في ظل التوترات المتصاعدة والخلافات العميقة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت، تبدو الساحة السياسية والأمنية في إسرائيل وكأنها على شفا مواجهة كبرى.
فمع تصاعد الاحتجاجات الشعبية إثر مقتل ستة محتجزين في رفح الفلسطينية، بات السؤال المطروح: من سينكسر أولاً، نتنياهو أم جالانت؟ هذا الصراع السياسي يأتي في وقت حساس يتطلب الوحدة والحزم، إلا أن الانقسامات الداخلية قد تزيد من تعقيد الأمور.
خلافات متفاقمة
وتشير مصادر مطلعة، حسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، على العلاقة بين نتنياهو وجالانت إلى أن الخلافات بينهما قد وصلت إلى ذروتها بعد التصويت المفاجئ في مجلس الوزراء يوم الخميس الماضي، بشأن بقاء محور فيلادلفيا تحت السيطرة الإسرائيلية.
وحسب الصحيفة العبرية، فقد يبدو أن نتنياهو يدرس بجدية استبدال جالانت بشخصية سياسية أخرى تتفق معه في مواقفه المتعلقة بالحرب وصفقة المختطفين، ومع ذلك، يواجه نتنياهو تحديات عدة تمنعه من اتخاذ هذه الخطوة، منها إمكانية تصاعد الغضب الشعبي ونقص الخبرة الأمنية داخل حكومته.
تمسك بالمنصب
في المقابل، يواجه جالانت ضغوطًا هائلة تدفعه للتفكير في الاستقالة، خاصة بعد تصويت مجلس الوزراء الإسرائيلي ضد موقفه بشأن محور فيلادلفيا، ومع ذلك، يشير مقربون منه إلى أن الاستقالة ليست مطروحة على طاولته، إذ يعتبر نفسه "خط الدفاع الأخير" لرؤساء الأجهزة الأمنية مثل رئيس الأركان هرتسي هاليفي ورئيس الشاباك رونان بار، ويخشى من أن يؤدي رحيله إلى انهيار هذا الخط.
وتاريخيًا، اعتمد نتنياهو على شركاء سياسيين أكثر اعتدالًا لتحقيق توازن في حكومته، ويبدو أن التخلي عن جالانت في هذا التوقيت سيضعف هذا التوازن، ورغم رغبته في استبدال جالانت، يدرك نتنياهو أن إقالته قد تؤدي إلى تصعيد الاحتجاجات وإثارة اضطرابات داخلية قد تهدد استقرار حكومته.
مستقبل جالانت السياسي
وبينما يظل جالانت مصممًا على البقاء في منصبه، يشير بعض المحللين إلى أنه قد يسعى لتشكيل معسكر سياسي جديد، أكثر توازنًا ويميل نحو الدولة، ويمكن أن يواجه نفوذ نتنياهو المتنامي، ربما يكون جالانت يسعى لإعادة تعريف دوره السياسي، في محاولة لتقديم نفسه كقائد يعارض السياسات المتطرفة لنتنياهو.
وفي هذا الصراع السياسي المحتدم، لا يزال السؤال قائمًا حول من سينكسر أولاً، نتنياهو أم جالانت؟ وبينما يحاول كلاهما الحفاظ على مواقعهما، تظل الاحتمالات مفتوحة في ظل تزايد التوترات السياسية والأمنية.
القرار النهائي، سواء كان بالإقالة أو الاستقالة، قد يعيد تشكيل المشهد السياسي الإسرائيلي بشكل كبير، وربما يكون بداية لتحولات سياسية جديدة في دولة الاحتلال.