في ليلة صاخبة غمرها أزيز الطائرات والصواريخ، اشتعلت جبهة الصراع بين إسرائيل وحزب الله مجددًا، لتكشف عن فصل متكرر من فصول النزاع القديم المتجدد، وبينما تقاذف الطرفان الاتهامات وعلت أصواتهما بالنصر، تبدو هذه الحرب وكأنها لا تحمل خاسرًا واضحًا.
في هذا المشهد المعقد، تتداخل السياسة مع القوة العسكرية، حيث يسعى كل طرف لإثبات أنه صاحب اليد العليا في معركة قد تحدد مستقبل المنطقة.
إسرائيل تعلن عن ضربات استباقية
أعلنت إسرائيل أنها نفّذت ضربات استباقية على عشرات الأهداف في لبنان، فجر اليوم الأحد، ردًا على ما قالت إنه هجوم كبير كان حزب الله يخطط لتنفيذه باستخدام الصواريخ والطائرات بدون طيار. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، فقد نجحت هذه الضربات في إحباط الهجوم المزعوم وتدمير آلاف الصواريخ ومواقع إطلاق القذائف.
حزب الله يعلن نجاح ضرباته العسكرية
من جهة أخرى، أعلن حزب الله أن عملياته العسكرية ضد إسرائيل كانت ناجحة، وأنهى هجماته ليوم الأحد. وأكد أنه أطلق أكثر من 320 صاروخًا وعشرات الطائرات المسيّرة ضد مواقع إسرائيلية، بما في ذلك قواعد عسكرية في شمال إسرائيل ومجمع أمني في شمال تل أبيب. وعلى الرغم من تأكيد إسرائيل نجاحها في الضربة الاستباقية، قال زعيم حزب الله، حسن نصر الله، إن الهجوم كان فعّالًا، مكذبًا الرواية الإسرائيلية عن إحباط الهجوم.
تنسيق أمريكي-إسرائيلي
بحسب ما نقلته صحيفة "أكسيوس" الأمريكية، حصلت الولايات المتحدة وإسرائيل على معلومات استخباراتية تشير إلى أن حزب الله كان يعتزم شن هجوم واسع النطاق فجر الأحد، ما دفع إسرائيل إلى تنفيذ ضربتها الاستباقية. وأكد المتحدث باسم قوات الدفاع الإسرائيلية، الأميرال دانيال هاجاري، أن العملية كانت دفاعًا عن النفس ضد حزب الله وأي عدو آخر قد ينضم للهجمات ضد إسرائيل.
وفي المقابل، نفى نصر الله تأثير الضربات الإسرائيلية على الصواريخ والطائرات المسيرة التي استخدمها حزب الله في هجومه، مؤكدًا أن الهجمات كانت ناجحة وأن الحزب قد ينفذ هجمات أخرى في المستقبل إذا لم تكن النتائج كافية.
محاولات لتجنب التصعيد
في خطوة دبلوماسية، سافر المفاوضون الإسرائيليون إلى القاهرة لإجراء محادثات مع مسؤولين أمريكيين ومصريين وقطريين حول تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس، ما يشير إلى أن إسرائيل لا ترغب في مزيد من التصعيد في الوقت الحالي. وقد وصل رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال تشارلز كيو براون، إلى إسرائيل لعقد اجتماعات مع مسؤولين عسكريين إسرائيليين، فيما أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن دعم الولايات المتحدة لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
إيران: التهديد القادم؟
وفقًا لما ذكرته "أكسيوس"، يقول المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون إن الهجمات التي وقعت فجر اليوم الأحد كانت مجرد الجزء الأول، وأن إيران لم ترد حتى الآن على اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران. وعلى الرغم من تأخير ردها لعدة أسابيع، قد يتم الرد الإيراني في الأيام والأسابيع المقبلة.