تلقت جهود الوساطة الرامية إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس على وقف إطلاق النار في غزة، ضربة من المجلس الوزاري الأمني المصغر للاحتلال "الكابينت"، الذي وافق، مساء أمس الخميس، على بقاء جيش الاحتلال في محور فيلادلفيا.
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن مجلس الاحتلال أقر في اجتماع، الليلة الماضية، الخطط والخرائط حول محور فيلادلفيا، بما يشمل تموضع قوات الاحتلال ونشاطها هناك، في إطار أية صفقة محتملة، زاعمة أنه تم تسليم هذه الأفكار للولايات المتحدة.
وصوت وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، ضد القرار، فيما امتنع وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير عن التصويت.
ونقلت "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤول إسرائيلي بارز، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قال للوزراء خلال الاجتماع، إن "حماس نفذت هجومها في السابع من أكتوبر بسبب عدم سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا"- على حد زعمه.
وقالت هيئة عائلات المحتجزين في غزة، إن نتنياهو لا يضيع فرصة لإفشال إبرام صفقة تبادل. وأضافت الهيئة أن التصديق على بقاء جيش الاحتلال في محور فيلادلفيا يثبت أن نتنياهو لا يضيع فرصة لإفشال إبرام صفقة تبادل.
وكشف تقرير بثته القناة 12 الإسرائيلية، أن نتانياهو، طلب مؤخرًا عقد اجتماع للحكومة في محور فيلادلفيا، لكن هذا الطلب قوبل بالرفض، حسبما جاء في صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
ويقع محور فيلادلفيا على امتداد الحدود بين مصر وغزة بطول 14.5 كيلومتر وعرض 100 متر، ولكنه يعتبر "منطقة عازلة" وفق اتفاقية "كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل خلال عام 1979.
وبموجب كامب ديفيد، يتوجب على قوات الاحتلال الانسحاب من فيلادلفيا، لكن نتنياهو يصر على الاحتفاظ بالسيطرة على المحور، وهو ما أكدت القاهرة مرارًا رفضها القطعي له، لأنه يمثل تهديدًا للأمن القومي المصري.
ومؤخرًا، نقلت قناة "القاهرة الإخبارية" عن مصدر رفيع قوله، إن مصر "جددت تأكيدها لجميع الأطراف المعنية بعدم قبولها أي تواجد إسرائيلي بمعبر رفح أو محور فيلادلفيا".
وجرت خلال الأسبوع الماضي، جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة في القاهرة، بمشاركة مسؤولين من الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل وقطر، وذلك بعد أسبوع من مفاوضات جرت في الدوحة دون تحقيق نتائج.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطلع على مفاوضات الهدنة والتبادل، الاثنين الماضي، قوله إن "احتمال التوصل لصفقة ليس كبيرًا ما دام هناك تمسك بالبقاء في محور فيلادلفيا".
وأفادت القناة 13 الإسرائيلية، الاثنين الماضي، بأن نتنياهو عقد عدة اجتماعات لمناقشة تطورات المحادثات المتعلقة بإطلاق سراح المحتجزين، بعد عودة الوفد الإسرائيلي من جولة المفاوضات التي عقدت في القاهرة، الأحد الماضي.
ونقلت القناة عن مصدر سياسي لم تسمه، قوله في ختام الاجتماعات إنه لم يتم تحقيق أي تقدم في المحادثات حتى الآن، على الرغم من الجهود المبذولة.
ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن ديوان رئيس الوزراء أن نتنياهو "مصمم على بقاء محور فيلادلفيا بيد إسرائيل". وأضافت القناة نقلًا عن نتنياهو قوله "لا يهمني موقف المؤسسة الأمنية والعسكرية بشأن محور فيلادلفيا".
لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، يفضل الانسحاب من محور فيلادلفيا لمدة 6 أسابيع، وفق القناة الإسرائيلية الـ12.
وجاء ذلك فيما كشف الوزير المستقيل من مجلس الحرب الإسرائيلي، غادى آيزنكوت، عن خطة نتنياهو، الخفية لاحتلال غزة وفرض حكم عسكري عليه.
وقال آيزنكوت إن وزيري الحكومة، إيتمار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش، يقودان نتنياهو نحو سياسة تتعارض مع أهداف الحرب، ورئيس الوزراء يرفض رؤية الصورة الشاملة، ويظل أسيرًا لتصريحاته عن النصر المطلق.
وفى تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، تم الكشف عن منصب جديد في جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث بدأ الجيش تقبل حقيقة أن مسؤوليته عن قطاع غزة ستستمر لسنوات، وستتوسع، ما سيُبقى نحو ٢ مليون فلسطيني تحت مسؤوليته.
وأكد مسؤول أمنى كبير، للصحيفة، أن هذا المنصب ليس استعراضيًّا؛ بل سيكون له دور مهم لسنوات مقبلة، مشيرًا إلى أن السيطرة والتدخل الإسرائيليين في قطاع غزة لن ينتهيا قريبًا.
وستكون مهمة الوحدة الجديدة التعامل مع القضايا التكتيكية اليومية، مثل توصيل المساعدات الإنسانية، وإصلاح البنية التحتية المدمرة، بالإضافة إلى الاتصال المنتظم مع منظمات الإغاثة الأجنبية، كما ستقود تحركات استراتيجية مدنية طويلة المدى للحصول على الشرعية الدولية لمواصلة القتال في غزة دون حدوث أزمة إنسانية أو مجاعة.