ما بين التهديدات والوعود.. أطلقت كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، خطتها الخاصة بملف الإسكان، وذلك في الوقت الذي يزداد فيه فقدان الأمريكيين لمنازلهم ضمن ما يعرف بـ"حبس الرهن"، الذي ارتفع إلى مستويات قياسية.
ومن المنتظر أن تنطلق الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، التي تُجرى كل أربع سنوات، الثلاثاء 5 نوفمبر المقبل، وبات التنافس بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مرشح الجمهوريين وكامالا هاريس نائبة جو بايدن، على أن يتم إعلان الفائز في يناير 2025.
ارتفاع التكاليف
يعد امتلاك منزل واحد من أهم المصاعب التي تواجه الأسر الأمريكية على مدار العقود الماضية؛ بسبب ارتفاع التكاليف، ما يدفعهم للإيجار، وبحسب صحيفة "ذا هيل" البريطانية، كانت المرشحة الأمريكية كامالا هاريس واحدة من الأمريكيين الذين عانوا هذا الأمر.
وكشفت حملة نائبة الرئيس الأمريكي عن إعلان جديد يسلّط الضوء على خطتها لخفض تكاليف الإسكان وإنهاء النقص في المنازل، وذلك ضمن الحملات التي تواصل إطلاقها من أجل حصد أصوات الأسر الأمريكية المتوسطة، بعد ما وضعت المرشحة الديمقراطية لمسة شخصية على الاقتراح.
البيت الكامل
وركّز الإعلان، الذي انتشر على معظم وسائل الإعلام المرئية وإعلانات الطرق وحمل عنوان "البيت الكامل"، على خطة هاريس السكنية لكل الأمريكيين، وروت "هاريس" بنفسها داخل الإعلان قصتها، التي كشفت فيه عن أنهم كانوا مستأجرين طوال معظم حياتها.
يأتي ذلك في الوقت الذي ارتفعت فيه عمليات إجلاء الأمريكيين عن منازلهم، فيما يُعرف باسم "حبس الرهن"، خلال عام 2023 بصورة كبيرة في العديد من الولايات بنسبة 136%، بسبب تخلفهم عن سداد القروض والأقساط المستحقة، ما دفع البنوك الأمريكية لاستعادة المنازل وعرضها للبيع مرة أخرى عن طريق المزادات.
إجراءات صارمة
وفي الإعلان، أكدت كامالا هاريس، أن والدتها كانت تدخر لأكثر من عقد من الزمان لشراء منزل، مشيرة إلى أنها تتذكر جيدًا عندما جاء ذلك اليوم ومدى الحماسة التي كانوا بها بعد امتلاك منزل، لافتة إلى أنه من المؤسف ما يحدث في الوقت الحالي.
وأصبح امتلاك منزل بعيد المنال بالنسبة للعديد من الأسر الأمريكية، بحسب هاريس، لذا توعدت باتخاذ إجراءات صارمة ضد أصحاب العقارات من الشركات التي تشتري المساكن وتؤجرها بأسعار مرتفعة، دون النظر إلى ما يفعله ذلك في المواطنين.
الاقتصاد أولًا
كما تعهدت كامالا هاريس ببناء منازل جديدة وإيجارها للأمريكيين بأسعار معقولة، وتدعو خطتها إلى بناء ثلاثة ملايين وحدة سكنية، وحافز ضريبي لمطوري المنازل، من أجل بناء "منازل أولية"، وإنشاء صندوق ابتكار بقيمة 40 مليار دولار للحكومات المحلية لبناء المساكن.
ويعد الإعلان الجديد جزءًا من حملة إعلامية مدفوعة الأجر بقيمة 90 مليون دولار لحملة هاريس حتى نهاية أغسطس الجاري، وهو ثالث إعلان لها يركّز على الاقتصاد وخفض التكاليف، حيث يعطي الناخبون الأمريكيون، الأولوية لمحافظهم وجيوبهم، وفقًا لاستطلاع شبكة "في أو إي" الأمريكية، معتبرين الاقتصاد هو القضية الأكثر أهمية في تحديد كيفية التصويت.
حبس الرهن
وتبين أن الأمريكيين لا يهتمون كثيرًا بأي أمور مثل المناخ وصحة المحيطات، عندما يكونوا عاطلين عن العمل ولا يستطيعون العثور على سكن أو وظيفة، لذلك يضعون الاقتصاد في الاعتبار بالنسبة لهم عند الاختيار بين المرشحين خلال الانتخابات المنتظرة، كونه يتحكم في كل شيء.
وقام المقرضون من البنوك بتفعيل أنشطة حبس الرهن في أكثر من 270 ألف منزل بزيادة قدرها 9%، تتصدرها ولايات كاليفورنيا وتكساس وفلوريدا، بينما انخفضت عمليات إعادة ملكية المنزل مرة أخرى للمواطنين، بنسبة 2% العام الماضي مقارنة بـ2022، وشهدت ولايات ميشيجان وبنسلفانيا وكاليفورنيا أعلى رقم.