الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سلسلة من أوامر الإخلاء.. الاحتلال يعرقل تطعيم أطفال غزة ضد الشلل

  • مشاركة :
post-title
شلل الأطفال يهدد أطفال غزة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

أعلنت الأمم المتحدة عجزها عن العمل في غزة، بسبب سلسلة أوامر الإخلاء الإسرائيلية، التي تجبر الفلسطينيين على النزوح إلى مناطق أصغر وأكثر بُعدًا، قبل أيام من الجهود الحاسمة لاحتواء تفشي مرض شلل الأطفال في القطاع، وفق صحيفة "الجارديان" البريطانية.

وحذّر عمال الإغاثة من أنه دون هدنة إنسانية في غزة فإن حملة التطعيم ضد شلل الأطفال المقرر أن تبدأ قريبًا قد تفشل في الوصول إلى عدد كافٍ من الأطفال لوقف انتشار الفيروس، الذي تم اكتشافه في القطاع هذا الشهر لأول مرة منذ 25 عامًا.

وأصيب طفل رضيع بالشلل جزئيًا بسبب المرض، وحذّر خبراء الصحة من أنه قد ينتشر بسرعة في غزة، نظرًا للوضع الصحي المتردي والاكتظاظ في مخيمات النازحين.

وقال جوناثان كريكس، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "اليونيسيف" في المنطقة: "الأمر المؤكد هو أنه يكاد يكون من المستحيل قيادة حملة تطعيم ضد شلل الأطفال على نطاق واسع في منطقة قتال نشطة"، بحسب الصحيفة. 

وتم تسليم أكثر من 25 ألف قارورة من لقاح شلل الأطفال ومعدات التبريد إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم، لكن الاحتلال يرفض وقف القصف على القطاع للسماح باستمرار جهود التطعيم بأمان وفعالية.

وبحسب الأمم المتحدة، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي 16 أمر إخلاء، أغسطس الجاري، وهو رقم قياسي، ما أجبر 12% من سكان المنطقة على الرحيل خلال بضعة أيام، واضطرت الغالبية العظمى من المتضررين إلى النزوح عدة مرات، منذ بدء الحرب على غزة قبل نحو 11 شهرًا.

وقوضت أوامر الإخلاء الإسرائيلية تحركات عمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة مثل السائقين، حول القطاع. 

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: "إن أوامر الإخلاء هذه تجعل عملنا مستحيلًا تقريبًا"، مضيفًا أن العمل الجاري لا يمثل سوى "نصف قطرة في برميل" مقارنة باحتياجات 2.2 مليون فلسطيني محاصرين في غزة.

وقالت جولييت توما، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" الأونروا": "إن قدرتنا على القيام بالعمل الإنساني وتنفيذه تتضاءل كل ساعة. وفي كل مرة تصدر فيها أوامر الإخلاء، نتأثر، لأن موظفينا المحليين يتنقلون باستمرار، وهم العمود الفقري للعملية الإنسانية".

واستهدفت أوامر الإخلاء الأخيرة مدينة دير البلح وسط غزة، التي أصبحت مركزًا إنسانيًا بعد أن استهدفت هجمات جيش الاحتلال خان يونس ورفح الفلسطينية جنوب القطاع.

وشمل أمر الإخلاء الأخير الصادر، الأحد الماضي، 4 مستودعات تابعة للأمم المتحدة في دير البلح و15 مبنى تستخدمها وكالات الإغاثة.

وتستهدف أوامر الإخلاء بشكل متزايد تجميع أعداد هائلة من الفلسطينيين النازحين في منطقة تبلغ مساحتها 41 كيلومترًا مربعًا على ساحل غزة في المواصي بالقرب من خان يونس.

وحسب تقرير صدر، أمس الأول الاثنين، عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، فإن "الاكتظاظ الشديد بكثافة تتراوح بين 30 ألف إلى 34 ألف فرد لكل كيلومتر مربع، أدى إلى تفاقم النقص الحاد في الموارد الأساسية مثل المياه والصرف الصحي ولوازم النظافة والخدمات الصحية والحماية والمأوى".

وتقع المستودعات المبردة التي يتم تخزين قوارير لقاح شلل الأطفال فيها في دير البلح، وأوامر الإخلاء تعوق قدرة عمال الإغاثة على التحرك والبحث عن أطفال غزة المشتتين، بما في ذلك أكثر من 50 ألف طفل يقدر أنهم ولدوا منذ بداية الحرب، ومن غير المرجح إلى حد كبير أن يكونوا قد حصلوا على أي تطعيمات على الإطلاق.

ولكي تكون حملة التطعيم فعّالة في احتواء تفشي شلل الأطفال، يجب أن تصل الجولة الأولى من الجولتين من اللقاح إلى 90% من هؤلاء الأطفال وبقية 640 ألف طفل في غزة تحت سن العاشرة، وسيتعين تحقيق ذلك بسرعة لوقف انتقال الفيروس قبل أن ينتشر أو يتحور.

وقال المتحدث باسم اليونيسيف: "من المهم للغاية تنفيذ حملة التطعيم هذه في غضون أيام قليلة، ما بين خمسة إلى سبعة أيام هو ما نطلبه".