تضاعفت ظاهرة الاستخدام واسع النطاق للسجائر الإلكترونية بين الشباب المراهقين في أستراليا، وحذرت الدراسات والأبحاث من وجود صلة مؤلمة بين أعراض الاكتئاب واحتمال استخدام السجائر الإلكترونية.
واجتاحت السجائر الإلكترونية العالم، خاصة بين الأجيال الشابة، كبديل ثوري عن التبغ التقليدي بمخاطر صحية أقل، وعلى الرغم من عدم احتوائها على التبغ المسبب للسرطان، إلا أنها وفقًا للعلماء ليست خالية من المخاطر، إذ تكمن آثارها الجانبية في تهييج الحلق والفم والصداع والسعال والشعور بالمرض، بحسب موقع "أبحاث السرطان الطبي" البريطاني.
أعراض الاكتئاب
أظهرت دراسة حديثة، بحسب موقع "earth"، وجود صلة حول استخدام السجائر الإلكترونية بين طلاب المدارس الثانوية الأسترالية و بين أعراض الاكتئاب، وكان الطلاب الذين أبلغوا عن أعراض اكتئابية شديدة أكثر عُرضة بمقدار الضعف لاستخدام السجائر الإلكترونية من أولئك الذين لم يبلغوا عن أي من هذه الأعراض.
وحظرت أستراليا بيع السجائر الإلكترونية، المعروفة باسم" vapes" خارج الصيدليات بموجب قواعد جديدة دخلت حيز التنفيذ، يوليو الماضي، في محاولة للحد من التدخين الإلكتروني، وبموجب القوانين الجديدة، لم تعد السجائر الإلكترونية متاحة إلا بوصفة طبية وتباع مع نكهات تقتصر على النعناع والمنثول والتبغ.
الصحة العقلية
ولم يتم التركيز خلال الدراسة التي نُشرت في المجلة الأسترالية والنيوزيلندية للطب النفسي، على مشكلة واحدة محددة تتعلق بالصحة العقلية، لكن تم توسيع نطاقها لتشمل جوانب مثل أعراض الاكتئاب الشديد، ومستويات التوتر المتوسطة والعالية، وانخفاض الرفاهية، وأظهرت البيانات ارتفاع استخدام السجائر الإلكترونية بين الأشخاص الذين يعانون ضعف الصحة العقلية.
وأجرى فريق البحث استطلاعًا لآراء أكثر من 5000 طالب وطالبة في 40 مدرسة ثانوية، ومن خلالها أنشأوا واحدة من أكبر مجموعات البيانات حول التدخين الإلكتروني بين المراهقين في أستراليا، التي اعتبرها الخبراء بمثابة جرس إنذار لمعالجة الصحة العقلية جنبًا إلى جنب مع الوقاية من التدخين الإلكتروني، وتحديدًا في مرحلة المراهقة.
انخفاض المعنويات
وتبين من خلال الاستطلاع أن استخدام السجائر الإلكترونية أعلى بنسبة 74% بين الطلاب الذين أبلغوا عن مستويات معتدلة من التوتر، بينما كان أعلى بنسبة 64% بين أولئك الذين أبلغوا عن مستويات عالية من التوتر، وبالنظر إلى الذين يعانون انخفاض مستوى المعنويات قفزت النسبة إلى 105%.
وتهدف الحكومة البريطانية في القانون، الذي وصفته بأنه رائد عالميًا، إلى تنظيم السجائر الإلكترونية، التي تخلق جيلًا جديدًا من مستخدمي النيكوتين، باعتبارها سلعًا علاجية، بدلًا من السماح ببيعها جنبًا إلى جنب مع ألواح الشوكولاتة في المتاجر الصغيرة، وغالبًا ما تكون على الطريق من المدارس.