإسرائيلي، يصر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على ضرورة البقاء في محور فيلادلفيا، زاعمًا أن مغادرة هذا المحور سيمكن حماس من تهريب المحتجزين إلى سيناء ومن ثم إلى إيران واليمن، حيث سيصبح استردادهم مستحيلاً. ووفقًا لنتنياهو، يمثل محور فيلادلفيا "بوابة إيران إلى غزة"، مؤكدًا أن الأغلبية المطلقة من الوزراء الإسرائيليين يدعمون البقاء هناك.

كما أضاف نتنياهو أن تقديم تنازلات بعد جريمة قتل المحتجزين سيكون بمثابة رسالة خاطئة إلى حماس، تدعوهم إلى قتل المزيد منهم مقابل الحصول على مزيد من التنازلات. 

ورغم ذلك، تفيد بعض التقارير بأن محور فيلادلفيا ليس العقبة الوحيدة أمام التوصل إلى اتفاق، ما يزيد من تعقيد المشهد.

هل تلوح بوادر الحل في الأفق؟

مع اقتراب موعد نهاية الأسبوع وعدم إحراز تقدم ملموس، يبقى السؤال المطروح: هل تستطيع الأطراف التوصل إلى اتفاق قبل فوات الأوان في ظل التعنت الإسرائيلي؟

ومع استمرار الجمود حول قضايا جوهرية مثل محور فيلادلفيا، يبقى مصير المحتجزين والمفاوضات في مهب الريح، وتواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها جاهدين لإنهاء هذه الأزمة، لكن الطريق يبدو مليئًا بالتحديات.