الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عاصفة بن جفير .. مخطط لبناء كنيس يهودي في قلب الأقصى

  • مشاركة :
post-title
وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن جفير

القاهرة الإخبارية - عبدالله على عسكر

في تصعيدٍ خطيرٍ يزيد من حدة التوترات في المنطقة، أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتمار بن جفير، عن نيته بناء كنيس يهودي في المسجد الأقصى بالقدس. وهو الإعلان الذي تزامن مع حرب إبادة عنيفة وقاسية تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة، ما أثار ردود فعل غاضبة من قبل الفلسطينيين والمجتمع الدولي.

مشروع استفزازي

وفي تصريحاته المُتكررة، التي تتحدى سياسة الحكومة الإسرائيلية التي تحظر صلاة اليهود في الموقع، أكد بن جفير خلال مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي "أنه لو كان بمقدوره، لوضع العلم الإسرائيلي في الموقع وبناء كنيس هناك"، وعندما سأله صحفي عدة مرات عمّا إذا كان سيبني كنيسًا في الموقع لو كان الأمر متروكًا له، أجاب: "نعم".

وتسببت دعوات "بن جفير" للسماح لليهود بالصلاة في باحة المسجد الأقصى في القدس المحتلة، والمعروف باسم جبل الهيكل بالنسبة لليهود، في "عاصفة سياسية"، حسبما ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم".

رمز ديني ونقطة توتر

يعد المسجد الأقصى ثالث أقدس موقع في الإسلام ورمزًا للهوية الوطنية الفلسطينية، في حين يزعم اليهود أنه موقع الهيكل الثاني الذي دمره الرومان عام 70 م.

وزادت تصريحات بن جفير التي تتجاهل الوضع الراهن في الموقع المقدس من حدة التوتر في القدس، حيث يسمح لليهود بزيارة الموقع خلال ساعات محددة دون الصلاة فيه أو إظهار الرموز الدينية، وفق "فرانس 24".

ردود فعل إسرائيلية

أثارت تصريحات بن جفير موجة من الغضب والإدانة، حيث أدان العديد من المسؤولين الإسرائيليين تصريحاته، وقال بيان من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "إنه لا يوجد تغيير في السياسة الحالية".

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، على موقع "إكس": "تحدي الوضع الراهن في الحرم القدسي هو عمل خطير وغير ضروري وغير مسؤول، إن تصرفات بن جفير تشكل خطرًا على الأمن القومي لدولة إسرائيل".

وفي بيان له على موقع "إكس"، وجه بيني جانتس، زعيم حزب الوحدة الوطنية الإسرائيلي، إدانة لـ"بن جفير"، وقال: "لا أحد يتوقع الأفضل من الوزير بن جفير، ولا من رئيس الوزراء الذي يسمح لهذا المتهور بأن يقودنا إلى حافة الهاوية؛ من أجل مصلحة سياسية".

وأضاف "جانتس"، "هناك عناصر مسؤولة داخل هذه الحكومة والائتلاف يطالبها الجمهور بالتحرك، ولن تكفي الإدانات والعبارات المبتذلة، سوف يحكم عليكم التاريخ على دوركم في هذا المسار الخطير".

ردود فعل فلسطينية

من جانبها، أكدت الرئاسة الفلسطينية على لسان المتحدث باسمها، نبيل أبو ردينة، أن المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية خطوط حمراء لن يُسمح بالمساس بها، بينما اعتبرت حركة حماس الفلسطينية في غزة "أن تصريحات بن جفير خطيرة"، داعية الدول العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتها في حماية الأماكن المقدسة.

وأضافت الحركة الفلسطينية، أن "ما كشفه الوزير الإرهابي بن جفير صباح اليوم عن نيته بناء كنيس يهودي داخل المسجد الأقصى المبارك، يمثل إعلانًا خطيرًا يعكس طبيعة نوايا حكومة الاحتلال تجاه الأقصى وهويته العربية والإسلامية، وخطواتها الإجرامية التي تسعى لتهويده وإحكام السيطرة عليه".

بن جفير وزيارة استفزازية

في 13 أغسطس الجاري، أعلن بن جفير أنه صلى في المسجد، ما أثار إدانة واسعة النطاق، بما في ذلك من قبل العديد من الحاخامات الإسرائيليين المؤثرين، وفي أثناء زيارة قام بها أخيرًا للموقع، صوّر بن جفير بيانًا مصورًا أكد فيه معارضته لأي وقف لإطلاق النار في حرب غزة.

وقام بن جفير بزيارة وصفت بالاستفزازية إلى المسجد الأقصى برفقة الوزير إسحاق فاسرلاوف وعضو الكنيست أميت هاليفي، وأظهرت لقطات الفيديو بن جفير وآخرين وهم يصلون في الموقع، في انتهاك واضح لسياسة الحكومة الإسرائيلية.

في ذلك الوقت، أعلن بن جفير في مؤتمر عقده الكنيست أن "المستوى السياسي يقر الصلاة اليهودية في جبل الهيكل"، ما يعكس نواياه في تغيير الوضع القائم، وفشلت الشرطة الإسرائيلية، التي يسيطر عليها "بن جفير" بصفته وزيرًا للأمن القومي، في فرض سياسة الحكومة التي تحظر الصلاة اليهودية في الموقع، وفق "فرانس 24".

رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق آرييل شارون
استحضار تاريخ الدماء

تعود هذه التطورات إلى الذاكرة الفلسطينية أحداث سبتمبر 2000، عندما قام رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، آرييل شارون، بجولة في المسجد الأقصى، ما أشعل الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

تلك الجولة كانت محاطة بنحو ألف من أفراد شرطة مكافحة الشغب المسلحين؛ وأدت إلى احتجاجات فلسطينية واسعة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

ويعكس إعلان بن جفير عن نيته بناء كنيس يهودي في المسجد الأقصى تحولًا خطيرًا في السياسة الإسرائيلية تجاه الأماكن المقدسة، في ظل هذا التصعيد، تبقى المنطقة على حافة انفجار جديد، قد يعيد إلى الأذهان أحداثًا دموية سابقة ويهدد بمزيد من التوترات في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة.