الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عبد المنعم مدبولي.. وداع قبل تكريم ورؤية ثاقبة لنجوم لامعة

  • مشاركة :
post-title
الفنان المصري عبد المنعم مدبولي

القاهرة الإخبارية - محمود ترك

قبل 24 ساعة فقط من صعوده إلى خشبة المسرح لتكريمه بمهرجان المسرح المصري الأول، ودّع الفنان المصري عبد المنعم مدبولي الحياة يوم 9 يوليو عام 2006، تاركًا ليس فقط إرثًا فنيًا كوميديًا ودراميًا بامتياز، لكن أيضًا مدرسته الإبداعية التي تخرج فيها عدد كبير من الفنانين والنجوم المؤثرين في الفن المصري والعربي.

عبد المنعم مدبولي الذي ولد في مثل هذا اليوم 28 ديسمبر، كان منذ بدايته الأولى يتمتع بروح القيادة لفريق العمل، وعندما شكّل فرقة مسرحية في البداية ضمت عبد المنعم إبراهيم وعدلي كاسب وغيرهما من الفنانين، تولى إخراج أول عرض مسرحي للفرقة وتابع بنفسه عمليات تجهيز المسرح الذي استأجروه بمنطقة وسط البلد في الأربعينيات من القرن الماضي، واللافت للنظر أن الجيل الذي تخرّج في مدرسة عبد المنعم مدبولي كان فخورًا بإعلان أنه أحد تلامذته.

موهبة المدبوليزم

نلمح ذلك الفخر في نبرة صوت فؤاد المهندس، عندما تحدث عن الفنان الراحل في لقاءات تلفزيونية متعددة، قائلًا: "كلنا تعلمنا على يد عبد المنعم مدبولي.. كل هذا الجيل، وأنا على رأسهم، تعلمت الكوميديا منه، صحيح تعلمت من قبل على يد نجيب الريحاني، لكن مدبولي عاصرته وشربت منه الصنعة".

جمعت صداقة قوية بين فؤاد ومدبولي وتشاركا معًا في أكثر من عمل فني منها أفلام "مطاردة غرامية"، "السكرتير الفني"، "المليونير المزيف" وغيرها.

سبق أن دعّم الفنان الراحل الشهير بـ"المدبوليزم" النجمة شويكار في بداية مشوارها الفني، رغم اعترافها له بأنها لا تجيد التمثيل، لكن كان له رؤية مختلفة، وبنظرة فنية خاصة توقع لها مستقبلًا في عالم الفن والكوميديا، ونصحها بأن تحافظ على أسلوبها الخاص وألا تقلد فنانة أخرى.

إضحاك الجمهور أو الحزن

كما يرجع لعبد المنعم مدبولي رفقة فؤاد المهندس اكتشاف موهبة الفنان المصري عادل إمام، الذي لُقب بـ"الزعيم" بعد انتشاره الفني، وكانت بدايته من خلال دور سكرتير محام في مسرحية "أنا وهو وهي" عام 1963، مشيرًا في لقاء إعلامي إلى أنه كان يبحث عن شاب نحيل لتجسيد الدور، ولاحظ من الوهلة الأولى أن الفتى الجديد يمتلك موهبة وإصرار ليعطيه فرصة عمره في المسرحية الشهيرة التي استغلها بذكاء شديد.

من الركائز الأساسية التي يعتمد عليها مسرح عبد المنعم مدبولي الاستفادة من الموقف الكوميدي لأقصى درجة، لإضحاك الجمهور، والبحث دائمًا عن جديد يُقدمه، ويتساءل سرًا مع نفسه عن سبب عدم نجاح جملة أو موقف ظن أنه كوميديًا لكن الجمهور استقبله بفتور، لذا لم يكن غريبًا أن يلمح البعض خارج قاعة المسرح الفنان الكوميدي صامتًا وعلامات الحزن على وجهه، الأمر الذي كشف عنه في لقاء إعلامي قائلًا: "في هذه الحالة أكون حزينًا أفكر لماذا لم يضحك الجمهور.. وفيما أسأت التقدير؟".

كاريزما الفكاهة

الجاذبية المُقنعة أو قوة الحضور، وما يسمى بـ"الكاريزما" امتلك مقوماتها عبد المنعم مدبولي منذ طفولته، إذ كان يحتشد حوله طلبة المدرسة في مرحلة التعليم الابتدائي يشاهدونه يقلد مدرسًا أو زميلًا له، ويقدم اسكتش فكاهيًا، متناسيًا كل أوجاعه من الفقر والحرمان الذي كان يعيشه وقتئذ، إذ توفي ولده بعد قدومه إلى الحياة بـ6 أشهر فقط، وفقدت الأسرة عائلها الوحيد، ليجد في الضحك ضالته لنسيان همومه.

مدرسة الكوميديا

تألق عبد المنعم مبدولي في مختلف الأعمال التي شارك بها، ففي المسرح قدم برنامجه الكوميدي الشهير في خمسينيات القرن الماضي "ساعة لقلبك"، أما في التلفزيون فكان ضيفًا على مائدة رمضان بفوازير "جدو عبده"، وبمسلسلات منها "أبنائي الأعزاء شكرًا"، وفي السينما نجد أعماله المميزة ومنها الكوميدية "الحفيد" والتراجيدي "احنا بتوع الاتوبيس"، والموسيقي "مولد يا دنيا"، أما في عشقه الأساسي المسرح فقدم أعمالًا لا تزال تحقق نجاحًا حتى الآن منها "ريا وسكينة" و"نمرة 2 يكسب" و"هالو شلبي" وغيرها.