كثيرًا ما ارتبط اسم الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الذي اشتهر بتسريحة شعره اللافتة للانتباه، بإثارته للجدل، وحبه للسير عكس التيار، بمواقفه وتصريحاته، ولعل آخرها أزمة الوثائق السرية، وقبلها فضيحة شراء الصمت، ليصبح أول رئيس أمريكي يواجه تهمًا جنائية.
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، البالغ من العمر 76 عامًا، اعتاد إثارة الجدل، وخاصة بعد خسارته للانتخابات الرئاسية الأخيرة، أمام الرئيس الحالي جو بايدن، حين وجّه الكونجرس الأمريكي، بالتحقيق في ضلوع ترامب في "مؤامرة متعددة الأطراف"، للانقلاب على نتائج الانتخابات الرئاسية، والهجوم على الكابيتول الأمريكي.
وفي تقرير للجنة الكونجرس المعنية بالتحقيق في هجوم الكابيتول، انتهت إلى تحميل الرئيس الأمريكي السابق، بشكل مباشر وصريح مسؤولية اقتحام مبنى الكونجرس، بحسب "بي بي سي"، وأوصت بحظر شغله لأي منصب عام في المستقبل.
وخلصت اللجنة إلى أن الهجوم على الكابيتول، بعد إعلان ترامب فوزه في انتخابات 2020، بخلاف الواقع، كان بتحريض من ترامب نفسه، وأشارت إلى التغريدة التي نشرها ترامب في 19 ديسمبر 2020، التي قال فيها: "مظاهرة كبرى في العاصمة دي سي يوم السادس من يناير. كونوا هناك، سيكون يومًا للغضب".
أبرز قضايا ترامب
أزمة الوثائق السرية
يواجه ترامب حاليًا عدة تهم جنائية، لاحتفاظه بوثائق حكومية سرية، إضافة إلى عرقلة سير العدالة، كأول رئيس أمريكي توجه له مثل هذه الاتهامات، إذ كشفت لائحة الاتهام أنه خزّن الوثائق السرية، في منزله بمنتجع "مار إيه لاجو" بولاية فلوريدا، بعدة أماكن منها قاعة رقص، والحمام، وغرفة النوم.
وقبل نحو عام، صادر محققون ما يقرب من 13 ألف وثيقة من منتجع مار-أيه-لاجو، الذي يمتلكه ترامب في بالم بيتش بفلوريدا، منها 100 وثيقة تُصنف على أنها سرية، وتحقق وزارة العدل فيما إذا كان ترامب قد تعامل بشكل خاطئ مع وثائق سرية احتفظ بها بعد مغادرة البيت الأبيض في عام 2021.
ووصف ترامب توجيه الاتهامات الجنائية له من قِبل وزارة العدل، بأنه "يوم أسود في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية".
قضية شراء الصمت
وبدأت قضية شراء الصمت باتهام ترامب بشراء صمت الممثلة الإباحية، ستورمي دانيالز، وهي القضية التي تتهم فيها ستورمي، ترامب بدفع مبلغ 130 ألف دولار، قبيل الانتخابات الرئاسية في 2016، لشراء صمتها عن علاقة جمعتهما.
وتأتي قضايا ترامب الجنائية، في وقت يسعى فيه لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والعود إلى الحكم مرة أخرى، ليصبح أول رئيس أمريكي يواجه تهمًا جنائية، وبلغ عدد الاتهامات التي يواجهها الرئيس الجمهوري السابق، نحو 34 اتهامًا، نفاها جميعًا.
أزمة انتخابات جورجيا
في فبراير الماضي، أوصت هيئة محلفين كبرى، في الولايات المتحدة الأمريكية، أجرت تحقيقًا مطولًا في تدخل حملة ترامب في انتخابات 2020، بتوجيه عدد من التهم للرئيس الأمريكي السابق.
وأمضى المدعون، سنتين في التحقق مما إذا كان ترامب وحلفاؤه ارتكبوا جرائم خلال محاولة لقلب هزيمته في ولاية جورجيا أمام جو بايدن بفارق أقل من 12 ألف صوت، ولم تكشف إيميلي كورس المتحدثة باسم هيئة المحلفين، عما إذا كان ترامب من بين الذين توصي الهيئة باتهامهم.
أزمة المدعية العامة في نيويورك
في سبتمبر 2022، رفعت المدعية العامة في نيويورك ليتيتيا جيمس، دعوى مدنية ضد ترامب وعائلته "لقيامهم بتضخيم تقييمات أصول وخفض صافي ثروته بالمليارات بهدف الحصول على مزايا ضريبية وتأمينية"، بحسب المدعية، قائله إن مكتبها يسعى إلى تغريم الرئيس السابق 250 مليون دولار.
وفي 2019 بدأت جيمس، تحقيقًا حول أعمال ترامب التجارية، ما دعاه لرفع دعوى قضائية عليها، في محاولة منه لوقت التحقيق، وذلك في ديسمبر 2021، ولطالما جادل هو ومحاموه بأن تحقيق جيمس، ذا دوافع سياسية.
أزمة العالم العربي
لا ينسى العالم العربي والفلسطينيون، الغضب الذي أشعله الرئيس الأمريكي السابق، عندما قرر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، في 6 ديسمبر 2017، قبل أن يتم الاحتفال بافتتاحها في 14 مايو 2018، بحضور أكثر من 32 دولة.
من هو دونالد ترامب؟
ولد الجمهوري دونالد ترامب، في ضاحية كوينز في نيويورك في 14 يونيو 1946، وكان يشكو من الإفراط في النشاط، وعندها قرر والداه إلحاقه بكلسة عسكرية عند بلوغه سن المراهقة.
بحسب "بي بي سي"، التحق ترامب بجامعة فوردهام، عام 1964، وقضى فيها سنتين قبل أن ينتقل إلى كلية وارتون للتجارة وإدارة الأموال التابعة لجامعة بنسيلفانيا، وحصل منها على شهادة في الاقتصاد.
بدأ ترامب عمله في شركة "اليزابيث ترامب وابنها" التي يملكها والده، وهو في الجامعة، وأصبح المرشح الأكثر حظًا لخلافه والده، عندما قرر شقيقه الأكبر فريد، أن يصبح طيارًا، ثم مات بعد ذلك بعمر 43 عامًا، نتيجة إدمانه الكحول، وهو الحدث الذي قال ترامب إنه أقنعه بتجنب الكحول والتدخين طوال حياته.
في 1971، عُين ترامب مديرًا في شركة والده، وغيّر اسمها إلى "مؤسسة ترامب"، وسعى لتغيير مجال تخصص الشركة من المباني السكنية، إلى مجال تشييد المباني التجاري.
نفذ ترامب مشروعه الكبير الأول، عام 1978، بتحويل فندق كومودور المتهالك في نيويورك الى فندق غراند حياة، واتفق مع بلدية المدينة على إعفاء الفندق، من الضرائب لمدة 40 عاما مقابل تقاضيها حصة من الأرباح.
كانت النقلة الكبيرة في مسيرة ترامب، عام 1983، عندما شيّد برج ترامب المكون من 58 طابقًا، بشارع "فيفث أفنيو"، ووقتها تولت زوجته الأولى إيفانا، العارضة السابقة التي تزوجها، عام 1971، مسؤولية التصاميم الداخلية الفخمة للمبنى، قبل أن يطلّقها في عام 1990، لتشتعل بينهما المعارك القضائية.
وفي الفترة من 1996 وحتى 2015، كان ترامب أحد مالكي امتياز مسابقات ملكة جمال الكون، وملكة جمال المراهقات الأمريكيات، وملكة جمال الولايات المتحدة.
أطلق ترامب في 2003، برنامجًا تلفزيونيًا، على قناة "أن بي سي"، يسمى "المتدرب"، يتنافس فيه المشاركون للفوز بوظيفة إدارية في مؤسسته، وتلقى 213 مليون دولار من القناة لقاء ذلك حسب جرد مالي، إذ استمر البرنامج لـ14 موسمًا.
اقترن ترامب للمرة الثانية، بالممثلة مالا ميبلز عام 1993، ورزق منها بطفلة أسماها تيفاني، قبل أن ينفصلا في 1999، وتزوج للمرة الثالثة بالعارضة ميلانيا كناوس، عام 2005، وأنجب منها بارون وليام ترامب.
بدأ طموح ترامب السياسي، لأجل رئاسة الولايات المتحدة عام 1987، وشارك بالفعل في انتخابات عام 2000، مندوبًا، عن حزب "الإصلاح"، وأعلنت نيته للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات 2016، والتي فاز فيها، في يونيو 2015.