الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اعتقال مؤسس "تليجرام".. مستقبل منصات التواصل ينتظر مصير "دوروف"

  • مشاركة :
post-title
مؤسس شركة تليجرام والرئيس التنفيذي لها بافيل دوروف

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في تطورٍ لافتٍ يعكس تصاعد التوترات بين السُلطات الفرنسية وشركات التكنولوجيا الكبرى، ألقت الشرطة الفرنسية القبض على بافيل دوروف، مؤسس تطبيق تليجرام، فور وصوله إلى فرنسا.

وحسب مجلة "ذا كونفرسيشن" الأمريكية، قد تكون لهذه الحادثة تداعيات كبيرة تتجاوز حدود تيليجرام؛ لتطال شركات التكنولوجيا الكبرى حول العالم، مما يطرح تساؤلات جديدة حول مستقبل الرقابة الرقمية والسيادة الوطنية على الفضاء الإلكتروني.

تأثير اعتقال دوروف

أصبح بافيل دوروف، مؤسس تيليجرام، أحدث ضحايا التصعيد بين القوى الدولية وشركات التكنولوجيا، ففور وصوله إلى فرنسا على متن طائرته الخاصة، ألقت الشرطة الفرنسية القبض عليه، متهمة إياه بتسهيل الجرائم عبر منصته الشهيرة.

وبحسب "أكسيوس"، رفضت شركة تيليجرام هذه الاتهامات ووصفتها بالسخيفة، معتبرة أن المنصة أو مالكها لا يمكن تحميلهما مسؤولية سوء استخدام المستخدمين لها.

من هو بافيل دوروف؟

ولد بافيل دوروف في روسيا عام 1984، ويحمل الجنسية الفرنسية، وبدأ مسيرته التكنولوجية بتأسيس موقع التواصل الاجتماعي "فكونتاكتي" في عام 2006، والذي لا يزال يحظى بشعبية كبيرة في روسيا. بعد خلاف مع المالكين الجدد للشركة، ترك دوروف منصبه عام 2014، مفضلًا التركيز على مشروعه الجديد، تطبيق تيليجرام.

أصبح تيليجرام منصة مشهورة بفضل التشفير القوي الذي توفره، ما جعلها وسيلة مفضلة لدى المعارضين للحكومات، وأيضًا بين الجماعات المتطرفة والمجرمين.

دوروف هدفًا غريبًا للسُلطات الفرنسية؟

يعتبر البعض أن استهداف السلطات الفرنسية لدوروف يمثل هدفًا غريبًا، خاصة في ظل وجود تطبيقات أخرى مثل واتساب، التي تتمتع بتشفير مماثل، بينما تزداد استفزازات خطاب الكراهية على منصات أخرى مثل X (تويتر سابقًا). ورغم أن دوروف نفسه لم يُتهم بإنتاج محتوى غير قانوني، فإن التهم الموجهة إليه تتعلق بتسهيل المحتوى غير القانوني عبر منصته.

القضية بين تليجرام والحكومات

تجد تليجرام نفسها في موقف صعب بين الحكومات المختلفة. في روسيا، تعرضت لضغوط لتسليم بيانات المستخدمين المشاركين في الاحتجاجات ضد الحرب على أوكرانيا. في فرنسا، يواجه دوروف الآن اتهامات بتسهيل الجرائم من خلال منصته.

هذه الضغوط تمثل جزءًا من التحديات الأوسع التي تواجهها منصات التكنولوجيا في التوفيق بين حماية حرية التعبير ومكافحة المحتوى غير القانوني.

مفاوضات مُربكة

يمثل اعتقال دوروف فصلًا آخر من فصول المفاوضات المربكة والمتناقضة في كثير من الأحيان حول مقدار المسؤولية التي تتحملها المنصات عن المحتوى الموجود على مواقعها. تعمل هذه المنصات، التي تشمل منصات المراسلة المباشرة مثل Telegram وWhatsApp، فضلًا عن خدمات أوسع نطاقًا مثل تلك التي تقدمها Meta's FacebookوMusk's X، في جميع أنحاء العالم. وعلى هذا النحو، فإنهم يتنافسون مع مجموعة واسعة من البيئات القانونية.

مسؤولية المحتوى

تتزايد الضغوط لتحميل المنصات المسؤولية عن كيفية إدارة مستخدميها ومحتواها، ففي أوروبا، تهدف اللوائح الأخيرة مثل قانون حرية الإعلام إلى منع المنصات من حذف أو حظر منتجي الأخبار ومحتواهم بشكل تعسفي، في حين يتطلب قانون الخدمات الرقمية أن توفر هذه المنصات آليات لإزالة المواد غير القانونية.

ولدى أستراليا قانونها الخاص للسلامة عبر الإنترنت لمنع الأضرار من خلال المنصات، على الرغم من أن القضية الأخيرة التي تتعلق بـ X تكشف أن قدرتها قد تكون محدودة للغاية.

التأثيرات المستقبلية

بينما يبقى دوروف قيد الاحتجاز، يبقى مستقبل هذه القضية مفتوحًا على كل الاحتمالات. إذا تمت محاكمته وإدانته، قد يكون لذلك تأثيرات واسعة النطاق على شركات التكنولوجيا الأخرى؛ ما يشجع الحكومات في جميع أنحاء العالم على اتخاذ إجراءات مماثلة ضد هذه المنصات.

وقد تدفع هذه التطورات أيضًا الشركات التقنية إلى إعادة النظر في كيفية تعاملها مع المحتوى الإجرامي وتعاونها مع الحكومات.

ويبقى السؤال الأكبر: هل سيغير اعتقال دوروف مسار الرقابة الرقمية العالمية؟ هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة، في ظل تصاعد التوترات بين الحكومات ومنصات التكنولوجيا حول السيطرة على الفضاء الرقمي.