قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، إن تعليق بريطانيا لبعض صادراتها من الأسلحة لدولة الاحتلال "خطأ لن يؤثر على الحملة العسكرية التي تشنها في غزة"، مُهددًا بأن الحظر "قد يكون بمثابة فرصة ضائعة لكير ستارمر في قدرته على التأثير بالأحداث في الشرق الأوسط".
وقال "أولمرت"، في حديث لبرنامج "ألعاب القوة" على بودكاست موقع "بوليتيكو"، إن بريطانيا وحلفاء إسرائيل الآخرين يجب عليهم "التركيز على الغياب التام لأي أفق سياسي أو استراتيجية نهائية تقترحها الحكومة الإسرائيلية".
كانت حكومة المملكة المتحدة، قبل أيام، علّقت 30 من أصل 350 ترخيصًا للأسلحة وقطع الغيار لدولة الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك أجزاء للطائرات المقاتلة والمروحيات والطائرات بدون طيار، على أساس أنها يمكن أن تُستخدم في انتهاك للقانون الإنساني الدولي.
ولا يتوقع "أولمرت" أن تحذو الولايات المتحدة حذو إسرائيل في تعليق صادراتها من الأسلحة -التي تشكل أغلب واردات إسرائيل- لكنه أشار إلى أن واشنطن "ربما تكون قد أعطت موافقتها الضمنية على ذلك". بعد أن أكدت الحكومة البريطانية أنها أخطرت الولايات المتحدة مسبقاً بهذه الخطوة، وتحدثت عن "مشاركة مكثفة" مع حلفائها في هذه القضية.
وقال "أولمرت": "أعتقد أن مسؤولي وزارة الخارجية أو مستشاري الأمن القومي في البيت الأبيض كانوا ليقولوا للسفير البريطاني في واشنطن "نحن نتفهم ما فعلته، لقد سئمنا من هذا الرجل، وحان الوقت لكي نريه شيئًا". إن أمريكا لن تفعل شيئًا من هذا القبيل".
وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، في حديثه، إلى أنه في حين أنه لا يعتبر ستارمر أو حكومته معادين، فإن القرار "لن يكون له أي تأثير كبير على دولة إسرائيل".
غطرسة نتنياهو
يعتبر "أولمرت"، الذي رأس الحكومة الإسرائيلية بين عامي 2006 و2009، من أشد المنتقدين لرئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، معتقدًا أنه "أخطأ في حساباته" عندما شنَّ حربًا شاملة في قطاع غزة.
وقال أولمرت للمذيعة "آن ماك إلفوي" مقدمة برنامج "ألعاب القوة": "كنت لأقدر بشكل أكبر جهدًا متضافرًا، جنبًا إلى جنب مع حكومة الولايات المتحدة وحكومات صديقة أخرى، بشأن إسرائيل، الذي كان من شأنه أن يضع بيبي -نتنياهو- حيث ينتمي في المكان الصحيح، من حيث غطرسته والطريقة التي يتعامل بها مع الأصدقاء العظماء لإسرائيل".
وأضاف أن حكومة نتنياهو "لابد أن تكون على دراية بالضغوط التي يمارسها الرأي العام على الحكومات الصديقة مثل حكومة بريطانيا".
وقال: "إننا نسمع الضجيج القادم من شوارع لندن وغيرها من المدن، ومن الجامعات في مختلف أنحاء إنجلترا، ومن القاعدة السياسية لحزب العمال".
أيضًا، أصر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق على أن نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية "لن تحدث فرقًا في الصراع في غزة"، حسب قوله.
وتابع: "صفقة القرن التي اقترحها دونالد ترامب في عام 2020 كانت مبنية على حل الدولتين. وإذا تمسك ترامب بموقفه، فسوف ينتهي الأمر بالنسبة لنتنياهو، لأنه حينها لن يتمكن من الاعتماد على الديمقراطيين لإجراء بعض التغييرات".