الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الكيتامين والكتابة.. وسائل ماري ترامب للهروب من جحيم العائلة

  • مشاركة :
post-title
ماري وعمها دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في مذكراتها الجديدة المثيرة للجدل، تقدم ماري ترامب، ابنة أخ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، نظرة عميقة ومؤلمة على حياتها كعضو في واحدة من أكثر العائلات شهرة وإثارة للجدل في الولايات المتحدة، إذ إن الكتاب، الذي يحمل عنوان "من يمكن أن يحبك: مذكرات عائلية"، يسلط الضوء على التأثير العميق الذي تركه عمها دونالد على حياتها الشخصية والمهنية، ويكشف عن الصراعات النفسية والعائلية التي واجهتها على مدى سنوات.

صدمة الانتخابات وتداعياتها النفسية

وفقًا لما نقلته صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، تصف ماري ترامب في كتابها الجديد الصدمة العميقة التي أصابتها عقب فوز عمها دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016. وقالت ماري: "أنا هنا لأنني فقدت السيطرة على حياتي قبل خمس سنوات"، مشيرة إلى الفترة التي تلت فوز عمها بالرئاسة.

تكشف ماري، وهي أخصائية نفسية، عن مشاعر اليأس والقلق التي انتابتها نتيجة إدارة عمها الفوضوية واليمينية المتطرفة، واصفة كيف أثرت سياسات ترامب وتصريحاته المثيرة للجدل على حالتها النفسية، ما دفعها إلى البحث عن العلاج النفسي المكثف.

وأضافت "ماري" أن إصرار عمها على البقاء في السياسة الوطنية رغم هزيمته أمام جو بايدن في انتخابات 2020 زاد من شعورها بالإحباط والقلق على مستقبل البلاد.

الصراعات العائلية

يتعمق الكتاب في تفاصيل الصراعات العائلية المعقدة داخل أسرة ترامب، كاشفًا النقاب عن جانب مظلم من حياة العائلة لم يكن معروفًا للجمهور، إذ تشير الصحيفة البريطانية إلى أن ماري تصف في كتابها محاولات أعمامها وعماتها لحرمانها من الميراث العائلي.

وتروي ماري قصة صادمة عن كيف هددت العائلة بقطع التأمين الصحي الضروري لرعاية ابن أخيها المعاق، في محاولة للضغط عليها في قضايا الميراث، وهذه الممارسات، كما تصفها ماري، أدت إلى سلسلة من الدعاوى القضائية العائلية المعقدة والمكلفة.

كما تكشف ماري عن دورها كمصدر رئيسي لصحفيي نيويورك تايمز الذين نشروا في عام 2018 تحقيقًا مفصلًا حول الشؤون الضريبية لعائلة ترامب. هذا التحقيق، الذي كشف عن ممارسات ضريبية مشكوك فيها، أدى بدوره إلى المزيد من التوتر العائلي والدعاوى القضائية.

العبء النفسي لحمل اسم ترامب

تقدم ماري في كتابها وصفًا مؤثرًا للمعاناة النفسية التي مرت بها بسبب انتمائها لعائلة ترامب، إذ تصف المواقف المحرجة والمؤلمة التي كانت تواجهها في حياتها اليومية، مثل استخدام بطاقة الائتمان في المطاعم أو المتاجر.

تقول ماري: "كان مجرد ذكر اسم دونالد ترامب يذكرني بكل المرات التي كنت استخدم فيها بطاقة ائتمان وكان يُسأل: هل أنت قريبة له؟ كنت دائمًا أجيب بـ "لا"، وكان الرد دائمًا ما يكون بصيغة مثل: ألا تتمنين لو كنت كذلك؟

هذه التجارب، كما تصفها ماري، تركت أثرًا عميقًا على نفسيتها وعلى نظرتها لذاتها وللعالم من حولها.

ماري ترامب
الشهرة غير المرغوبة والضغوط الإعلامية

يسلط الكتاب الضوء على التغيرات التي طرأت على حياة ماري بعد نشر كتابها الأول "كثير جدًا ولا يكفي أبدًا.. كيف خلقت عائلتي أخطر رجل في العالم" عام 2020، حيث إن هذا الكتاب، الذي حقق مبيعات هائلة، دفع ماري إلى دائرة الضوء الوطني بشكل غير مسبوق.

تصف ماري كيف تحولت فجأة إلى "شخصية عامة" يراها الناس "على التلفزيون عدة مرات في الأسبوع"، وبينما جلبت هذه الشهرة بعض الفوائد، إلا أنها وضعتها أيضًا تحت ضغط هائل.

تقول ماري: "وجدت نفسي أتعامل مع طلبات للمقابلات وجمع التبرعات والتأييدات... وكان من المتوقع أن أكون ماهرة في التعامل مع وسائل الإعلام"، هذه التوقعات والمسؤوليات الجديدة شكلت تحديًا كبيرًا لماري، التي لم تكن معتادة على هذا المستوى من الاهتمام العام.

رحلة ماري نحو التعافي النفسي

في جزء من الكتاب، تكشف ماري عن لجوئها إلى الكتابة كوسيلة للتعافي النفسي، إذ تصف تجربتها في منشأة للعلاج النفسي في توسون، بولاية أريزونا، في عام 2017، حيث خضعت لـ "علاج مكثف للصدمات النفسية".

تروي ماري تفاصيل أحد التمارين العلاجية، قائلة: "طُلب مني كتابة ستة أسباب لرغبتي في البقاء في العلاج، للسبب السادس كتبت: "أريد أن أعيش".. هذه العبارة البسيطة والقوية تلخص رحلة ماري نحو الشفاء والتصالح مع ذاتها.

وتضيف أنها بدأت كتابة مذكراتها الثالثة "لأنني أدركت أنني كنت أقتل نفسي بالتوتر، وكراهية الذات، ولكن فوق كل شيء بالعزلة التي بدأت في 9 نوفمبر 2016"، اليوم التالي لفوز عمها بالبيت الأبيض.

طرق علاجية غير تقليدية

تكشف ماري ترامب في كتابها عن تجربتها المثيرة للجدل مع العلاج النفسي باستخدام مادة الكيتامين، وهو عقار اصطناعي معتمد لعلاج الاكتئاب في بعض الحالات، ووفقًا لما نقلته "ذا جارديان"، لجأت ماري إلى هذا النوع من العلاج بعد سنوات من المعاناة النفسية، مدفوعة بـ "شعور بالخزي استحال التخلص منه".

وتصف ماري تأثير العلاج قائلة: "شعرت وكأنني أخف وزنًا مما كنت عليه منذ زمن طويل، كنت أشعر تقريبًا بالنشوة".

رغم أن استخدام مادة الكيتامين في العلاج النفسي يثير جدلًا في الأوساط الطبية بسبب مخاوف من إساءة استخدامه، إلا أن تجربة ماري تسلط الضوء على عمق المعاناة النفسية التي مرت بها، وتظهر مدى يأسها في البحث عن حلول للتغلب على آثار تجاربها العائلية المؤلمة، هذا الكشف يضيف بعدًا جديدًا لفهم تأثير عائلة ترامب على أفرادها، ويفتح نقاشًا حول الطرق غير التقليدية للتعامل مع الصدمات النفسية الناتجة عن الديناميكيات العائلية المعقدة.