الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سمير صبري.. مسيرة نجم أفنى حياته في خدمة الفن

  • مشاركة :
post-title
سمير صبري

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

شكّل رحيل الفنان سمير صبري صدمة كبيرة لجمهوره وأصدقائه من الوسط الفني، وعقب لحظات الصدمة الأولى وبعد أن جفّت الدموع، أدرك البعض حقيقة أن الوطن عربي فقد فنانًا أفنى حياته لخدمة الفن بدروب مختلفة سواء بالغناء أو التمثيل أو الإنتاج وأيضًا تقديم البرامج، حتى آخر لحظة في حياته كان يفكر في تطوير المهرجانات السينمائية، ويضع أفكارًا من أجل صناعة السينما المصرية.

الفنان الذي تمر اليوم 27 ديسمبر، أول ذكرى ميلاد له بعد رحيله، كان مهتما بالفن والسينما منذ الصغر، إذ كانت أسرته تُنمي هذه الموهبة بداخله، وربما قُربه من الفنانين كان عاملًا مساعدًا لزيادة حبه لهذه المهنة التي تخطف وتسحر من يدخلها.

قابل سمير صبري في بداياته الفنان عبد الحليم حافظ بالصدفة، وكان يُقيم معه في نفس العمارة، لكنه خدعه بحيلة للتعرف عليه أكثر، إذ أوهمه بأنه أمريكي يُدعى "بيتر"، وأنه لا يتحدث العربية بشكل جيد، وصدّق عبدالحليم هذه الخدعة لمدة عام كامل، وبالصدفة علم الحقيقة، لكن هذا لم يؤثر على علاقتهما بل توطدت أكثر، وكان يأخذه معه في الإذاعة والبلاتوهات التي يذهب إليها لتصوير وتسجيل أعماله ومنها تعرف على الفنانين والإعلاميين عن قُرب وفتح له باب النجومية، ليكون ظهوره الأول في دور صامت ضمن المجاميع في فيلم "حكاية حب".

كانت وسامة وموهبة وخفة ظل سمير صبري، هي تميمة الحظ التي فتحت له طريق الشهرة والنجومية، وكوّن من خلالها الكثير من الصداقات القوية التي ظلت خالدة حتى بعد وفاته، وتؤكد نبيلة عبيد أنها قامت بإهداء صوتي له في أولى حلقات برنامجها الإذاعي مع نبيلة، المقرر عرضه للجمهور قريبًا، كما أكدت أنها كانت تبعث له بباقة ورد بعد كل حلقة من حلقات برنامجه الإذاعي "ذكرياتي".

لم يتوقف حب أصدقائه له عند هذا الحد، لكنهم أحيوا ليلة في حبه بعد وفاته جمعوا فيها محبيه في مسقط رأسه بمحافظة الإسكندرية، وقدموا فيها فيلمًا وثائقيًا تضمن فيديوهات قصيرة تحمل كلمات محبة من أصدقائه المقربين من الوسط الفني، إذ يُلخص هذا المشهد ما كان يمثله سمير صبري لهم، ومكانته الفنية بأعمال لطالما أسعد الجمهور بها.

فتحت الإذاعة المصرية أبوابها لسمير صبري، ليبدأ فيها خطوات النجومية، ورغم أنه حقق نجومية في الفن والسينما، لكنه لم ينس الإذاعة التي ظل مُخلصًا لها ليسجل فيها حكاياته المشوقة فهو صاحب الذاكرة الحديدية، فكان قادرًا على تذكر التفاصيل الدقيقة التي حدثت منذ 6 عقود وأكثر، وكأنه يسرد موقفًا عاصره أمس، قدّم الكثير من  البرامج الإذاعية مثل "النادي الدولي" و"هذا المساء" و"من غير كلام" و"بدون كلام"، وغيرها الكثير، فضلًا عن عدد ليس بالقليل من المسلسلات الإذاعية.

"سكر حلوة الدنيا سكر"، هذا ليس فقط مطلع أغنية قدمها الراحل في أحد أفلامه، لكنها تحمل منطقً وأسلوب حياة كان يتعامل به، فهو المبتسم والبشوش وصاحب خفة الظل والمُحب للحياة طول عمره وحتى آخر لحظة في حياته، وقالت الفنانة لبنى عبدالعزيز: إنه قبل وفاته بأيام قابلته، وكان في غاية البهجة والسعادة لدرجة أنها لم تصدق رحيله رغم معاناته من المرض في آخر أيام حياته.

تنوعت مواهب سمير صبري ما بين التقديم البرامجي والغناء والاستعراض والتمثيل، فمنذ أن بدأ التمثيل في الستينيات وحتى وفاته في شهر يونيو الماضي، تصدر أفيشات الأفلام وبلغ عدد أعماله السينمائية أكثر من 138 فيلمًا سينمائيًا، وتنوعت أدواره ما بين الكوميدي والتراجيدي والجاد، كما قدّم الكثير من الفوازير مثل "إحنا فين" و"مشاهير الدلتا".

قدّم سمير صبري ما يقرب من 40 مسلسلًا تليفزيونيًا كان من أبرزهم "قضية رأي عام" و"حضرة المتهم أبي"، كما نشأت علاقة قوية بينه وبين عادل إمام الذي شاركه في الكثير من أعماله السينمائية، واختتمها بوقوفه أمامه في آخر مسلسلاته "فلانتينو" في عام 2020، لتكون أعماله خالدة في غيابه عن دنيانا ويبقى في ذاكرة ووجدان جمهوره.