الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

علي إسماعيل.. الموسيقار صاحب النغمات الخالدة

  • مشاركة :
post-title
الموسيقار المصري الراحل علي إسماعيل

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

مئة عام مرت على ميلاد الموسيقار المصري الكبير علي إسماعيل، ولا تزال ألحانه خالدة بيننا تتبادلها كل الأجيال، وتبحث وراء هذا الإبداع الكبير الذي قدمه الموسيقار العملاق، الذي كانت نشأته وانتماؤه لأسرة فنية سببًا في تحريك مواهبه واكتشاف نفسه في الموسيقى، فهو ابن إسماعيل خليفة مدرس الموسيقى وقائد فرقة الموسيقى الملكية.

علي إسماعيل المولود في مثل هذا اليوم عام 1922، اجتهد ودرس الموسيقى وغامر حتى يصنع تاريخه وهو ابن الثامنة عشر من عمره، وتقول ابنته "شجون" في لقاء متلفز: "كان يحدد مسار حياته، ولم يقتصر فنه على لون مميز من الموسيقى، فهو الموزع والملحن والمُطور والموسيقي، والمايسترو هو توليفة عمل عليها كثيرًا ليصنع اسمه ويخلّده بين التاريخ".

محب للفن والإبداع

كان يعمل علي اسماعيل ليلًا ونهارًا دون أن يمل، فهو العاشق لموسيقاه والمُحب للفن والإبداع، فلم ينقطع عن منزله زيارات كبار المطربين والشعراء والملحنين، وبرغم فترة عمله القصيرة إلا أنه قدّم ما يقرب من 350 عملًا فنيًا حفر بها اسمه بين العظماء.

مُبشر النصر

علي إسماعيل الذي تزوج من الشاعرة الغنائية نبيلة قنديل كان مهمومًا بالوطن، وقدّم عددًا من الأغاني الوطنية البارزة التي ظلت موجودة في وجدان الشعب المصري حتى الآن، فهو من قدّم "رايحين شايلين في ايدنا سلاح" قبل حرب 1973 ليعتبره الجمهور مُبشر النصر، ولحّن أغنية "أم البطل" لشريفة فاضل، "ودع سمائي" لفايدة كامل وغيرها.

ولم تقف إسهاماته في الأغاني الوطنية عند هذا الحد، فقد اختير عام 1972 ليقدم النشيد الوطني الفلسطيني.

أسس علي اسماعيل فرقة رضا الشهيرة للأخوين على ومحمود رضا، وألّف موسيقى كل الرقصات الخاصة بالفرقة، فمن ينسى "الأقصر بلدنا" و"رنة خلخالي"، وغيرهما من الأعمال التي سافروا بها بلاد العالم.

وكلما كانت تكبر فكرة فرقة رضا، كان يزيد طموحهم لأن يقدموا أفلامًا استعراضية، لذلك ظهر فيلم "غرام في الكرنك" الذي لا ينسى، من استعراضات محطة مصر حتى حتشبسوت والكرنك، وغيرها من الأغاني التي ما زالت باقية إلى الآن، حسبما قالت "شجون" ابنته في تصريحات لموقع "القاهرة الإخبارية".

طقوس الإبداع

تؤكد "شجون" أن والدها لم يكن لديه طقوس في العمل ولا يستسهل في تقديم الاستعراضات، وكان يسافر ويشاهد فولكلور البلد والثقافة المتوارثة هناك، ولديه باع من الثقافة لأن يعرف طبيعة الآلات التي يستخدمها وتتناسب مع المكان حتى يشعر أهل المكان أنه ساكن بين تفاصيلهم.

أغنية "الأقصر بلدنا" الشهيرة في فيلم "غرام في الكرنك" حرص علي إسماعيل على اختياره للحن المستخدم من ثقافة البلد، حسبما تؤكده ابنته، وتقول: "استخدم على سبيل المثال إيقاع من حدوة الحصان لأن الخيل من تراث المدينة، وفي النهاية كل مَن في العمل بذلوا جهودًا متكاتفة أخرجت فيلمًا عاش حتى الآن، ويُرمم ويعرض للجمهور".

أفنى حياته للفن

علي إسماعيل الذي قدّم أعمالًا لعبد الحليم حافظ وكبار المطربين، وصنع موسيقى أفلام" الأيدي الناعمة" و"السفيرة عزيزة"، و"الاختيار" و"الأرض"، حرصت وزارة الثقافة المصرية أن تحتفي باسمه وتكرمه في الدورة المنقضية من مهرجان الموسيقى العربية، وتسلمت ابنته "شجون" التكريم، وحرصت على إلقاء كلمة وقتها قالت فيها إن والدها يعيش في وجدان المصريين.

علي إسماعيل أفنى حياته بالفعل للفن، ففي عام 1974 وأثناء انغماسه في تنفيذ أحد الأعمال وقع مغشيًا عليه عن عمر 52 عامًا لتنطوي صفحته في التاريخ، ولكن نغماته ما زالت باقية بين الأجيال.