الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

غسل أدمغة وأجندات سياسية.. الأمريكيون يفقدون الثقة في التعليم العالي

  • مشاركة :
post-title
جامعة هارفارد الأمريكية

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

تراجعت ثقة الأمريكيين في التعليم العالي بصورة كبيرة خلال السنوات الماضية، حيث كشفت استطلاعات رأي عن تحول مفاجئ في نظرة الطلاب وأولياء الأمور لصورة التعليم في الولايات المتحدة الأمريكية، ويرون أنها أصبحت مكانًا لدفع الأجندات السياسية والاعتماد على التلقين وغسل العقول فقط.

ويعد التعليم العالي مرحلة اختيارية بعد التعليم الثانوي في الولايات المتحدة الأمريكية، ويبلغ عدد المؤسسات الجامعية 5300 ما بين جامعات خاصة وحكومية وبحثية وكليات فنون ليبرالية ومجتمعية، ويتم تنظيمها من قبل الحكومة والعديد من المنظمات الخارجية.

الأجندات والثقة

وبحسب مجلة نيوزويك الأمريكية، أصبح لدى العديد من الأمريكيين القليل من الإيمان بقيمة الشهادة الجامعية، ويرون في الجامعات أماكن يتم فيها دفع الأجندات السياسية ولا يتم تعليم الطلاب المهارات التي يحتاجون إليها للنجاح في الحياة، بل يتم وضعهم على مسار حياة من الديون القمعية.

ووجد استطلاع أجرته مؤسسة جالوب، أن حوالي ثلث الأمريكيين فقط بنسبة 36% يتمتعون بقدر كبير من الثقة في التعليم العالي، على عكس 32% آخرين لديهم ثقة معدومة فيه، منهم 41% وصفوا الكليات بأنها ليبرالية للغاية تستخدم التلقين وغسل أدمغة الطلاب.

ثمن باهظ

بينما انتقد 37% الكليات لعدم قدرة الخريجين على إيجاد فرصة عمل عقب التخرج، بينما أبدى 23% منهم مخاوفهم بشأن التكلفة، مثل الثمن الباهظ للرسوم الدراسية أو الديون المتزايدة التي تلاحق أولئك الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف الحصول على درجة علمية دون الحصول على قروض طلابية.

وتكشف تلك الأرقام، بحسب المجلة، عن تراجع كبير لثقة الأمريكيين في التعليم العالي قبل عقد من الزمن، حيث كان لدى 57% من المواطنين قدر كبير من الثقة في التعليم العالي، بينما كان يرى 10% فقط أنهم يتمتعون بثقة ضئيلة أو معدومة فيها.

الجامعات في أمريكا
التدريب والوظيفة

أما بخصوص أولياء أمور الطلاب المقبلين على التعليم الجامعي، فكشف استطلاع آخر أجرته EAB، أن الآباء كانوا الأكثر قلقًا بشأن تكاليف الكلية بنسبة 60%، بينما تخوف 39% منهم من حجم الديون التي سيقع فيها أبناؤهم، وكان القلق الأكبر هو سلامة أبنائهم.

ويفضل بعض الآباء -وفقًا لاستطلاع مؤسسة جالوب- أن يكتسب أبناؤهم بعض الخبرة الحياتية بالحصول على وظيفة، أو متابعة التدريب المهني، أو بدء عمل تجاري، أو القيام بخدمة المجتمع، بدلًا من الالتحاق بكلية مدتها أربع سنوات بعد المدرسة الثانوية مباشرة.

الجيل زد

وبالنسبة لجيل زد من الشباب الأمريكيين، فاتفق أغلبهم -بحسب استطلاع أجرته مؤسسة نيو أمريكا لعام 2024- على وجود الكثير من الوظائف المستقرة ذات الأجور الجيدة للأشخاص الحاصلين على شهادة الثانوية العامة فقط، بينما وجد الباقون أن الأمر أسهل نوعًا ما بعد الشهادة الجامعية.

ووفقًا لمسح أجرته شركة Intelligent، وهي شركة إعداد للجامعات، تقول واحدة من كل ثلاث شركات في الولايات المتحدة إنها ألغت متطلبات الحصول على درجة البكالوريوس من بعض الوظائف في عام 2024، حيث أزالت 54% منها ذلك الشرط.

وأكد خبراء التعليم أن صعود صناعة التكنولوجيا المزدهرة، جعل الاعتماد على شهادات الكليات أقل، حيث لا يشترط الحصول على شهادة جامعية، وهو ما دفع العديد من طلاب "الجيل Z" وأسرهم إلى تغيير نظرتهم إلى التعليم الجامعي.