الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مفاوضات الهدنة والتبادل.. الوسطاء يسابقون الزمن لوقف الحرب على غزة

  • مشاركة :
post-title
الفلسطينيون في نزوح مستمر جراء العدوان الإسرائيلي

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

تبذل دول الوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، جهودًا مكثفة لدفع إسرائيل وحماس، إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وإبرام صفقة تبادل المحتجزين في القطاع مقابل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

وجرت على مدى اليومين الماضيين، جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، في العاصمة القطرية الدوحة، أثمرت عن تخفيف مواقف المفاوضين الإسرائيليين من قضايا بما في ذلك السيطرة العسكرية الإسرائيلية على أراضٍ محددة في غزة، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن وسطاء. ومع ذلك، لم يوقع زعماء من إسرائيل وحماس علنًا على هذه التحولات في المواقف.

وتُجرى المفاوضات على أساس طرح أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن في 31 مايو الماضي، وينص على ثلاث مراحل تشمل وقفًا لإطلاق النار وانسحابًا لقوات الاحتلال من المناطق المأهولة في غزة وإدخال مساعدات للقطاع وإطلاق أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

وأصدرت دول الوساطة بيانًا مشتركًا بعد انتهاء المحادثات في الدوحة، أمس الجمعة، وصفت فيه الاجتماعات بأنها جادة وبناءة، وقالت إنه تم تقديم اقتراح لجسْر الهوة لكل من إسرائيل وحماس للتغلب على الفجوات بين الجانبين.

وذكر البيان المشترك، أنه على مدى الـ48 ساعة الماضية في العاصمة القطرية الدوحة، انخرط كبار المسؤولين من حكومات الدول الثلاث في محادثات مكثفة كوسطاء بهدف إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن المحتجزين، وكانت هذه المحادثات جادة وبناءة وأُجريت في أجواء إيجابية.

وأمس الجمعة في الدوحة، قدمت دول الوساطة لكلا الطرفين اقتراحًا يقلص الفجوات بين الطرفين، ويتوافق مع المبادئ التي وضعها بايدن في 31 مايو 2024، وقرار مجلس الأمن رقم 273، بحسب البيان.

وأضاف البيان، أن هذا الاقتراح يبني على نقاط الاتفاق التي تحققت خلال الأسبوع الماضي، ويسد الفجوات المتبقية بالطريقة التي تسمح بالتنفيذ السريع للاتفاق.

وأشار البيان إلى أن الفرق الفنية ستواصل العمل خلال الأيام المقبلة على تفاصيل التنفيذ، بما في ذلك الترتيبات لتنفيذ الجزئيات الإنسانية الشاملة للاتفاق، بالإضافة إلى الجزئيات المتعلقة بالمحتجزين والأسرى.

وقال البيان "إن كبار المسؤولين من حكوماتنا سيجتمعون مرة أخرى في القاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل آملين التوصل إلى اتفاق وفقًا للشروط المطروحة اليوم".

ونقلت شبكة" سي. إن. إن" الأمريكية، عن مصدر إسرائيلي، أن وفدًا على مستوى العمل بقي في الدوحة، ومن المتوقع أن يتوجه وفد آخر على مستوى العمل إلى القاهرة هذا الأسبوع، للعمل على التفاصيل الفنية لتنفيذ الاتفاق، بحسب المصدر.

كما نقلت الشبكة عن دبلوماسي إقليمي مطلع على المفاوضات، أن نقاط الخلاف المستمرة بالنسبة لحماس هي القيود التي تفرضها إسرائيل على حركة الأشخاص من جنوب غزة إلى شمالها، ومطالبتها بحق النقض بشأن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، فضلًا عن استمرار وجودها في ممر فيلادلفيا والجانب الفلسطيني من معبر رفح.

ولم تشارك حماس في مفاوضات الدوحة، لكن الحركة على تواصل دائم مع الوسطاء الذين أرسلوا إليها نهاية ما قدموه على أنه اقتراح تسوية "يسد الفجوات المتبقية بالطريقة التي تسمح بتنفيذ وقف إطلاق النار في قطاع غزة"، حيث تتواصل الحرب منذ أكثر من عشرة أشهر، وفق وكالة "فرانس برس".

ويقول المفاوضون والمسؤولون إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وزعيم حماس يحيى السنوار، قاوما التوصل إلى اتفاق، حسبما تؤكد "وول ستريت جورنال".

وكانت إحدى القضايا المهمة في الجولات الأخيرة من المحادثات إصرار نتنياهو على إبقاء القوات الإسرائيلية في ممرين استراتيجيين في غزة، وهما "فيلادلفيا ونتساريم".

وتشمل نقاط الخلاف الأخرى ما إذا كان أي وقف للقتال سيكون مؤقتًا أم دائمًا، وفحص الفلسطينيين العائدين إلى شمال غزة، وأي الأسرى الفلسطينيين سيتم الموافقة على إطلاق سراحهم، وعدد المحتجزين الأحياء الذين سيتم إطلاق سراحهم.

وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن، إن المحادثات الأخيرة كانت على الأرجح "الأكثر بناءً خلال 48 ساعة التي أمضيناها في هذه العملية منذ عدة أشهر"، حيث توصلنا إلى ما أشار إليه المسؤول بأنه "اقتراح شامل لسد الفجوات بين الجانبين".

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مصادر مطلعة على المحادثات، إن الفريق الإسرائيلي أبدى استعداده لمناقشة سحب قواته العسكرية شرقي ممر فيلادلفيا، والذي سيطرت عليه قوات الاحتلال في أواخر مايو.

وحسب الصحيفة، ستدعو مصر الفصائل الفلسطينية إلى القاهرة لمناقشة آلية للسيطرة على الممر.

وقالت المصادر إن إسرائيل وافقت على زيادة عدد شاحنات المساعدات المتجهة إلى غزة كل يوم إلى 600، مع قيام الأطراف بمراقبة دخول وتسليم المساعدات من خلال مكاتب تم إنشاؤها حديثًا.

وأضافت المصادر أن إسرائيل قلصت أيضًا قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين رفضت إطلاق سراحهم في السابق بنحو النصف.

ويتوجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل لتجاوز آخر التباينات تمهيدًا للتوصل إلى اتفاق، وجاء في بيان للخارجية الأمريكية أن بلينكن يغادر الولايات المتحدة، اليوم السبت، في مسعى إلى "إبرام اتفاق لوقف النار وإطلاق سراح المحتجزين والأسرى من خلال الاقتراح" الذي قدمته الولايات المتحدة، أمس الجمعة، خلال محادثات الدوحة.

وفي وقت سابق من أمس، قال الرئيس الأمريكي: "نحن أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة".

وقد تضطر إسرائيل وحماس إلى إبداء قدر أكبر من المرونة في الأيام المقبلة من أجل التوصل إلى اتفاق. ويواجه نتنياهو بالفعل ضغوطًا كبيرة من الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن يتم نقل هذه الضغوط خلال زيارة بلينكن إلى إسرائيل، الأسبوع المقبل.